حالات من العنف المنزلي ما زلنا نشهدها ضد المرأة والتي مهما كان السبب الدافع له لا مبرر لها، ورغم نشاط عديد من الجمعيات المطالب بحقوق المرأة والحد من العنف، غير أن هذا الحق ما زال مسلوباً في معظم الدول العربية رغم بعض المحاولات للحصول على أجزاء منه بأي شكل من الأشكال.
د. حنان زين: الرجال يريدونها «أمينة» والزوجات يرفضن تابوه «سي السيد»
عالم اجتماع: رغبة الرجل في رؤية الأطباق على مائدة الإفطار تكون أهم من رؤية زوجته نفسها
موظف: من غير المعقول أن أعود لبيتي بعد ساعات من العمل الشاق ولا أجد الطعام جاهزاً
د. أحمد عكاشة: بعض الرجال يعتقدون أن الزواج يعني شراء امرأة مهمتها إعداد الوجبات الغذائية
الضرب بأواني الطعام
تخبرنا راوية القاضي «35 عاماً ـ موظفة سابقاً وحالياً ربة منزل»، عن الفترة التي تعرفت خلالها على زوجها: «تعرّفت على زوجي في عملي، حيث كنا زملاء في المؤسسة نفسها،
وهو كان لا يحبّذ فكرة الزواج من امرأة غير عالمة»، مضيفة: «أحببنا بعضنا وتزوجنا بعد عام، وكان يقول لي إنه يريدني أن أبقى في عملي، فلم أواجه أي مشكلات في السنة الأولى، كوني كنت قادرة على التوفيق بين أعمال المنزل والطهو والعمل، ولكن بعدما رزقت بمولودي الأول، لم أعد قادرة على التوفيق بين كل ما هو مطلوب مني، فصار الاهتمام بابني يستغرق كل وقتي،
وكنت أعود من العمل في ساعة متأخرة، فلم يكن باستطاعتي تحضير الطعام في موعده، وكان الطهو يقتصر على الوجبات السريعة، ما أدى إلى حدوث مشكلات بيني وبين زوجي وصلت حد الشتائم، ونعتي بأني غير مؤهلة، لأن أكون أمّاً وربة منزل، فضلاً عن عبارات نابية،
وأحياناً كان يصل به الأمر إلى رمي الطعام بعد وضعه على الطاولة، وأحياناً الضرب بما وجد على الطاولة من أوانٍ إذا حضر ولم يجد الطعام، ولم أجد الحلّ إلا بترك العمل رغم أن التعنيف اللفظي استمرّ حتى مع عدم التقصير، ولا يمكنني إنكار أن التعنيف بالكلام كان موجوداً منذ بداية العلاقة».
افتعال المشكلات
كما تواجه العشرينية إيناس شريف المشكلة نفسها مع زوجها الذي يكبرها باثني عشر عاماً، فتقول: «مضى على زواجي ثلاثة أعوام، وفي شهر رمضان من كل عام، أرى الحياة سوداء أمامي، فزوجي يقلق جداً بأمور الطعام، وعند الإفطار يفتعل المشكلات،
فهو يريدني أن أجهز الطعام بأسرع وقت، وكأنه سيتناول شيئاً قبل أذان المغرب، وبعد الإفطار ينتظر الحلوى، ولا يبالي بحالتي النفسية أو الصحية، علماً أني لست مبدعة في إعداد الطعام، ولكن بطلباته الغريبة والعجيبة، يجبرني أن أحاول، وإن لم يعجبه فإني أبات ليلتي حزينة».
الضرب حسب الصنف
كما تقول سهير زعزوع «معلمة»: «زوجي يقوم بتعنيفي على كل شيء سواء كنت مسؤولة أو غير مسؤولة عنه، فمرات يعنفني بسبب سوء حالته النفسية أو لمشكلة ليس لي علاقة بها»، مضيفة: «غالب الأزواج لديهم انطباع بأن الزوجات يقصرنّ في حقوق البيت، ولا يراعون أننا موظفات مثلهم»،
وذكرت سهير أنها تحاول أن تتفادى المواقف التي تسبب انفعاله عبر إعداد الطعام قبل وصوله المنزل، وإذا به ينفعل إذا لم يجد أصناف الطعام التي يفضلها، أو إذا وجد خللاً بسيطاً في الطهي وأحياناً تصل به درجة التعنيف إلى ذروتها فيضربها!
تعنيف لأتفه الأسباب
وتدلي تهاني إسماعيل «محامية» بدلوها في الموضوع قائلة: «رغم أن زوجي تلقى مستوى تعليمياً عالياً، إلا أنه كثير الانفعال، وانفعاله غير مرتبط بثقافته أو المستوى التعليمي الذي ينتمي إليه وغير مرتبط بطبقته الاجتماعية،
وإنما بالحالة الاجتماعية والنفسية التي هيّأت له مثل هذه الظروف»، مضيفة: «كثيراً ما أسمع تعليقاته بسبب التأخر في إعداد الطعام، أو لأنه لم يُحضَّر جيداً أو لأنه ناقص «ملح» وأشياء أخرى من هذا القبيل، متناسياً تماماً أني مسؤولة عن ثلاثة أطفال سواء بالمذاكرة معهم أو العناية بهم».
لا أعذار لزوجي
تقول سمية صادق «بدون عمل»: «أتعرض يومياً للتعنيف من زوجي الذي يتاجر في الفاكهة، وربما يتطور الأمر للاعتداء الجسدي، خاصة إذا كان مزاجه سيئاً أو تعرض لما يضايقه، فالمتنفس هو الانفعال على أتفه الأسباب ومرات كثيرة بكل تأكيد لا يكون معه أي حق»،
مضيفة: «أكثر شيء يضايق زوجي هو أن يعود إلى البيت قبل انتهائي من إعداد الطعام، كما لو أني ارتكبت جرماً عظيماً، لأنه شخص عصبي ومتهور وصوته جهوري ومرات أتعرض لظروف خاصة أو خارجة عن إرادتي تعوقني عن أداء مهامي المنزلية بما فيها موضوع الطعام لكنه لا يقبل أعذاراً أبداً».
العمل المنزلي ليس مُرهِقاً
ويرى يوسف مكاري «40 عاماً ـ موظف» أن المرأة خلقت لخدمة بيتها وزوجها، فيقول: «اليوم وبسبب الوضع المادي الصعب أرى أن على المرأة العمل أيضاً لمساعدة زوجها، لكن عليها اختيار العمل المناسب والتوقيت المناسب كيلا تقصّر في خدمة زوجها وعائلتها، فالعمل المنزلي ليس مرهقاً بقدر عمل الزوج،
فمثلاً أنا عندما أشعر بالتعب على زوجتي مساعدتي وتأمين راحتي، ومن أكثر الأمور التي أكرهها التقصير في وجبات الطعام، وحصل هذا معي عدة مرات بسبب عمل زوجتي، فكنا نتشاجر ونتخاصم وأؤنبها بالكلام الجارح».
الطهو متعة
أما د. محمد الزين «طبيب جرّاح نسائي» فيعتبر أن على الرجل الواعي ألا يعنّف زوجته بسبب التقصير في تحضير الطعام أو حتى الواجبات المنزلية، مضيفاً: «لأن المرأة وخاصة العاملة هي كائن، ولا تستطيع التوفيق دائماً، فهي ليست آلة تستطيع القيام بكلّ شيء مرة واحدة وفي الوقت نفسه،
لذا على الرجل مساعدة زوجته في كل شيء، سواء كان في تربية الأولاد أو الأعمال المنزلية، وهذا لا ينتقص من رجولته، بل على العكس هو تأكيد بأن هناك مساواة بين الطرفين وأن الحياة مشاركة. وحتى لو كانت زوجتي غير قادرة على تحضير الطعام أو مقصّرة في ذلك لا مانع لديّ من الطهو ومساعدتها ففي ذلك متعة جميلة».
لا أتهاون في الطعام
ويقول عبدالفتاح أحمد «طبيب»: «مشكلتي الأساسية مع زوجتي ترتبط بإعدادها الطعام، فرغم كوني طبيباً إلا أني لا أتهاون معها مطلقاً إذا تأخرت في إعداد الطعام، لأن ذلك يؤثر في برنامجي اليومي من مواعيد نوم وذهاب للعيادة أو المستشفى،
وبالتالي سيقل تركيزي إذا حدث ارتباك في هذا البرنامج وأصبحت في حالة مزاجية سيئة»، مضيفاً: «لا مجال للأعذار في المواعيد المعتادة لتجهيز الطعام أو في المواعيد الجديدة التي أبلغها بها في بداية اليوم!».
لا تلومنّ إلا نفسها
كما يقول أحمد يحيى «موظف»: «لا ألتمس عذراً للمرأة في توفير حياة مستقرة لزوجها أو في الالتزام بما عليها من واجبات تجاهه أو تجاه الأبناء، فهؤلاء شغلها الشاغل،
فكما إني أجدُّ في عملي لتوفير لقمة العيش هي أمامها أيضاً مهام أخرى يجب أن تهتم بها ومن غير المعقول أن أعود إلى بيتي بعد ساعات من العمل الشاق ولا أجد الطعام جاهزاً، فمهما كانت المبررات أو الأعذار لن أقبلها، ولا تلومنّ إلا نفسها إذا ضربتها أو حتى طلقتها!».
تفهُّم التقصير
تقول إليسار جلول «30 عاماً ـ موظفة»: «أنا ربة منزل وفي الوقت نفسه أعمل وأحاول قدر الإمكان تأمين متطلبات زوجي وأولادي، لكني غالباً لا أستطيع التوفيق بين بعض المتطلبات المنزلية وعملي، ما يؤدي إلى تقصيري،
لكني لم أصادف أي مشكلات مع زوجي كونه متفهّماً كثيراً ظروفي ويقدّر طبيعة عملي، وتقتصر مشكلاتنا على المشكلات العادية التي تحدث بين أي زوجين ولا تتعدّى النقاش الطبيعي، لكنها لا تصل إلى حدود التجريح بالكلام أو التعنيف اللفظي أو الجسدي،
وفي حال وصلت العلاقة بين الزوجين إلى حد التعنيف، فذلك يعني أن هناك جهلاً عند أحد الطرفين، وهذه مشكلة كبيرة، فالعلاقة الزوجية يجب أن يكون التفاهم أساسها والمشاركة لا على الكلام النافر والضرب».
الـ Delivery يحل المشكلة
وترى أسماء نبيل « ربة منزل» أن الرجل العربي يعشق معدته وهي بالفعل من أقصر الطرق إلى قلبه، وتضيف: «لكنها أحياناً تتراجع في قائمة اهتمامات بعض الأزواج ومن بينهم زوجي،
فهو يرضى بأي شيء ويأكل أقل القليل ولا أذكر أنه عنفني أو آذاني لتأخري في إعداد الطعام أو لأني لم أطبخ له صنفاً يحبه وكثيراً ما نتغلب على المشكلة بـ«الدليفري».
تعنيف الطبقات الدنيا
أما ضحى مصطفى «متزوجة حديثاً» فترى أن «انفعال الزوج على زوجته وتعنيفها لتأخرها في إعداد الطعام لا يرتبط باعتدائه بدنياً، فهذا السلوك لا يحدث إلا في البيئات الدنيا من المجتمع،
ولكن ذلك لا يمنع أن يعتدي عليها لفظياً بكلمة أو عبارة خاصة إذا كانا متزوجين حديثاً، لهذا كانت من أهم نصائح أمي لي أن أحرص على إعداد وتجهيز طعام الغذاء قبل أن يعود زوجي من عمله، ومن جانبي أعمل بهذه النصيحة والحمد لله لم يصدر من زوجي تعد لفظي أو بدني حتى الآن».
زمن العبودية انتهى
وتقول نسرين طارق «موظفة»: «ليس من حق الرجل أن يعنّف المرأة إذا ما قصرت بحقه بخصوص إعداد الطعام، فالحياة لا تتوقف على الأكل والشرب، بل هناك أمور أهم بكثير يجب على الشريكين الاهتمام بها، أنا لا أنكر حقوق الرجل، لكن هناك ظروفاً قد تقف في وجه واجبات المرأة، مثل مرضها،
أو إرهاقها الفكري أو النفسي، فتمنعها الظروف من أداء تلك الواجبات بالشكل المطلوب، لكن بكل الأحوال العنف مرفوض وبشدة، ليس العنف فقط، بل حتى التجريح اللفظي مرفوض، فالمرأة ليست عبداً عند الرجل، فزمن العبودية انتهى».
ضميري يؤنّبني
واعترفت الثلاثينية مها زيادة عن تقصيرها بحق زوجها في إعداد الطعام: «بصراحة، لا أهوى المطبخ، ولا تستفزني رائحة الطعام، ولا تحرك مشاعري تلك المرأة المبدعة في صنع الحلوى، لكن ضميري يؤنبني تجاه زوجي الذي يحب كغيره من الرجال أن يرى اهتمام زوجته به من حيث إعداد الطعام وغيرها من الأمور اللازمة والضرورية من حقوق الرجل، لكني أشكر الله على زوجي الذي يقدر هذا الجانب، ويحرص على ألا يربكني أني لا أجيد إعداد الطعام، وفي شهر رمضان أوفر له يومياً طعاماً لذيذاً، سواءً من أمي أو الجاهز».
عقدة «سي السيد»
تقول مدير مركز السعادة للاستشارات الزوجية د. حنان زين: «معظم المشكلات الزوجية التي ترد إلينا في المركز تحدث بسبب تأخر الزوجات في إعداد الطعام، الأمر الذي يفسره الأزواج من منظور الإهمال والتقصير واللا مبالاة،
وللأسف هناك بعض الأزواج يعلو سقف عقابهم العنيف لزوجاتهم على هذا التقصير ليصل إلى الضرب المبرح والطرد من البيت خاصة في الأحياء الشعبية أو المناطق الريفية، بل إن بعضهم يصل به الأمر إلى مرحلة الطلاق،
لهذا نحاول من خلال ندوات أو محاضرات توعوية يقوم بها اختصاصيون نفسيون واجتماعيون توعية الزوجات أولاً بضرورة الاهتمام بهذا الجانب الذي لا نراه إلا في مجتمعنا الشرقي الذي شبَّ فيه الرجل على التدليل الشديد من أمه التي تتفانى في تلبية مطالبه وأولها «الطعام»
لهذا فإنه لن يرضى من زوجته بأقل ممّا كانت تتبعه معه أمه، فضلاً عن عقدة «سي السيد» التي ما زالت تتوارثها الأجيال رغم التغيُّر الكبير الذي حدث وخروج المرأة للعمل مثلها مثل الرجل، فكل الرجال يريدونها «أمينة» بينما الزوجات الجدد يرفضن تابوه «سي السيد».
التعنيف بسبب الطعام مجرد ذريعة
ولا تجد المنسّقة الإعلامية في جمعية «كفى عنفاً واستغلالاً» مايا عمار «26 عاماً» أي مبرر للعنف بكل أنواعه، سواء كان لفظياً أو جسدياً، فالعنف عند الرجل مرتبط بسلوكه، وإذا كان الرجل ذا طبع عنيف،
فهذا يعني أنه سيتذرع بأي سبب لتبرير عنفه، وحتى لو كان ذلك متعلقاً بوجبة طعام أو أي شيء تافه. فتقول: «كما إن التعنيف لا يرتبط بفئة معينة، فقد نجده أحياناً عند الأغنياء أكثر مما نجده عند الفقراء،
وفي الحقيقة نسمع كثيراً من قصص التعنيف وتلجأ إلينا عديد من السيدات المعنّفات، لكن قلّما نسمع عن التعنيف بسبب التقصير في تحضير الوجبات الغذائية، وقد يحصل كذريعة لأنه يكون موجوداً في كل الحالات،
وهنا وفي هذه الحالة يحصل هذا النوع من التعنيف، بسبب إلقاء اللوم على المرأة، كون الرجل يعتبرها مسؤولة عن كل شيء يختص بالمنزل، وهو بطبيعته كرجل عليه أن يجد كل الأمور المنزلية مكمّلة على أتمّ وجه،
وهو الذكر وهي الأنثى، وهنا يعود هذا السلوك إلى التربية الخاطئة والمفاهيم التي يتلقّاها الرجل من بيئته ومحيطه، فالمرأة هي ربة المنزل والزوجة المطيعة وإن لم تقم بكافة واجباتها فهذا يعني أنه يستطيع تفريغ غضبه بها، كما إن التعنيف ليس حكراً على العالم العربي فحسب، بل هو موجود في كافة المجتمعات».
وتضيف عمار: «في فرنسا على سبيل المثال، ورغم الحرية التي تحصل عليها المرأة ورغم حقوقها الموجودة إلا أنها موجودة بالاسم فحسب، ولا يوجد تطبيق فعلي على الأرض، كون المرأة ما زالت رغم صلاحياتها الكثيرة هي المسؤول الأول والوحيد أمام بيتها وأولادها وزوجها،
ولا يمكن القضاء على التعنيف في يوم واحد، كما إنه لا يمكن إيجاد الحلول بسهولة، لذا نقوم بحملات توعية وندوات تبدأ من المدارس والمنتديات وذلك لإيجاد وعي سليم، والأهم أننا نحاول أن نوصل للرجال فكرة أنه يجب عليه تقدير عمل المرأة ومساعدتها فهي عاملة مثله لها كيانها الذي يجب احترامه».
الرجل الشرقي يطلب اهتمام المرأة
يقول اختصاصي علم الاجتماع د. حسين المجالي: «صدق المثل الذي قال «الطريق إلى قلب الرجل معدته»، وبهذا فإن الرجل الشرقي بطبعه يتأثر بمدى اهتمام زوجته به، أو المرأة بشكل عام سواء كانت أمه أو ابنته أو أخته، ويحب أن يرى تقديرهن له في حالة جوعه، وحاجته للطعام، وفي مجتمعنا العربي،
هناك معتقد عند الرجال بأن زواجه سيخلصه من أثر الجوع، إذ إن أول ما يفكر فيه أنه يريد زوجه قادرة على إعداد الطعام اللذيذ». ويضيف د. المجالي: «خلافاً إلى أن حالة الرجل عند جوعه، تكون قريبة للعصبية والتوتر،
وعندما يرى إهمال زوجته هذا الجانب، فإن المشاعر السلبية تتأجّج ويصبح هناك مجال للخلاف بينهما، وفي شهر رمضان تحديداً تكون رغبة الرجل في رؤية الأطباق على مائدة الإفطار أهم من رؤية زوجته نفسها،
لذا فإن انتشار حالة القلق والعنف عند بعض الرجال في حال إهمال الزوجة هذا الجانب، تكون منتشرة بشكل عام، لكن أساليب العنف متغيرة من شخص لآخر، وذلك حسب البيئة التي نشأ منها الرجل، وكيف تربى، وعلى أي أساس يعامل المرأة».
نقص الطعام وإشارات المخ السلبية
يقول أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس د.أحمد عكاشة: «ارتبطت الحالة النفسية والمزاجية لمعظم الرجال بمعداتهم، فإذا امتلأت بما يحبون تهدأ حالتهم النفسية، وإذا صارت فارغة ثاروا وهاجوا وفقدوا التحكم في أعصابهم وتعكّرت حالتهم المزاجية ومن ثم ينهالون على زوجاتهم تعنيفاً باللفظ أو بالضرب،
وهذه النوعية من الرجال لا تتهاون في هذه الجزئية أبداً رغم إنها تبدو من وجهة نظر البعض، خاصة الزوجات تافهة»،
ويضيف د. عكاشة: «نقص الطعام له علاقة مباشرة بالإشارات السلبية الصادرة من المخ، وأهم علاماتها التوتر النفسي الذي تتصاعد حدته لتصل إلى مراحل الغضب والهياج عند بعض الرجال الذين توارثوا من آبائهم حدة الانفعال على الزوجات لتأخرهنّ في إعداد الطعام، فاستقر في وعيهم اللا إرادي أن هذه الطريقة هي الصحيحة في التعامل معهن».
ويفسر د. عكاشة هذه الظاهرة السلبية بأنها «تعود إلى مفاهيم خاطئة صورت لبعض الرجال أن الزواج يعنى شراء امرأة مهمتها إعداد الوجبات الغذائية وتنظيف البيت وإشباع رغباته الجنسية!».
تقرير روتانا