حَبيبَتي تَمَهلي
كُفي السُؤالَ عَن الغَدِ
تَنَفَسِيني تَنَهَدِي
لا تُلِحي بالرَجَاء
فَالغَيبُ في كَبِدِ السَماء
كُفي السُؤالَ عَن الغَدِ
مأذا أقولُ حَبيبَتي
أخَافُ صَحـــوَ رَبَابَتي
الوَتَرٌ . أنهَكَهُ البُكَاءُ
وَالقَوسُ يَسقُطُ مِنْ يَدي
حَبيبَتي
كُفي السُؤالَ عَن الغَدِ
تَعَري عَن خجَلِ المسَاء
كُوني الجِنُونَ لِثَورَتِي
لا تسألي
لا تَسألي عَنْ الصبَاح
فَفِي الصبَاحِ تَصحُو الجِراح
وفي الصبَاح
يَتوهُ عِشقي وَانطَفِي
حَبيبَتي .. تَفَهَمِي
الحبُ يقتلهُ السُؤالُ
فَكُفي السُؤالَ عَن الغَدِ
اهمِسي حَبيبَتي
اسقِينِي حَتى الظَمَأ
اهمِسي فَوقَ الصُراخِ
تَدَرَجِي تَشَعوَذِي
بَعثِرِيني وَمَخدَعِي
إياكِ
أنْ ترحَمي إياكِ أنْ تَشفعي
أنا اليَومَ أُحبُكِ
فكُفي السُؤالَ عَن الغَدِ
يا ليلتي
إن أثرتُكِ عَارِياً
فلأني ابتَعتُ ثَوبَ العَراء
وَرَكَلتُ ثَوبَ الغَدِ
وَمَحوتُ في عَقلي الزَمَان
وَغَرَستُك في ليلتي
ليلتي العُنوان
فَدَعيني اهمسُ في أذنِ العُنوان
أسهَرُ في عَينِ العُنوان
وأراقصُ خَصرَ العُنوان
يا ليلتي
يا ليلتي .... أتُؤَرَِقُكِ
أتؤَرِقُكِ غَرَابَةُ عِشقي
أيؤَرِقُكِ أني في نَوبَاتي العِشقِية
انزفُ صِدقاً مجنوناً من صِدقي
أرَأيتِ يا سيدتي .. نِتاجَ الصِدقِ
تَرسُمُني عَواقِبُ تَصرِحِي
أني رجلٌ في مِنهَاجي
أتَقَلَبُ مِثلَ الأموَاجِ
كُثُرٌ قَالوا
إني أُنمقُ .. بَاقَاتِ الكَلِمَاتِ
واتبَعُ أهَواءَ الرِيحِ
وَقَالوا
إني أُعَكِرُ صَفوَ الحبِ
وأُمَارِسُهُ بِلا تَصرِيح
وَقَالوا بِالحَرفِ
أني أُغَيرٌ .. في المَألُوفِ مِنْ العُرفِ
وَقَالو وَقَالو
حتى ضِقتُ ذِرعَاً بما قالوا
مَن يَشهَدُ نَهجي وَلا يَفهَمُني
وَمَن يَرجُمُ قَلَِمي
وَيمضي يَلعَنُ حَرفي
وكأني يا ليلي
في عشقي أسبِقُ عَصري
أأدركتِ
يا ليلى مِنهَاجَ حَياتِي
قَد لاَقى فُضُولُكِ كُلَ جَواب
أأدرَكتِ
أن سَكُوتي كَان عَذابَاً
وَأنْ جَوابي ألفُ عَذابٍ
اسمَعتُكِ بعضاً من آناتي
وَأرَيتُكِ بُعدَ اليومِ
في سطوةِ قَدري الغَلاب
ضَاعَ الليلُ يا ليلَى
في التكرَارِ وفي الإفصَاحِ
ضاع الليلُ يا ليلى
فانتظري صباحي
وانتظري قراراً
إما بَقَائي وإما رَوَاحِي
أرأيتِ يا سيدتي
أني لا أملِكُ
في زمنِ قَراري إلا اليَومَ
احبُكِ اليَومَ
أما غَدي فَليسَ بيدي
فَلا تَسألِيني بِرتمِ اللّومِ
فأنا في الواقعِ سَيدتي
لا أملِكُ في زَمنِ قَراري
إلا اليَومَ