كانت ارض ابو غريب ولازالت ارضا زراعية ذات مساحة كبيرة وبالرغم من وصول العمران اليها فانها تحتفظ بمساحات كبيرة تغطيها المزارع..
يحدها من الشمال التاجي ومن الشرق مدينة الكاظمية ومن الغرب مدينة الفلوجة ومن الجنوب المطار المدني ويخترق المنطقة نهر ابو غريب
تستمد منطقة ابو غريب اسمها في الاصل من قاطنيها الاوائل وهم عشيرة ابو غريب ومع انها رحلت عنها الا ان الاسم بقي بعد الاحتلال البريطاني وسقوط الدولة العثمانية تملكت العشائر الاراضي والتي تقدر بالاف الدوانم وكانت تزرع معظمها بالخضروات ويندر فيها النخيل والفاكهة او اي نوع من الحبوب
بقيت الارض التابعة للدولة مهملة دون استثمار لمدة طويلة واخيرا فكرت الدولة بانشاء المؤسسات فبدأت بانشاء كلية الزراعة وكلية الطب البيطري ومدرسة التربية الاساسية ومعسكر للجيش ودار المعلمين الابتدائية ودوائر تابعة لوزارة الزراعة ثم توالت اهتمامات الدولة فانشأت مؤسسة الارسال
الاذاعي الذي يرتبط بدار الاذاعة العراقية في الصالحية ومدارس ومستوصفاً ومؤسسة للالبان سميت (قرية الذهب الابيض) ومعملا للشخاط ومعملا لحليب الاطفال فانتعشت المنطقة ما جعل الاهالي يشيدون المباني فظهرت قرى زراعية مثل قرية عباس الكليدار وقرية علي الهادي الكليدار
يشطر ابو غريب شارع رئيس لمرور المركبات من بغداد الى محافظة الانبار وبالعكس كما خصصت
مديرية نقل الركاب حافلة لنقل الركاب تنطلق من ساحة الملك فيصل الاول في الصالحية الى خان ضاري في ابو غريب وكانت للركاب نقطعة دالة للنزول في منتصف المنطقة وهي عبارة عن مقهى سميت باسم صاحبها (هادي كعب) والتي تقع على مشارف مدخل شارع عرضي يوصل الى نهر ابو غريب حيث توجد قنطرة صغيرة على عرض النهر المتواضع الذي يبلغ عرضه خمسة امتار يعبر منها الى القرية الوحيدة انذاك (خرنابات) وسميت فيما بعد القرية العصرية
يسكن ابو غريب فلاحون وعمال ومهنيون واذا ما عبرت هذه القرية ستجد امامك معلما آثاريا شاخصا هو تل عقرقوف والاثار الباقية من زمن الكيشيين وبالرغم من اهمية هذه الاثار فانها بقيت مهملة لمدة طويلة يعبث بها اهالي المنطقة واطفالهم
انشأت وزارة الزراعة غابات كبيرة ومناحل ومختبرات واحواضا لتربية الاسماك ونظرا لهذا النمو فقد تحولت القرية الى ناحية تتبع قضاء الكاظمية الذي يربطها بالمجمع السكني (الشعلة) وعين السيد طارق ناجي مديراً لها اما اول مدير لدار المعلمين الابتدائية فهو السيد محمد علي البير واول مدير لمدرسة ابتدائية سهيل.. كان يحرس المنطقة قبل تأسيس مخفر للشرطة حراس اهليون يحملون العصا (المكاوير) فكانت الحيوانات المفترسة (كالذئاب وابن اوى) تهاجم القرية والتهمت الكثير منهم
وبالاخص الحراس الليليين لذا زودتهم الشرطة بالبنادق حماية لهم وفضلا عن الزراعة فان كثيرا من ابناء ابو غريب لديهم مشاريع مهمة كتربية الدواجن والمناحل واحواض تربية الاسماك وتربية المواشي والخيول العربية الاصيلة واخيرا اهتمت مديرية الاثار بالموقع الاثاري عقرقوف وحولته الى منطقة آثارية يؤمها السائحون من مختلف الجنسيات كما اصبحت هدفا للسفرات المدرسية والعائلية ..
ونظرا لضيق المقابر في وسط بغداد وعدم قدرتها على استيعاب المزيد من القبور فقد قامت الدولة بتخصيص مساحة واسعة من منطقة ابو غريب لانشاء مقبرة عامة سميت بـ(مقبرة الكرخ) كما نزحت مجاميع من عشائر مختلفة الى ابو غريب اما طلبا للعمل او هربا من الثأرات العشائرية وعملوا
كاجراء في الزراعة وكذلك جاء عدد من الايدي العاملة الاجنبية الوافدة الا انه نتيجة للحروب فقد بدأ الناس يتجهون للمدينة وتركوا الزراعة ثم جاءت فترة الاحتلال ومعها الفتنة الطائفية فزادت الطين بلة فتعرض سكانها الاصليون الى القتل والتهجير القسري الا انه اخيرا وبعد استتباب الامن عاد السكان الاصليون من اجل اصلاح ما خربه الوضع الشاذ.
رفعت مرهون الصفار
منقول