طقاطيق فى الديمقراطية والحريات
حضرت شهرزاد في نفس الميعاد وقالت:
- “وبعد أن مات قرروا إجراء إنتخابات”… فقاطعها شهريار:
- “وما هى الإنتخابات؟”… قالت شهرزاد:
- “يُحضر العرب يا مولاى صناديقاً لها ثقبان; ثقب يتصل بإرادة الناخب ويضع فيها ورقة الإنتخاب…
وثقب يتصل بمواسير الصرف ويخرج منها الأصوات المعارضه حيث يتم تجميعها في أطراف المدينة ويصنعون منها أسمدة طبيعية…
أما الأصوات الموافقة فُتضرب في مائه أو في ألف أو في مليون حسب طبيعة البلد وكثافته السكانية ثم تُأخذ إلى المطبخ الإنتخابى
حيث يُضاف إليها الكاتشب أو المايونيز حسب إرادة الشعب ثم تُقدم إلى الجماهير مع بعض المشهيات مثل:
“في هذه الظروف التاريخية إخترنا حسان إبن فوزيه قائداً للأمه العربية بنسبة تسعين في الميه”… قال شهريار:
- “وأنا أيضاً أريد أن أجرى إنتخابات في مملكتى”… قالت شهرزاد:
- “ومن المرشحون يا مولاى”… قال شهريار:
- “شهريار أحمد شهريار وشهريارمحمد شهريار وشهريار محمود شهريار
فى سرقة البنوك ألف نيله ونيله
وفي نفس الميعاد… حضرت شهرزاد… إلى ملك البلاد… وقالت يحكى يا مولاى أن رجال الأعمال هجموا على بلاد “نيبال”…
فألتهموها دون أن يمضغوها, وحصودها دون أن يزرعوها وأصبحوا هم الأمراء والوزراء…
وكان هؤلاء لا يرون ثمراً إلا أخذوه… ولا يرون بنكاً إلا نهبوه… فسألها الملك شهريار:
- “ولماذا يفعلون ذلك يا شهرزاد؟”… فقالت:
- “يقولون أنهم أخذوا وعن آبائهم ورثوها, فلهم أن يقلبوها ثم يعدلوها”… فقال شهريار:
- “ألم يسمعوا عن الديموقراطيه يا شهرزاد”… فقالت:
- “يقولون بالعربية أن الديموقراطية وكذلك الحرية والشفافية قيم وأخلاق أجنبية, أما قيمنا التي ورثناها عن آبائنا
فهي الديكتاتورية واللصوصية وأنه لا يصلح البلاد عندنا إلا الفساد واخيه الكساد…
وأن الصغير إذا صرخ يطبقون عليه قانون الطوارئ وان الكبير إذا صرخ يطبقون عليه قانون (دلعنى)”… فسألها الملك:
- “وما هو قانون (دلعنى) يا شهرزاد؟”… فقال شهرزاد:
- “أن يمسكوا الكبير في أمر خطير… فيحبسوه أيام حتى تسكت الناس وتنام…
ثم يحطمون السور ويطلقوه مثل العصفور”… فأمسك الملك بسيفه وسألها بغضب:
- “وكيف يتركوه؟”… فقالت شهرزاد:
- “السح الدح أمبوه”.
ألف نيله ونيله // مقتطفات للكاتب الراحل جلال عامر