مثلي لايبايع مثله
مثلي لايبايع مثله قالها الحسين(ع)، في المدينة مدينة جده وحيث ذكر(ع) ماسبب هذا القول الرهيب،حيث علل ذلك يزيد شارب الخمر ملاعب القردة(أبو قبيس قرده المدلل) متجاهر بالفسوق والفجور، ولكن سيدي كيف تطلق عليه فاسق وفاجر وهومتسنم لمنصب الخلافة الذي كان احد اسباب صعوده الى دست الخلافة الشاعر المتملق مسكين الدارمي الذي كان أموي الهوى،كلنا يعلم أن يزيد بن معاوية كان شاعرا ماجنا لايرعوي في قول الغزل ولديه قصيدة بهذا الصدد إذ يقول فيها متغزلاً بعمته أم الحكم:
كأنه طرق نملٍ في أناملهــــــــــا
وردا وعضت على العناب بالبردِ
لاأستطيع أن أفسر مايعني بهذا البيت خجلاً من الأخوات،وغيرها كثير،نعود للموضوع حيث ركبه يسير والمنايا تسير معه ومعه الشاعر الطرماح وهو يستنهض راحلته(بعيره) باللحاق مع الركب،فأرجعه الحسين(ع) مثلما ما أرجع من قبله الفرزدق، والإمام(ع) كان دائم القول ارجعوا الى أهليكم( فالقوم يطلبوني وليس لهم بسواي شغل) عجيب غريب كلنا نعلم أن القادة تحاول ان تستجمع أكبر قدر من الأنصار إلاّ الحسين(ع)، ماهذا العنفوان والشموخ والإباء،وكان في المدينة قسم من أنصاره عرضوا عليه(ع)، بالذهاب الى اليمن فإن لبني هاشم أنصار وشيعة كثر لماذا اختار العراق إذن، فأجاب كل معترض بحسب فهمه ومستواه
فمثلاً عبد الله بن الزبيرلم يكن محبا لبني هاشم بالأخص(بني علي بن أبي طالب)ولكنه كان يعلم بمكانة الحسين(ع) ومن باب الحفاظ على قوة المعارضة الحجازية لبني أميه،ومحمد بن الحنفية كان معترضا وهو صاحب قول اخرج الى اليمن،فقال له سأجاوبك غدا مصبحين فذهب الى قبر جده(ص) فخرج صوت من القبر إذهب الى العراق فإن لك منزلة عليا في الجنان لاتنالها إلا بالشهادة، فاجاب ابن الحنفية، وكذلك كان قد اعترض عبدالله بن عباس عليه وقال له إن كان ولابد فمامعنى خروجك والنساء معك فقال (ع) شاء الله أن يراني قتيلاً وأن يراهن سبايا،وخطب خطبة متناهية البلاغة والسحر(كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا الخ الخطبة،واختتم بهذه الخطبة البليغة صباح عاشورا:- إذ قال (ع):
إستصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين(مسرعين) فهلاّ لم الويلات، سللتم علينا سيفا كان لنا في أعناقكم وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم،ياعبيد الأمة وشذاذ الآفاق ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم(الكلام)، ألا وأن الدعي ابن الدعي قد ركز بين إثنتين بين السلة(الحرب) والذلة وهيهيات هيهات يابى الله لنا ذلك ورسوله وحجور طابت وأنوف حميه ونفوسٌ أبيه على أن نؤثر طاعة اللئام. خطبها وهو على رمضاء وهجيرها الملتهب المستعر لأن النزال كان في نهاية الشهر السادس وتعلمون جو العراق وحر العراق خطبها وكان أهل الكوفة بالمعسكر المقابل وهم من دعوه أن أقدم سترى لك جنوداً مجندة فقد إخضّر الجناب وأينعت الثمار الى آخر كلامهم المعسول الكاذب . تحياتي.