مقتطفات من رواية الضحك والنسيان للكاتب ميلان كونديرا
صراع الانسان ضد السلطة هو بالدرجة الاولى صراع الذاكرة ضد النسيان
---------
في
الحقيقة كلمة مثقف تعادل في الرطانة السياسية المتداولة شتيمة خالصة .. إذ
تعني الكلمة رجلاً لا يدرك كنه الحياة .. وكائنا منعزلاً عن الشعب
--------
المستقبل
لا يعدو كونه فراغاً لا مبالياً ولا يهم احداً .. في حين ان الماضي لا
يلبث نابضاً بالحياة .. ووجهه يغيظ ويدعو للثورة .. ويجرح أيضاً بحيث نرغب
في تدميره أو اعادة طليه .. ولئن نحن رغبنا في ان نكون اسياد المستقبل فلان
ذلك يجعلنا قادرين على تغير الماضي .. ولا نزال نتقاتل حتى نبلغ المختبرات
حيث يسعنا ان نرمم الصور .. ونعيد كتابة السير والتاريخ
-------
السجن رغم كونه محاطاً من الجهات الاربع بالجدران .. فهو مسرح يضيئه التاريخ أروع اضاءة
-------
كل
علاقة غرامية ترتكز الى اعراف غير مكتوبة يبرمها العاشقان بلا روية وفي
الاسابيع الاولى من عشقهما .. اذ يكونان في غمرة حلمهما يصوغان بدون ان
يدركا الشروط التفصيلية لعقدهما .. ابداً كمشرعين متصلبين في أحكامهما ..
آه أيها العشاق الا كونوا متبصرين في الايام الاولى الخطرة
-------
في
الواقع يمكن للمرء ان يؤثر بصورة رائعة عبر طالع فلكي .. اذ يسير سلوك
الناس .. ويدلهم على غدهم .. حتى انه يمكن ان يأمرهم بالقيام ببعض الاعمال
.. او ينهيهم عن بعضها .. ولربما دفعهم عملهم بالكوارث التي قد تحيق بهم ..
الى التواضع والخير
-------
أتعلمون مالذي يجري حين يثرثر
شخصان .. يتكلم احدهما فيقاطعه الآخر : ( إنك مثلي تماما .. أنا .. ) ويروح
يتكلم عن نفسه حتى ينجح الآخر في ان يزلق بدوره : ( إنك مثلي تماما .. أنا
.. ) .. هذه الجملة ( إنك مثلي تماما .. أنا .. ) تبدو صدى لموافقة الآخر
والرضى عن كلامه وطريقة في متابعة تفكير الآخر .. إلا انها خديعة والواقع
انها تمرد عنيف في مواجهة عنفٍ عنيف .. انها جهد لتحرير الأُذن - أُذننا -
من العبودية واحتلال إذن الآخر بالقوة .. اذ ان حياة الانسان كلها بين
اشباهه لا تعدو كونها معركة للاستيلاء على أُذن الآخر .
-------
نحن نكتب كتباً لان اولادنا ينصرفون عنا .. اننا نتوجه بالكلام الى عالم مغفل
لان نساءنا يسددن آذانهن حين نتحدث إليهن
------
المطلق
في الحب هو في الحقيقة رغبة في التماهي المطلق .. ولهذا يجب على المرأة لا
يكون لديها ماض يخصها بالذات ويمكن ان تتذكره بسعادة .. وما ان يتحطم وهم
التماهي المطلق حتى يصبح الحب منبعاً مستمراً للهم الشديد
-------
ثمة لحظات شاء المرء ذلك أم أبى .. يجدر بالرجل فيها ان يكون شريراً مع النساء
-------
حيث تسود حكمة الموسيقى يجعلنا ايقاع الصرخة الجافة الرتيبة
الذي يأتينا من الخارج وحيث كل الناس اخوة نشعر بالحنين
-------
الحب امتياز .. وكل الامتيازات غير مستحقة .. ويجب ان يدفع المرء ثمنها
-------
ان التاريخ بمثابة سلسلة تغييرات عابرة .. اما القيم فتدوم متجاوزة التاريخ .. فهي لا تبرح كونها ثابتة دون حاجة الى ذاكرة
-------
الحدود ملازمة لنا على الداوم .. ومستقلة عن الزمن واعمارنا .. وهي حاضرة انى كان رغم انها مرئية بشكل او بآخر بحسب الظروف
-------
ليست
الحدود نتيجة للتكرار .. وليس التكرار الا احدى الطرق في جعل الحدود مرئية
.. خط الحدود مغطى بالغبار .. والتكرار يشبه حركة اليد التي تزيل هذا
الغبار
-------
ان ما يربطني بالحياة لم يكن الا خيط عنكبوت ..
وقد يكفي القليل جداً .. قد يكفي تيار ضئيل من الهواء كي تتحرك الاشياء
خفيةً .. لذا فإن من يشرف على تقديم حياته ثانية قبيل ذلك تتبدى له هبتُهُ
فجأة عديمة المعنى .. ولا يستقيم لوجودها شيء
------