تأسر إثيوبيا ألباب السياح من جميع أنحاء العالم بفضل ما تزخر به من بحيرات شاسعة ومرتفعات تنهمر منها الشلالات ومناظر طبيعية بديعة، بالإضافة إلى فرصة الاستمتاع بالأجواء الإفريقية الساحرة وخاصة في مدينة بحر دار، التي تقع على ضفاف بحيرة تانا، منبع النيل الأزرق.
وترتفع بحيرة تانا حوالي 1800 متر فوق مستوى البحر، وتعتبر المصدر الرئيسي لمياه النيل الأزرق وخاصة في فصل الصيف، وتعد هذه البحيرة أكبر بحيرة في إثيوبيا وتبلغ مساحتها حوالي 3 آلاف كيلومتر مربع.
ويقوم السكان المحليون برعي الأغنام والماشية على الضفة الغربية للبحيرة. وينتشر في بحيرة تانا العديد من الطيور وخاصة "البجع".
ومن مطار بحر دار انتقل السياح إلى الوجهة التالية في رحلتهم لاستكشاف شمال إثيوبيا، وبعد ذلك الاستمتاع بعطلة على شواطئ المحيط الهندي والانطلاق في رحلات سفاري للتعرف على الحيوانات البرية في البراري الكينية.
وتهدف هذه الرحلة إلى تلبية متطلبات السياح الذين يرغبون في الاستمتاع بأجواء متنوعة، ويرغبون في التخطيط لرحلتهم حسب رغباتهم الشخصية.
وتقع الشواطئ الكينية على مسافة ساعتين بالطائرة من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بالإضافة إلى ساعة بالسيارة انطلاقاً من مدينة مومباسا في اتجاه الجنوب، حيث ينعم السياح بالراحة والهدوء وسط المناظر الطبيعية البِكر التي لم تعبث بها يد الإنسان.
وترسو القوارب قبالة قرية الصيادين مسامبويني، وتقدم المطاعم للسياح أطباقاً شهية من الأسماك التي يتم صيدها في نفس اليوم. ويستمتع السياح هنا بأجواء من الهدوء والاسترخاء.
أما عشاق الانطلاق والمغامرة فيمكنهم ممارسة الأنشطة المتنوعة بدءاً من الصيد في أعالي البحار والقفز بالمظلات وكذلك الاستمتاع بالحفلات الساهرة في الملاهي والنوادي الليلية.
وتصطف المنتجعات السياحية على الشاطئ كحبات لؤلؤ معقودة في سلسلة ماساي. وقد عادت المنطقة إلى الازدهار مرة أخرى بعد سنوات من الاضطرابات.
أفيال حمراء
وبالطبع لا يمكن للسياح في شرق إفريقيا تفويت فرصة القيام برحلات السفاري في المحميات الطبيعية ذات الشهرة العالمية على شواطئ كينيا، والتي يمكن الوصول إليها بالسيارة، مثل محمية أمبوسيلي الواقعة عند سفح جبل كليمنغارو وتلال تشولو وتسافو، والتي تشتهر بالأفيال الملونة باللون الأحمر المستمد من الأرض؛ حيث تحمي الأفيال أجسامها من أشعة الشمس والحشرات بواسطة الطين.
وكي يتمكن السياح من معايشة أجواء رحلات السفاري المثيرة في شرق إفريقيا، يجب التخطيط للمبيت ليلتين على الأقل للتعرف على الحياة البرية عن قرب. وبالقرب من الساحل يوجد العديد من الإمكانيات منخفضة التكلفة للانطلاق في رحلات اليوم الواحد؛
حيث تقع تلال شيمبا على مسافة 20 كيلومتراً من شاطئ دياني؛ وتوجد هناك محمية طبيعية تحمل نفس الاسم، إلى جانب محمية الأفيال موالوغانجي.
وقد وصف الأديب العالمي إرنست ميلر همينغواي رحلة صيد الظباء في هذه المنطقة بالتفصيل من خلال أحداث روايته "تلال إفريقيا الخضراء" الشهيرة. وتمتاز المناظر الطبيعية في هذه المنطقة الصغيرة نسبياً بأنها أكثر تنوعاً، مقارنة بالمحميات الطبيعية الكبيرة؛ حيث تتنوع المشاهد بين غابات مطيرة رطبة على الساحل وصولاً إلى أحراش السافانا وأشجار الباوباب المنتشرة في الوديان الاستوائية.
وأوضح ناثان غاتودو، المسؤول بدائرة حماية الحياة البرية في كينيا، أن هذه المحمية بأكملها عبارة عن منطقة عبور للأفيال على الطرق القديمة، وهو الأمر الذي أصبح مشكلة مع مرور الوقت في محمية موالوغانجي، التي تعتبر منطقة مترامية الأطراف بالقرب من المحمية الطبيعية شيمبا هيلز؛
حيث دمرت الأفيال المحاصيل الزراعية وأدت إلى إصابة الأشخاص، بل قد وصل الأمر إلى حد الوفاة في بعض الأحيان. وقد قام المزارعون في الماضي بمواجهة الأفيال عن طريق قتلها بالسم أو بالرصاص؛ أما الآن فإن منطقة موالوغانجي تعتبر محمية طبيعية،
ولم يعد المزارعون يعترضون الأفيال؛ نظراً لأنها تشارك في دخل السياحة من رحلات السفاري التي يتم تنظيمها في البراري الكينية. ولكن هناك بعض الآراء التي تطالب بالاهتمام بالنشاط الزراعي مرة أخرى، ومن هنا ستنشأ الصراعات بين المزارعين والأفيال مرة أخرى، ولكن كينيا تسعى حالياً إلى زيادة أعداد السياح وبالتالي زيادة الدخل من السياحة.