ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ
ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻳﺼﻮﻡ ﻭﻟﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺟﻴﺪﻩ ﻣﻊ
ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻋﺎﻳﺶ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺃﻫﻠﻪ ﻣﻊ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﺃﺧﻮﺗﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻨﺎﻡ ﻋﻦ
ﺍﻟﺼﻼﻩ ﻭﺇﺫﺍ ﺻﺤﻰ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﺻﻠﻰ ﻣﺎ
ﻓﺎﺗﻪ , ﻛﺎﻥ ﻛﺄﻱ ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻩ .
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ
ﻭﺣﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﺑﻪ ﻛﺒﻴﺮﻩ ﻭﻓﻴﻪ ﻓﻮﺍﻛﻪ
ﻛﺜﻴﺮﻩ ﻭﺑﺤﻴﺮﺓ ﻭﺟﺒﺎﻝ ﻭﻃﻴﻮﺭ ﺗﺤﻠﻖ
ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﺮﺣﺎً ﻭﻣﺘﺴﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ
ﺷﺠﺮﻩ ﻭ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﺳﻘﻄﺖ ﻭﺭﻗﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﻩ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻫﻲ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ
( ﺇﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﻪ )
ﻓﻘﺎﻡ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﺮﺣﺎ ﻭﻳﺒﻜﻲ
ﻭ ﺻﺤﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻭﺍﺗﺼﻞ
ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺰ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﺭﺃﻯ
ﻓﻨﺼﺤﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻔﺴﺮ ﺣﻠﻤﻪ
ﻓﺎﺗﺼﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺦ ﻳﻔﺴﺮ ﺣﻠﻤﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﺻﻨﻌﺖ ﻓﻲ
ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﺑﻞ ﺃﻧﺎ
ﻣﻘﺼﺮ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﻌﻤﻞ ﻋﻈﻴﻢ
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺣﻠﻤﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻞ
ﺃﻧﺎ ﻣﻘﺼﺮ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ : ﺣﺴﻨﺎً ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺗﺘﺬﻛﺮ
ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﻪ.
ﻭﻓﻲ ﻭﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ
ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺑﺎﻟﻪ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ
ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻻﺷﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﻪ
ﻓﺸﺎﻫﺪ ﻟﻮﺣﻪ ﺟﻤﻌﻴﻪ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻟﻼﻳﺘﺎﻡ
ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﺍﺗﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ
ﻭﻗﺎﻝ : ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ، ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻳﺎ
ﺷﻴﺦ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ : ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻗﺪ ﻛﻠﻤﺘﻚ
ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺤﻠﻢ ،
ﻟﻘﺪ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﻧﻲ ﻗﻤﺖ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺃﻳﻤﻴﻞ
ﻋﻦ ﺃﺟﺮ
ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ :
ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻳﺘﻴﻢ
ﻭﺇﺟﺮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ )) ﺃﻧﺎ ﻭﻛﺎﻓﻞ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻛﻬﺎﺗﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﺔ ." ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺑﺎﻟﺴﺒﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﻄﻰ
ﻭﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻗﻠﻴﻼ((
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺳﺎﻟﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺃﺩﺧﻠﺘﻪ
ﺍﻟﺠﻨﻪ