علامات ظهور الامام المهدي
للسيد الشهيد محمد صادق الصدر كتاب رائع عن ظهور الامام المهدي "عصر الظهور" كتب مقدمة الكتاب السيد الشهيد محمد باقر الصدر وقال عنه افضل من كتب عن الامام المهدي.
في هذا الكتاب الكبير يتحدث الصدر الثاني عن علامات ظهور الامام المهدي لكنه يقول " جاءت العلامات من قبل أحاديث أئمة أهل البيت عن ظهور المهدي كأحجيات أو ألغاز والسبب عدم قدرة الأئمة بالتحدث بشكل صريح خوفا من السلطات الأموية والعباسية وأيضاً عدم استيعاب عقلية الناس ذاك الوقت لبعض القضايا العلمية الحديثة مما يجعلهم مثار سخرية المخالفين "
العلامات الأساسية قبل ظهور الامام خمسة وهي ظهور السفياني، الفزع، مقتل ملك الحجاز، الصيحة والخسف بالبيداء, وجميها تقع في فترة واحدة
العلامة الأولى: ظهور السفياني
يقول الصدر الثاني أن اسم السفياني رمز استخدمه الأئمة للتعبير عن منهج بني أمية متمثلا في أبي سفيان، وليس ضروريا أن يكون اسمه الحقيقي السفياني.
فالسفياني هي العقلية الأموية في القتل والتخريب ومحاربة الإسلام بإسم الإسلام ... ويرى الصدر الثاني أن السفياني يمثل النظام العربي المؤيد والمدعوم من الغرب.
ثم يسترسل الصدر الثاني في شرح الأحاديث الخاصة بالسفياني ويقول أن بلاد الشام تدخل في حرب بين ثلاث جيوش ( السفياني، الأصهب، الأشهب).
ويقول أن رويات أهل البيت تقول أن ظهور السفياني قبل ظهور المهدي بين ٨ اشهر إلى ١٥ شهر على اختلاف الرويات وتنتهي الحرب بين الجيوش الثلاثة بانتصار السفياني وسيطرته على كل بلاد الشام
وهنا لي أن أتسآءل
أولا: هل ما نشهده الآن في سوريا من حرب بين ثلاث جهات ينطبق عليهم السفياني الأصهب الأشهب! فكل فريق يحارب الآخر.
ثانيا: طبقا للروايات فإن بين ظهور السفياني والإمام ٨-١٥ شهرا ولكن الحرب داخل سوريا دخلت سنتها الثلاثه وثلاثة اشهر.
ظهور السفياني؟
يقول الصدر الثاني أنه مع ظهور السفياني يظهر اليماني والخرساني.
وحسب رؤية السيد الصدر فإن اليماني ليس بالضرورة أن يكون في اليمن أو من اليمن وإنما اسم اليماني رمز استخدمه الأئمة للتعبير عن اليماني وأنصاره، وكذلك اسم الخرساني رمز للتعبير عن رجل وأنصاره يظهر من بلاد فارس.
والسؤال هو : قد نعلم بشبه اليقين أن الخرساني قائد ايران وأننا إذا كنا في عصر الظهور "أن شاء الله" فإن ايران الحالية هي دولة الخرساني التي تلتحق بالإمام عندما يصل الكوفة بالعراق ويتخذها عاصمة
ولكن من هو اليماني؟ هل هم الحوثيون في صعدة اليمن! لكن الصدر الثاني يؤكد رواية أن راية اليماني افضل من راية الخرساني.
وعليه أتصور أن اليماني هو حزب الله أو حسن نصر الله ... إذا كنا في عصر الظهور.
ويمضي السيد الصدر ويقول أن السفياني يحكم العراق قبل ظهور الأمام المهدي ويرتكب الفظائع في وقت يكون العراق فيه ضعيفا مشتتا بل أن بعض شيعة العراق ينضمون لجيش السفياني ويقاتلوا الشيعة الآخرين المخلصين للإمام المهدي ... كما يذكر الصدر الثاني.
ولما يظهر الإمام المهدي بمكة ويأتي العراق داخل "أطباق من نور" تنتقل في السماء كما يروي الامام الصادق وينزل الكوفه لا يستطيع جيش السفياني منعه من دخول الكوفه
وهنا يدخل السيد الصدر في تفسير عدم مقدرة السفياني عن منع الامام من الوصول للعراق، لكنه يقول أن السفياني والذي مقره سوريا يقبل بالأمر الواقع بظهور الامام ودخوله العراق ويعقد اتفاق هدنة مع العراق التي يقودها الامام المهدي ويتبعها الخراساني بجيشه من ايران واليماني بجيشه أيضاً، ثم يندم بعض الشيعة العراقيون الموالون للسفياني ويلتحقون بالإمام
قد أكون مخطئاً لكن إذا نظرنا للعراق اليوم فهناك الأحزاب الشيعية تحارب بعضها بعضا سياسيا بل أن بعضها يؤيد الجيش الحر والقاعدة في سوريا ويرفع إعلامها، لذا طبقا لحديث السيد الصدر الثاني فإن السفياني أو القاعدة جبهة النصرة لا تحتل العراق فعليا لكنها ترتكب أبشع الجرائم يوميا ... وهي غير قادرة على منع الامام المهدي أن يحط بطائرته في الكوفة, ولكن يذكر السيد الصدر الثاني ان مجموعة من رجال الدين في الكوفة او النجف تخرج ضد الامام عند وصوله وترفض الاعتراف به إماما وتكذبه إلا انها لا تستطيع منعه من دخول الكوفه! وبعدها يقوم الامام المهدي بتطهير الكوفة عاصمته من هؤلاء
وأمنيتي أن أرى الامام المهدي يحط بطائرته في مطار النجف التي هي في محيط الكوفة!
رزقنا الله وإياكم رؤية الطلعة البهية
العلامة الثانية: الفزع
يتحدث السيد الصدر الثاني عن علامة الفزع ويقول هي حالة الهلع والخوف الشديد الذي يصيب جميع سكان الارض وليس فقط الشرق الاوسط بسبب حدث كوني مهم يهدد وجود الحياة على الارض
ويمضي الصدر الثاني في شرح الاحاديث والروايات عن ماهية الفزع, ويقول ان الروايات تتحدث عن خسوف القمر في منتصف شهر رمضان وكسوف الشمس في أخره ... ويرى السيد الصدر ان هذه الرواية لا تتلائم مع العلم الحديث وتطور العقل الانساني, فالبشر وفي عهود سابقة قبل الثورة العلمية والصناعية كانوا يخافون الخسوف والكسوف وكانوا يظنون ان القمر او الشمس قد لا يظهران مرة اخرى بعد الاختفاء, أما اليوم وفي المستقبل فلا أحد يصاب بالهلع من الخسوف او الكسوف
إذن يرى السيد الصدر الثاني ان هناك حدث كوني يصيب الناس بالهلع والخوف مما يجعل جميع البشر على الارض في حالة ترقب شديد, ولكن ما هو هذا الحدث المثير؟ يعتقد الصدر الثاني ان هناك حالة جرمية قد تصيب الارض, كنيزك او كوكيب صغير يهدد مساره للاصطدام بالارض .. وهذه ان حصلت فانها قد تبيد قارة بالكامل وربما اكثر من قارة وتشمل جميع الارض
وعند مراجعة صفحة وكالة ناسا للفضاء وجدت خبرا عن تهديد مسار نيزك ضخم باتجاه الارض عام 2019 وتحديدا الاول من شباط فبراير,
تقول ناسا أن هذا النيزك يتجاوز عرضه الميل وبدأ تحركه منذ عام 2002 مما يعرض الأرض لخطر كبير ستواجهه الكرة الأرضية لأول مرة في تاريخها ومن المتوقع أن يصطدم بالأرض بحلول شباط من العام 2019 .
وبحسب ناسا فإن الارتطام سينتج عنه حرارة كبيرة جدا سيشعل النار في الغابات والمدن، ويعقب ذلك انتشار الغبار في الغلاف الجوي للأرض وحجب أشعة الشمس لمدة شهر. وسوف يؤدي ذلك بدوره إلى هلاك النباتات والحيوانات، لذلك فإن فرص البقاء على قيد الحياة سوف تكون متاحة للكائنات التي تعيش تحت سطح الأرض فقط.
الا ان العلماء يقولون إن توجه النيزك الى الارض مباشرة غير أكيد وهو تحت مراقبه شديدة ومن المبكر التأكيد انه قادم باتجاه الارض ... لكن في بداية عام 2019 سيتأكد ذلك.
والسؤال:
هل ذلك من علامات الظهور! لان العلامات الخمس يجب ان تترافق مع بعضها في نفس الفترة.
العلامة الثالثة: هلاك ملك الحجاز
يذكر السيد الصدر الثاني احاديث اهل البيت التي تتحدث عن ملك الحجاز وتسميه اخر ملوك بني العباس, ولا بد ان يكون رمزا اخر من الرموز التي يتحدث عنها الائمة ... فهناك السفياني الذي هو امتداد للمنهج الاموي السفياني وهناك الملك العباسي الذي هو امتداد للمنهج العباسي, وكلاهما ضد النبي واهل البيت.
ويقول السيد الصدر أن هلاك ملك الحجاز او اخر ملوك بني العباس يؤدي الى إنقسام بلاد الحجاز ونجد الى ثلاثة اقسام, لكل قسم أمير من العائلة المالكة يحارب بعضهم بعضا للسيطرة على كل البلاد. بعض الروايات تقول ان هلاك الملك يعقبه تولي ملك اخر لا يدوم طويلا إذ يقتل ثم يتولى اخر ويقتل وهكذا تدخل البلاد في حالة فوضى وحرب أهلية بين الامراء الثالثة.
بعض الروايات تتحدث عن اسم ملك الحجاز الذي بهلاكه تعم الفوضى البلاد وقيل اسمه "عبدالله" ويروى السيد الصدر حديث الامام الصادق "من قال لي هلك عبدالله اقول له هاك المهدي", فهل اسم عبدالله رمز للدلالة على ملك أم أن اسمه الحقيقي عبدالله.
إذن وكما يسترسل السيد الصدر الثاني فان السعودية ومع هلاك ملكها ودخولها في فوضى وحرب اهلية تقع العلامة الثالثة لظهور الامام وهي الصيحة "كما سنتحدث عنها لاحقا".
وبالنظر اليوم للسعودية فإن السلطة مقسمة بين ثلاث امراء, الحرس الوطني او ما يشابه الحرس الجمهوري تابع لابناء الملك عبدالله, الجيش النظامي او وزارة الدفاع تابعة لابناء الامير سلمان ولي العهد واخير وزارة الداخلية بتشكيلات الشرطة وقواتها تابعة لابناء الامير نايف ولي العهد السابق.
لكن السيد الصدر الثاني لم يجب على سؤال مهم جدا ولم يشير اليه! موقف امريكا من السعودية في حالة قيام حرب اهلية لان السعودية اكبر مصدر للنفط الى امريكا, فهل تتدخل امريكا عسكريا في النزاع المسلح بين الامراء ام تحتل مناطق النفط أم تجد مصدر طاقة بديل ولا تهتم بما يجري في السعودية!
العلامة الرابعة: الصيحة
الصيحة كما في المروي عن ائمة اهل البيت عليهم السلام ويذكرها السيد الصدر الثاني أن جبرئيل عليه السلام ينادي في الناس "إن الحق مع أل محمد" وبعدها بفترة قصيرة ينادي ابليس اللعين "إن الحق مع أل سفيان", غير ان السيد الصدر كعادته يقول ان اسم جبرئيل رمز للدلالة على التسديد الالهي وكذا اسم ابليس رمز للدعم الشيطاني.
ويقول السيد الصدر ان الامام المهدي عليه السلام وقبل ظهوره يرسل أحد أصحابه الى مكة في رمضان في ليلة القدر ليبلغ الناس بظهوره, صاحب الامام هذا وبعد ان يصلي الفجر يعلن للناس ان الامام سيظهر قريبا جدا, وهنا يهجم عليه اتباع السفياني في مكة ويقتلوه بين الركن والمقام.
عند دراسة هذه الرواية التي تعتبر من العلامات الاكيدة ... يمكن القول أن صاحب الامام يستولي على الاجهزة التي تعرض صلاة الصبح من الحرم المكي بشكل مباشر "كما هو الان" ويعلن للناس ببث حي قيام الامام ويقرأ رسالته التي قد تكون رسالة الامام للمسلمين خاصة ووللبشر عامة.
الظروف السياسية التي يظهر فيه صاحب الامام تكون في خضم الحرب الاهلية بين الامراء في الحجاز و لذا نجد أن أنظار العالم متوجهه لما يحدث في بلاد الحجاز التي تضم المدينة المنورة ومكه, عندها يأتي إعلان صاحب الامام في وقت هو الافضل حيث اذان الناس صاغية للاحداث في السعودية.
ولا يفوتنا دور الجيش الامريكي الذي قد يكون جزء من الحرب الاهلية السعودية لحماية منابع النفط وهنا يهتم الاعلام الامريكي والعالمي بهذا الامر بشكل مبالغ ولاي حدث صغير يحدث في السعودية, إذن إعلان صاحب الامام او قراءته لرسالة الامام سيكون في إهتمام الاعلام الامريكي والعالمي.
وأتصور ان الصيحة هي حرب إعلامية بين الامام المهدي والسفياني في اول مواجهه حقيقية بين الامام والسفياني, فالسفياني سيستعين بقنوات الاعلام الضخمه لتشويه اعلان صاحب الامام وتشوية رسالة الامام وذلك عبر قنوات اعلامية كبيرة عربية او اعلام امريكي في حين يستعين الامام باعلام ما والذي لا نعرف ما قد يكون!
وربما يكون الدجال رمزا للماكنه الاعلامية للسفياني او للنظام العربي فالاحاديث الكثيرة عن الدجال تتلخص في أن الدجال يقلب الحقائق ويزين الباطل ويغوي الناس بالاكاذيب ان السفياني وجيشه على حق, وهذا هو عمل الاعلام المضلل.
العلامة الخامسة: الخسف بالبيداء
يروي السيد الصدر الثاني احاديث الخسف بالبيداء, وذلك ان الامام عندما يظهر في مكة ويلتحق به اصحابه 313 او اكثر ويبايعونه, تكون السلطات الموجودة ببلاد الحجاز وتحديدا في مكة غير قادرة على مواجهة الامام بسبب حالة الفوضى السياسية والعسكرية لذا يستنجد اتباع السفياني في مكة بجيش السفياني في سوريا لمهاجمة الامام واصحابه واحتلال مكة.
جيش السفياني يكون مشغولا بالحرب في العراق وبلاد الشام سوريا لبنان وربما الاردن والغريب أن الروايات لا تتحدث عن حرب بين السفياني واليهود بل تتحدث عن إستهداف جيش السفياني للمسلمين فقط الشيعة والسنة.
هنا يرسل السفياني جزء من جيشه الى الحجاز وفي الطريق تنخسف بهم الصحراء ويموتون جميعا الا قلة قليلة. ولا نعلم كيف يخسف بهم هل بسلاح يمتلكه الامام او بشكل كارثة طبيعية! والروايات لا تحدد اين بالضبط يقع الخسف في اي صحراء, هل بصحراء السعودية العراق أم الاردن, وكيف ينتقل جيش السفياني فهل يحتلون الاردن أم يحتلون العراق كله ام جزء منه.
يتحدث السيد الصدر عن الدور الكردي والتركي في محاربة الامام بعد ظهوره وتقديمهم العون للسفياني ... وأتصور مما فهمته من حديث السيد الصدر الثاني ان السفياني يحكم العراق على مرحلتين الاولى يبسط سلطته على المناطق السنية بالكامل وثانيا يبسط سلطته على المناطق الشيعية بشكل جزئي عبر فصائل شيعية تتحالف معه ضد فصائل شيعية اخرى, لكنه لا يحكم الكوفه بشكل مباشر.
شخصية الامام
يذكر الصدر الثاني ان الامام عند ظهوره يكون معروفا بين الناس بالصدق والامانة فلا يخرج والناس تقول من هذا الرجل, لذا واعتمادا على احاديث اهل البيت فان السيد الصدر الثاني يرى ان الامام يكون شخصية معروفه بين الناس بانه من المدينة المنورة وشخصية تحظى باحترام الجميع الا انه غير معروف باسم المهدي.
خلاصة المقال
العلامات يجب ان تجتمع في فترة واحدة ربما عبر بضع سنين فهل ما يحدث بسوريا هو تجمع جيش السفياني او القاعدة وحربها مع جيشين اخرين هي علامة للظهور, وهل قضية فترة ظهور السفياني 8-15 شهر قبل الامام هي مقدمة للظهور ام ان رواية الشهور غير دقيقة, ومن جانب اخر فان الوضع بالسعودية مستقر تماما ولا يستبعد احد ما قد يحصل بعد موت الملك عبدالله الذي بلغ 90 سنة من العمر, وهل توجه نيزك الى الارض عام 2019 من العلامات