برغم أن المجتمع الذكوري السعودي لا يفوت فرصة حتى يذكر النساء بأنهن "ناقصات عقل" إلا أن السعوديات بقينَّ يثبتنَّ العكس و يكشفنَّ عن إبداعات ليس لها حدود , حيث يفاجئننا يوماً بعد يوم بإنجازات عجز الكثير من الشباب الذكور في لفت نظر العالم الخارجي بها , وهاهنَّ في عام 2014 يكسرنَّ كل الحواجز.
على صعيد العلوم كانت هناك السعودية الفائزة بمنحة دراسية من جامعة الملك فيصل عن مشاركتها باختراع لتحلية مياه البحر الأحمر إلى أمريكا فرح الملا التي كرمتها وكالة "ناسا" عن ابتكارها "الألياف المجوفة" المصنوعة من النيكل بهدف خدمة البيئة والتي غلفتها بالجزيئات النانونية الكربونية مستخدمة تقنية التقطير بالأغشية وهي الأولى من نوعها حول العالم ,
حيث حصدت الملا على المركز الثالث عن جدارة في مسابقة "ناسا" للاختراعات العلمية بعد أن ظلَّت لساعات تشرح مشروعها في مجال الإدارة البيئية لمحكمين من "ناسا" أبهرهم بحسب وصف صحف أجنبية سرعة بديهتها وإلمامها العلمي الدقيق بالمشروع الذي قدمته والجانب البيئي الذي يخدمه.
من جهة أخرى كرَمت جهات خيرية سعودية وعالمية الطبيبة المبتعثة ندى الناجي والتي لم تتجاوز الخامسة و العشرين من عمرها بعد مشاركتها في رحلة علاجية خيرية إلى بنغلاديش مخصصة للفقراء هناك و كانت أول وأصغر طبيبة سعودية تخوض التجربة بنجاح,
وبرغم أن بعض الصحافة المحلية ومنهم الكاتب عبد الرحمن الشهيب أدانوا تبرعها لعلاج فقراء الخارج في حين أن هناك الكثير من فقراء الداخل ممن يعانون حالات مرضية حرجة و ينتظرون مواعيد العلاج الحكومي الطويلة متهمينها بالبحث عن الشهرة , إلا أن الناجي عادت و فاجأت تلك الادعاءات باستمرارها في العلاج المجاني لفقراء السعودية من أهالي القطيف و غيرها و هو ما استحقت عنه تكريماً آخر.
وفي نفس السياق , وبرغم أن هناك العديد من السعوديات ممن نجحنَّ في الحصول على رخصة قيادة الطائرات ومن بينهنَّ الناشطة الاجتماعية الدكتورة نوال الهوساوي , إلا أن الكابتن أماني سمير جاها كسرت كل القواعد و استطاعت أن تنجح في الحصول على رخصة قيادة اليخوت من الأكاديمية الأمريكية المصرية للبحار,
وبذلك أصبحت أول و أصغر سعودية تحصل على رخصة الربان البحري, والتي تسببت بهذا الإنجاز في وقفة جديدة ضمن عالم "تويتر" احتجاجاً على نجاح السعوديات في قيادة السفن و الطائرات بينما ما زال حق قيادتهن للسيارة مفقوداً.
ومن إنجاز إلى آخر , نجحت الكابتن طيار السعودية رقية الناصر في الوصول إلى القمة بتربعها على كرسي إدارة أهم شركة طيران عربية بواشنطن وهي شركة "عرب جيت" و التي تحتكم على 39 طائرة بأقل تقدير وتعود لوالدها والتي تأسست عام 1992 وكانت أول شركة طيران سعودية بأمريكا , لتكون أول سعودية تدير شركة طيران عالمية.
وبنفس العام أيضاً نجحت الروائية السعودية و الطبيبة المبتعثة رجاء الصانع في تحقيق إنجاز آخر وذلك بعد حصولها على أرفع جائزة علمية من جامعة "إلينوي" المصنَّفة ضمن أهم 11 جامعة حديثة بالعالم عن أبحاثها المتميزة في علم الخلايا الجذعية وتخصّصها الدقيق في مجال علاج الأعصاب،
والتطرّق لريادتها في مجال الأدب التي توجتها برواية "بنات الرياض" الشهيرة وتنوي قريباً الحفاظ عليها بإصدار روائي آخر وعدت أن يكون أكثر عمقاً و إثارة للجدل.
روتانا