inShare0
في عدد جديد من دورية Nature العلمية، نزل إلى الأسواق أمس الأربعاء، تقرير عن ديناصور من نوع "داعشي" دموي، عاش على الأرض صغيراً بين ديناصوراتها قبل 70 مليون سنة، فوزنه كان 7 أطنان، وهيكله بطول 11 متراً وارتفاعه 5 أمتار، لكنه كان مطحنة لحم وعظام، شبيه بمكنسة كهربائية عملاقة، فقد كان يلتهم فرائسه "شفطا" إلى فمه الخالي من الأسنان، ثم يدعكها "مصّا" ويلوكها بلسانه ليصهرها ويسحقها كطعام.سموه Mirificus Deinocheirus حين عثروا على أول أحفورية من عظام ذراعيه في 1965 بمنغوليا، فظنوها في ذلك الوقت لمفترس عملاق مسلح بمخالب خنجرية نافذة، ثم عثروا بعد حفر استمر سنوات في الموقع نفسه على بقية العظام، ومنها أعادوا هيكله العظمي شبه كامل تقريبا، ثم درسوه وحللوه، وتعرفوا إلى كيف كان شكله ومشيته الشبيهة بمشية النعامة، طبقا لـ "العربية.نت" في ملخص عن التقرير مرفق بفيديو أنتجوه، معتبرين أنهم حلوا بأبحاثهم عليه لغز أكثر الديناصورات غموضا.وقام بالأبحاث عن "داينوكيروس" الوحشي، فريق قاده عالم كوري جنوبي خبير بالحفريات، ومعروف دولياً باسم يونغ نام لي، فلجأ ومن معه إلى تحليل كل ما يتعلق بالديناصور الذي وصفوه بمفترس عملاق، سلاحه 6 مخالب مخيفة وشبيهة بحزمة خناجر، وتوصلوا إلى أنه كان يمشي على قدميه الخلفيتين، فيما كانت له ذراعان أماميتان، طول الواحدة منهما متران و40 سنتيمترا، مخصصتان للفتك بفرائسه، أو ليقبض بهما على ما كان يلتقطه بلسانه الطويل مما على الأرض وفي الماء.كان نحيف الرأس ومحدودب الظهر، بريش موزع كالوبر في جلده، خصوصاً في مؤخرة رأسه وذيله ومفاصل قدميه وذراعيه. ولم يكن في فمه ضرس أو ناب على الإطلاق، أي كان أشبه بالزواحف، من أفاع وسحالي، لذلك اعتبروا نوعه غريباً بين الديناصورات، مؤكدين في الوقت نفسه أنه تطور في تحدرات عبر ملايين السنين حتى تفرّع منه الطائر الشهير بوضع رأسه في الرمال.وينقل التقرير عن عضو بالفريق العلمي، هو الدكتور بول سيرينو، من "جامعة شيكاغو" الأميركية، أن سلسلة التطور التي مر بها "داينوكيروس" وانتهت بالنعامة "ليست كما نتخيل، لأنه تطور في عالم الديناصورات، لا عالم الثدييات" شارحاً أنه بدأ كحيوان يمشي على قدمين، بريش متناثر وشبيه الشكل بالنعامة، ثم راح بعد أن تضخم جسمه "يمتص" كميات كبيرة من نبات الأرض ليقتات "وفي النهاية أوصلته التطورات ليصبح كنعامة ضخمة لها ذيل" كما قال.أما العالم الكوري الجنوبي وقائد الفريق العلمي، يونغ نام لي، فشرح في التقرير أن ميل الوركين في جسم الديناصور، كما يظهر في الفيديو، يثبت أن "داينوكيروس" كان يتحرك ببطء شديد، ومن المحتمل أن تضخم جسمه كان اضطراريا "ليحميه من ديناصورات أخرى" مضيفا أنه كان مزوداً في نشأته الأولى بمنقار يأكل به النباتات، كما بلسان ضخم وطويل ساعده على تطوير نظام "امتصاص وشفط" ليقتات من حيوانات ونباتات يلتقطها من مياه الشلات والمستنقعات والأنهر.ومع الزمن قويت شكيمة "داينوكيروس" وعزمه، فأصبح ديناصوراً بمخالب طول الواحد منها 25 سنتيمترا على الأقل، لذلك راح يتخلى عن النبات متحولاً على مراحل إلى مفترس آكل للحوم، واكتسب قوة هائلة عبر التطور، كما ازدادت سرعة مشيه ليلحق بالطرائد، فأصبح الأسرع بين الديناصورات.
وورثت النعامة منه أيضاً سرعتها، البالغة 50 كيلومترا بالساعة، كما ورثت منه شكلها ومشيتها، وملامحها في الوجه والعنق بشكل خاص، وربما صوتها. أما اسمها الموحي بالنعومة، فنقيض تماما للديناصور الموحي اسمه بالفظاعة والوحشية.