ما بين الخوف من انحرافهم وتجنب حرمانهم!

تشهد كثير من الأسر العربية نموذجين للآباء، أولهما بخيل في الإنفاق على أبنائه إلى درجة الشح والحرمان، بحجة الخوف عليهم من مخاطر الإسراف والبذخ التي قد تعرضهم للفساد والانحراف،

بينما النموذج الآخر كريم مِعطاء ينفق على أبنائه بدون حساب حتى لا يشعرون بالحرمان، فلا يرفض لهم طلباً أبداً سواء بمنحهم هبات أو مكافآت أو قروضاً، وربما أدى ذلك الكرم الحاتمي إلى تدليل الأبناء وفسادهم وانحرافهم في بعض الأوقات،

الأمر الذي يجعلنا نبحث عن الوضع الأمثل في هذه القضية، وكيف نترجم هذا الوضع إلى واقع عملي؟

هل بتخصيص مصروف شهري للأبناء أم بتلبية طلباتهم الضرورية مع بعض المرونة والمراقبة والإشراف حتى لا نخلق جيلاً يعاني من الحرمان والحاجة، فيضعف مستقبلاً أمام إغراءات الحياة، ولا نخلق جيلاً آخر مدللاً ومسرفاً يسهل أن تفسده الأموال الكثيرة، وتقوده إلى السقوط في بئر الانحراف؟


أبناء يتضررون من بخل آبائهم وآخرون يحملونهم نتيجة بذخهم


البخلاء: البذخ يخلق أبناءً غير قادرين على تحمل المسؤولية

آباء كرماء: الحرمان يخلق جيلاً يعاني من الحرمان

داعية ديني: فساد المنع يساوي فساد الإنفاق ببذخ

عالم نفس: البذخ والبخل كلاهما آفة

! عالم اجتماع: البيئة والتنشئة مسؤولان




إلحاح والدتي


يقول البيروتي فراس أحمد «28عاماً ـ موظف»: «في البدء لم أكن ألاحظ بخل أبي، إذ كنت صغيراً جداً على ملاحظة هذه الأمور، وكنت أتلقّى تعليمي في مدرسة جيدة نسبياً وأتناول الطعام الجيد وأرتدي الملابس الجيدة، ولم ينقصني شيء لكني كنت دائماً ألاحظ أن والدتي هي التي تؤمِّن لي متطلباتي بعد إلحاحها الكبير على والدي خاصة أنها لا تعمل،

فبالتالي عليها طلب كل شيء من والدي، ثم بدأت أكبر وبدأت المشكلات بين أمي وأبي تكبر بسبب المصروف، كنت أراقب أصدقائي وأرى ما يقدّمه لهم أهلهم من لعب وإلكترونيات، بينما أنا لا أحصل إلا على القليل وكانت حجة والدي أنه لا يحبّ البذخ في الأمور غير المفيدة،


وبدأت الأمور تتضح أكثر عند دخولي الجامعة وطلبي الملابس والمصروف، وبدأت المشكلات تكبر بين أمي وأبي إلى حدّ أن والدتي تركت المنزل لأن المشكلات لم تعد محصورة فقط بمصروفي الشخصي أو مصروف أخي وحتى مصاريف الجامعة،

بل بدأت تتعدى ذلك لتصل إلى مصاريف البيت، أبي يمتعض إذا طلبت منه والدتي إحضار الطعام، وبدأنا نشعر بحرمان كبير في المنزل وكثرت المشكلات بين أمي حتى طلبت الطلاق وتركت المنزل»،

مضيفاً: «أرفض أن أكون مثل والدي، لهذا سأعمل على تجميع المال حتى أسعد زوجتي وأبنائي في المستقبل! لكن أخي الصغير ورث طباعه وتعلّم منه الحرص والبخل معاً وأصبح منعزلاً على نفسه يشتهي كل شيء، ولا يقبل بشراء ما يشتهيه بل ينتظر من الآخرين تقديمه له، وهذا الأمر بات يزعجني لأن بخل والدي انعكس عليه في نواحٍ غير جيدة». لم يكن يحبني!

ومن الأردن يقول العشريني شادي حسين: «عندما كنت صغيراً، لم أكن أتذكر مدى إمتاعي بالمال والرفاهية، لكن عندما كبرت،

وشاهدت صوري في طفولتي، تساءلت لماذا لا توجد صور لي مع أبي، ألم يكن يحبني؟ وفي نفس الفترة، كنت على خلاف دائم مع أبي بسبب المصروف الجامعي،

فشعرت بمدى بخل أبي عليّ بالمال والحب والأسلوب الجيد، فلا أدري إن كان ذلك الأسلوب نابعاً من لعنة الابن الأكبر، لكن كل ما أعرفه أني لم أنل حقي مع أبي، لا معنوياً ولا مادياً، ما يشعرني ذلك بالحزن والألم في أعماقي».




حياتنا سوداء


ويضيف الثلاثيني أرام السيد من عمان: «أعلم جيداً أن أبي كان شخصاً بخيلاً، ولم يكن يمتع نفسه ولا عائلته بأي شيء، وكان يؤمن بالمثل القائل «خبي قرشك الأبيض لليوم الأسود»،

إلى حد أنه جعل حياتنا سوداء ولم يدرك أنه حان الوقت لاستغلال القرش الأبيض، وما يؤسفني حقاً أن أبي حرمني من الدراسة الجامعية، فإلى الآن أدرس بالجامعة،

وأعمل وأنفق على نفسي، فجميع المسؤوليات على عاتقي، وأبي إلى هذا اليوم لا يدفع لي أي شيء، وهذه السلوكيات تشعرني بالنقص في حياتي».



أبخل من الزمان

من مصر يقول محمود صديق «موظف»: «كان والدي أبخل علينا من الزمان، ضنّ علينا بكل شيء، وعندما واجهناه كان رده أن الزمن يحتاج منكم أن تكونوا أكثر خشونة، وهذه الخشونة لا تأتي مع الترفيه والبذخ، ولا بد للأبناء أن يعيشوا جزءاً من هذه الظروف حتى يشعروا بقيمة الحياة، فما يأتي سهلاً يذهب سهلاً،

والحفاظ على الأموال أصعب على النفس من مجيئها»، كما ذكر صديق: «دائماً ما كان أبى يستشهد بأصدقاء وجيران وقعوا في أخطاء، أنهم كانوا يتعاملون ببذخ شديد مع أبنائهم بدعوى، أنهم لا بد أن يعيشوا في خير والدهم وحتى لا يكونوا محرومين،

فضاع الأبناء وفسدت أخلاقهم وعندما كبروا لم يكونوا على قدر المسؤولية، لهذا أقترح أن يخصص الآباء مصروفاً شهرياً مقبولاً يفي بمتطلبات الأبناء».




لم يعطني مصروفاً أبداً


بينما يقول المصري الجامعي محمد سمير: «لا أذكر أن والدي أعطاني مصروف جيب، وعندما كنت أناقشه كان يقول لي: انظر إلى أصدقائك ما أضاعهم غير المال، فقد كان يخشى علينا من شراء سجائر أو الهروب من المدرسة، متخيلاً أن المال يوفر البيئة التي تساعد الابن على الفساد»،

مضيفاً: «على غير ما كان يظن أبي، قمت منذ صغري بشرب السجائر وكنت أهرب من المدرسة، وكان أصدقائي يتولون الإنفاق علينا، ولم تمنع قلة المال أن نفعل ما نريد».

وذكر سمير أن «منع الأموال عن الأبناء يكون تأثيرها عكسياً تماماً مثل البذخ، فكلاهما سلبي، والتطرف في العلاقة مع الأبناء تأتي بثمار سيئة»، مؤكداً أن تعامله مع أبنائه في المستقبل سوف يكون مختلفاً،

وسوف يصنع حالة من التوازن بين الإنفاق والمنع، فلا مانع من إعطاء الأبناء ما يريدون من أموال طالما أنه لا يوجد مانع من ذلك، وتمنع عنهم الأموال إذا وجد مانع حقيقي، فهذه الأموال ليس حقاً مكتسباً للأبناء ومنعها بالكلية له آثار سيئة».

كنت من المحظوظين ومن بيروت يقول الطالب الجامعي مصطفى سليم «23 عاماً»: «أبي ميسور مادياً ونعيش في رغد كبير، لهذا أعتبر نفسي من المحظوظين بأبي كونه أمّن لنا أنا وشقيقي كل شيء،

فنحن نعتمد مقولة اطلب وتمنى، كنا دائماً نحصل على أحدث الألعاب ونرتاد أفضل المدارس ونلبس أحسن الماركات، ولم يكن لدينا حدود للمصروف، ما جعلني الأميز بين أقاربي وأشعر أني مرتاح أكثر منهم،

لذا كنت أساعد من يحتاجني، لكن هذا الأمر جعلني مبذّراً ولا أدرك كيفية التعامل مع الأوضاع التي لا أضيع فيها المال ولا أحزن على هاتف انكسر مثلاً أو على ساعة تعطّلت، لأني أعرف أني سأحصل على الأفضل،

رغم إن ذلك جيد ولا يمكنني أن أنكر أني الأكثر ارتياحاً بين أصدقائي وفي محيطي إلا أن ذلك جعلني لا أدرك قيمة الأشياء من حولي، لذا أروّض نفسي الآن تحسبّاً لظروف قد تكون مفاجئة وربما تشعرني بالضعف».




الدلال المفرط لا يخلق رجالاً

أمّا الطالب الجامعي لؤي عبدو من عمان فيعتبر أن التدليل المفرط ليس إيجابياً ولا يخلق رجالاً، موضحاً: «أبي يحرص أشد الحرص على ألا أحتاج شيئاً في حياتي، إذ يوفر لي كل شيء، حتى إنه منذ الآن محتفظ بمبلغ من المال لتزويجي، حتى يوفر لي ولزوجتي المستقبلية المسكن والملبس والمأكل،

وهذا الاهتمام والكرم المفرط، لا أجده إيجابياً، إذ أصبحت متواكلاً عليه في كل شيء، وأحسد أولئك الشباب الذين أتيحت لهم الفرصة لينافسوا الرجال في المجتمع، ويحققوا مرادهم بعرق جبينهم، حتى وإن سبب ذلك لهم متاعب وألماً، لكن الظروف الصعبة هي التي تصنع الرجال الحقيقيين».





البذخ قادني للإدمان


ومن مصر يقول شادي إكرامي: «تجربتي تتلخص في أن والدتي كانت تتعامل معي بفطرتها، ولأنها ووالدي قضيا غالب حياتهما خارج مصر معارين للعمل، فقد كانا يغدقان عليّ الأموال حتى فشلت دراسياً وأدمنت المخدرات»، ويتابع إكرامي حديثه قائلاً: «لا بد من أن يحدد أولياء الأمور لأبنائهم مصروف جيب بناء على حاجاتهم،

ولا يعطونهم أكثر ممّا يحتاجونه حتى وإن كانوا أغنياء، لأنّ تأثير ذلك سوف يكون مدمراً على المديين القريب والبعيد»، ولفت إكرامي إلى أن والده ندم ندماً شديداً على البذخ وحالة الرفاهية التي كانت سبباً في فشله،

فأصبح تحصيله الدراسي متأخراً وساءت أخلاقه، وختم حديثه بتقديم نصيحة للآباء قائلاً: «على أولياء الأمور ألا يمنعوا الأموال عن أبنائهم وفي نفس الوقت لا يسرفون في الإنفاق».




بُخلي شوّه أبنائي


على الجانب الآخر، يحكي القاهري عبدالمولى نصير «تاجر»، تجربته مع أبنائه، حيث كان يتعامل معهم ببخل شديد، فتسبب ذلك حسبما قال، في أنهم أصبحوا مشوهين للغاية وأصبحوا أكثر بخلاً منه، وتأثير ذلك في شخصياتهم لا يقل عن تأثير البذخ، يقول: «الاعتدال في الإنفاق على الأبناء أمر في غاية الأهمية،

لأنه يخلق شخصية سوية، فلا إسراف ولا تقطير، حتى لا يقع الأبناء في براثن تأثير أصدقاء السوء»، مضيفاً: «فوجئت بأبنائي ذات مرة يقومون بالسرقة من أجل الحصول على المال، بعدما كنت أمنع عنهم أي مصادر للإنفاق، فعرفت وقتها أنّ الفساد كله يأتي من منع المصروف عنهم».




في حدود المعقول

ومن بيروت يقول الموظف يونس حمية «38 عاماً»: «أقدّم لأولادي كل ما أستطيع وأحاول قدر الإمكان عدم حرمانهم من شيء، لكن طبعاً ضمن حدود المعقول كي يتعلّموا المسؤولية،

لكني أرفض البخل بكافة أشكاله لأن له عواقب نفسية خطيرة على الولد، وقد تصل به أحياناً إلى الانحراف خاصة إذا احتاج ولم يجد أمامه ما يسدّ هذه الحاجة وضد الكرم الذي يصل حدود البذخ، لأن البذخ حرام ومرفوض شرعاً، لذا أسعى لتقديم كل شيء لأولادي، لكن مع تعليمهم قيمة المال وقيمة التعب وأعلّمهم التمييز بين الإسراف والبخل».




شعرة الحرص والبخل

أما اللبناني يوسف منيمنة «40 عاماًـ صاحب مؤسسة» فيقول: «غالباً ما يميز الناس بين البخل والحرص، فأنا من جهتي لست بخيلاً على أولادي، لكنني لا أقدّم لهم كل شيء، فهنالك أشياء غير مفيدة وأعتقد أن تعبي والمال الذي أحصل عليه لا يجب أن يصرف في نواحٍ غير ضرورية،

فمثلاً ما الفائدة إن كان هاتف ابني من أهم الهواتف الذكية أو أرخصها ثمناً، فالنتيجة واحدة والاستخدام واحد، أنا حريص وأخاف على تعبي وأريد أن يبقى المال لأولادي من بعدي، لذا أعطيهم بقدر حاجتهم وأرفض التبذير، وأعتقد أن هذا الفعل بإمكانه أن يخرّج رجالاً معتمدين على أنفسهم وقادرين على التعامل مع ظروف الحياة كافة».




كنت كريماً مع أبنائي

يقول القاهري عبدالله مغربي «رجل أعمال»: «كنت كريماً مع أبنائي للحد الذي دفعهم للفشل في الحياة العملية، فهم يعتمدون منذ صغرهم على الأموال التي كنت أعطيها لهم، وبالتالي زهدوا العمل أو الصبر عليه، فأضاعوا غالب ما انشغلت في جمْعه منذ كانوا صغاراً»،

مضيفاً: «الأفضل لأولياء الأمور أن ينتبهوا لخطورة الإنفاق ببذخ شديد لأنه يخرّج أبناء غير قادرين على الحياة، كل أملهم أن ينفقوا لا أن يبحثوا عن طريقة للحصول على المال أو على الأقل للحفاظ عليه»،

وطالب مغربي الآباء أن يراجعوا أنفسهم في الأموال التي يعطونها لأبنائهم، خصوصاً أولئك الذين يتعاملون ببذخ شديد، فنهاية هذا الإنفاق مأساة حقيقية وأبناء غير قادرين على الكسب أو حتى الحياة.






الكرم حق للفتاة


وتشير الموظفة الأردنية ميس الشوري إلى أن المسؤولية الكبرى يجب أن تكون من الأب لبناته، أكثر من أبنائه، مبينة: «أعتقد أن البنت هي الأحق بالدلال والكرم والاهتمام، بينما الشاب، فهو مدلل حتى إشعار آخر، ويجب أن يمنح له الأب فرصاً يخوض فيها معارك الحياة بمفرده، ليعمل ويشق طريق حياته ويذوق ما ذاقه رجال قبله،

أما عن حياتي الخاصة، فأنا مدللة من أبي، وأملك المال المعتدل الذي يلبي حاجاتي، وحين أطلب منه لا يقصر في حقي، لكن كل شيء باعتدال، ويوجد بين صديقاتي من تتمتع بكرم والديها المفرط، فأحسدها حيناً،

وتوجد أيضاً صديقة لي ذات شخصية قوية جبارة وعنيفة، صنعتها الظروف الصعبة التي مرت بها، والتي أحسدها أحياناً أخرى».





ضرورة الاعتدال في الإنفاق


يقول الشيخ مظهر شاهين: «الإسلام دين وسط ويجب أن يكون الإنسان وسطاً في حياته، فكما إنه ذم الإنفاق ببذخ من خلال قوله تعالى: «إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين»، فإنه أيضاً ذم البخل من خلال قوله تعالى: «ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك»،

وذكر الشيخ مظهر أن «أولياء الأمور يقعون في أخطاء كثيرة في التعامل مع أبنائهم بين الإنفاق بلا حساب وبين المنع بلا مبرر، رغم أن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة».

كما أكد شاهين «ضرورة الاعتدال في الإنفاق والعدل في القسمة بين الأبناء، لأن مردود ذلك يظهر سريعاً في التربية، فإما أن يكون الأبناء أسوياء وإما ينحرفوا، وانحرافهم ليس مرتبطاً بالبذخ فقط وإنما بالبذخ والمنع معاً».




البخيل يسبب معاناة لعائلته


يقول إخصائي علم الاجتماع الأردني د.رفاعي عنكوش: «مسألة البخل أو الكرم تتوقف على طبيعة تربية وتنشئة الشخص نفسه، فالأب البخيل يكون قد ترعرع ببيئة تدقق في أدق التفاصيل، والمال بالنسبة إليها هو الأساس في الحياة، لذا يكون التعامل مع هذا العامل بمبدأ التقطير كيلا ينتهي،

وهذا الشخص الذي يصبح البخل في دمّه، يكون سبباً في معاناة عائلته مستقبلاً، من زوجته إلى أبنائه واحداً تلو الآخر»،

مضيفاً: «أما الشخص الكريم بالطريقة المفرطة، هو أيضاً غير متوازن، فهو لا يعرف كيف يحكّم الأمور، وقد يكون كرمه المفرط على أبنائه هو سبب فشلهم أو انحرافهم، كما إنه قد يكون إثباتاً على عدم ثقة الأب بنفسه، لذا كل شيء إذا ما زاد عن حدّه انقلب إلى ضده، والوسطية هي الحل في كل شيء».

البخل عند الآباء يعود إلى حب الذات يقول إخصائي علم النفس د.أحمد يوسف: «البذخ والبخل مرفوضان وهما آفة، فالبخل على الأبناء يوصل إلى الانحراف، مثل السرقة للوصول إلى مبتغاهم،

خاصة إذا كان البخل قد وصل بالأبناء إلى الحاجة، وقد يبعد الأولاد عن أبيهم فيصبح الوالد مثال الأب المزعج والظالم، فيبتعد عنه كل أفراد العائلة ويصبح التفكك الأسري هو سيد الموقف، وحتى عندما يكبر الأب تفنى العاطفة من الأبناء،

أما الإسراف فيوصل أيضاً بدورهم إلى الانحراف لأن الولد الذي يشعر أن المال وفيرٌ بين يديه يصبح عرضة لتجريب كل شيء، وأهمها الانحراف والإدمان بهدف تحقيق اللذات، كما يخلق نفسية غير مسؤولة عند الأولاد، لذا يجب الاعتدال، أما الأب البخيل فإن بخله ينتج من سببين أولاً الخوف من المستقبل،

وذلك ناتج من تجميع المال خوفاً من فقدانه في المستقبل فيدخل البخل البيت بدون إدراك تام من الوالد، كما إن البخل عند الآباء يعود إلى حب الذات وضعف الشعور بالمسؤولية أو انعدامها».










تقرير روتانا