الغازات الدفيئة تسببت في فيضانات كبيرة في بعض مناطق آسيا أرشيفية
inShare0
طور العلماء، أخيراً، تقنيات يمكن من خلالها الكشف عن العلاقة بين غازات الدفيئة وبين تداعيات التغير المناخي، وقالوا إن هذه التقنيات تُمكّن عموم الناس من معرفة أسباب التغير المناخي بسهولة.وذكرت مجلة «نيو ساينتست» العلمية المتخصصة، في تقرير حديث لها حول هذا الموضوع، أن العلماء باتوا لا يكتفون بتوجيه اللوم على المتغيرات الطبيعية لأنماط الطقس المتغيرة، مثل موجة الحر الشديدة مثلاً، بل يركزون على علاقة الإنسان بها.وأشارت المجلة إلى أن العلماء باتوا يستفيدون من الدراسات الحديثة، لمعرفة ما إذا كانت حرارة صيف معين نشأت بشكل طبيعي، أم أنها ردة فعل للتغير المناخي الذي حدث بفعل ارتفاع حجم الانبعاثات الغازية. وعليه فهم يأملون عبر استخدام هذه النتائج في التنبؤ بأحداث مستقبلية، أو معرفة النتائج وقت تغير المناخ لا بعدها.التأثيرات البشرية الضارة ويقول ميلز ألن، من جامعة أكسفورد، وهو عضو فريق دأب على دراسة تأثير الغازات الدفيئة في المناخ: «تفسير أسباب مناخ معين يجب أن يصبح جزءاً من عمل مكاتب الأرصاد الجوية، فضلاً عن التنبؤ بالطقس». وكان فريق البحث قد استخدم نموذجين لدراسة التغير المناخي، يحتوي أحدهما على الغازات الدفيئة، والثاني من دون هذه الغازات، لمحاولة التنبؤ بموجة جديدة من الحر. وبمعادلة رياضية، وجد الفريق أن الإنسان ضاعف من احتمالات حدوث موجة الحر عبر الغازات الدفيئة.ومنذ ذلك الحين، دأبت العديد من الدراسات الحديثة على اتباع نهج الدراسة السابق ذاته، وأجرت ناتالي شالر، من جامعة أكسفورد، دراسة على المناخ جنوب شرقي بريطانيا، لمعرفة مدى تأثره بالغازات الدفيئة والنتائج المتوقعة عن ذلك. وانتهت الدراسة إلى أن ما كان يحدث مرة كل 100 عام أصبح يحدث مرة كل 80 عاماً، أي أن الغازات الدفيئة زادت من الأمطار في بريطانيا بنسبة 25% أكثر من المعدل الطبيعي.ويسعى مشروع يسمى «يوروبين كلايمت أند وذر إيفنتس»، ويعرف اختصاراً باسم «إيكليا»، ويموله الاتحاد الأوروبي، إلى اختبار نموذج دراسي جديد، يستبق وقوع الحدث، ويحلل النتائج. وفي هذا الصدد يقول ميلز ألن: «أحد التصاميم الذي تجري دراسته يستخدم التنبؤ عبر درجة حرارة سطح البحر التي تعد عاملاً أساسياً في تغير المناخ، ولأن حرارة المحيطات تتغير ببطء مقارنة بالرياح والأرض، فإنها تشكّل عاملاً أساسياً للتنبؤات الموسمية».نماذج بحثية جديدة وستستخدم في هذا النموذج الجديد بيانات تم الحصول عليها بواسطة النموذج الجديد «إيكليا» المُعتمد على حرارة سطح البحر، إلى جانب نموذج المناخ المُجرد من انبعاثات الغازات الدفيئة. وعليه، إذا حدث أي تغير مناخي فيمكن للعلماء التعمق فيه لمعرفة النتائج المتوقعة. وفي هذا الصدد يقول ألن إن نتائج التغير المناخية سواء توجهت إلى البرد أم الحر باتت أوضح من قبل. ويعد ازدياد هطول الأمطار أحد أكثر نماذج التغير المناخي تعقيداً، إلا أن دراسته ممكنة، وتحتاج الزوابع والأعاصير إلى نماذج خاصة لدراستها.وتكمن المشكلة الرئيسة في إنتاج النموذج الأفضل لدراسة التغيرات المناخية في قدرات أجهزة الحاسوب، فنماذج التنبؤ بالمناخ يجب أن تعمل آلاف المرات لتحصيل نتائج دقيقة إحصائياً، وهذا يتطلب استخدام الحواسيب الفائقة السرعة والباهظة الكلفة. وفي هذا المجال، يعكف روبيرتو ميرا، من جامعة اتحاد «كونكورد» للعلماء في واشنطن، على تحليل التغير المناخي وآثاره على كاليفورنيا. وتقول ستيفاني هيرنغ، من معهد «ناشينال أوشنوغرافيك أند أتموسفرك» الأميركي في كولورادو: «لسنا مهتمين بما إذا كان للتغير المناخي تأثير في حدث معين فقط، نحن أيضاً نحاول الإجابة عما سيكون عليه حجم هذه الأحداث مستقبلاً».ومن المحتمل أن تتأثر المحادثات الدولية أيضاً بنتائج نماذج دراسة التغير المناخي هذا. ويقول العلماء إن المساهمة الأساسية لهذه النماذج العلمية هي إطلاع عموم الناس على حيثيات التغير المناخي وتداعياته التي لطالما كانت أمراً يصعب فهمه من قبلهم.تداعيات التغير يصعب القول إن جميع الظواهر الجوية هي نتاج أعمال الإنسان، إلا أن العلماء رصدوا مجموعة من أحداث التغير المناخي، وأرجعوها إلى أعمال الإنسان الضارة. ومن هذه الأحداث موجة الحر الشديدة التي ضربت أوروبا، وأودت بحياة أكثر من 70 ألف شخص عام 2003.وأدت موجة من الحر والدخان عام 2010 والمتأتية من الحرائق في روسيا إلى وفاة 56 ألف شخص. وقدّر العلماء أن 80% من احتمال حدوث هذه الحرائق يقع على عاتق التغير المناخي. وفي عام 2011، ضربت موجة من الحر والجفاف تكساس بالولايات المتحدة. وقال الخبراء إن هذه الظروف قد تتضاعف نحو 20 مرة خلال السنوات التي أعقبت موجة الحر تلك.