ان لم أقف حيث جيش الموت يزدحم فلا مشت بي في طريق العلا قدم
لابد أن أتداوى بالــــقـــــنا فلقـــــــــد صبرت ختى فؤادي كلّــــــه ألم
عنــــدي من العزم سرّ لا أبوح بـــه حتى تبوح به الهنديّــــــة الخذم
لاأرضعت لي العلـى ابنا صفو درّتها ان هكذا ظل رمحي وهو منفطم
يابن اللألى يقعدون الموت ان نهضت بهم لدى الروع في وجه الضبا الهمم
تنــــعى اليــــك دماء غاب ناصرها حتى أريقت ولم يرفع لكم عـــــــلم
مسفوحة لـــم تجب عند استغاثتــها الا بأدمع ثكلــــــى شفّـــــــها الألم
حنـــــــت وبين يديها فتية شربـــت من نحرها نصب عينيها ، الضبا الخدم
موسّدين في الرمضاء تنـــظرهم حرى القلوب على ورد الردى ازدحموا
سقيـــاّ لثاوين لم تبــــل مضاجعهم الا الدمـــــــــاء والا الأدمع الســــــــجم
أفناهم صبرهم تحت الضبا كرما حتـــى قضـــوا ورداهـــم ملؤه كـــرم
فالحرب تعلم ان ماتوا بها فلقـــد ماتت بها منهم الأسياف لا الهمم
أبكيهم لعوادي الخيل ان ركبت رؤوسها لم تكفكف عزمها اللجــــم
وللسيوف اذا الموت الزؤام غدا في حدّها هو والأرواح يختــصم
وحائرات أطار القوم اعينهــــا رعبا غداة علـــيها خدرها هجموا
{ من ديوان السيد حيدر الحلّي }