أشارت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ مُستوى المادَّة الحُبيبيَّة الدَّقيقة (الجسيمات الدَّقيقة)، في المكان الذي يسكنه المُدخِّن، يُشبِهُ المستويات الموجودة في المُدن التي تُعاني من التلوُّث الشديد، مثل بِكِّين عاصمة الصين.
المواد الحُبيبيَّة الدَّقيقة هي جُزيئاتٌ بالغة الصِّغَر، يصل قطرُها إلى أقلّ من 2.5 مَيكرون (مِكرومتر)؛ وهي تُشكِّل مُقوِّمات تلوُّث الهواء. ونظراً إلى صِغر حجمها، تستطيع هذه الجُزيئاتُ اختِراقَ دفاعات الرِّئة ضدَّ الأجسام الغريبة الخارجيَّة، مُؤدِّيةً إلى ضرر فيها في مُعظم الحالات. وترتبط هذه الجُزيئاتُ مع حالات تنفُّسية مُزمِنة، مثل الرَّبو، وحتى سرطان الرِّئة.
وجد الباحِثون أنَّه، في المُتوسِّط، كانت تراكيزُ الجُزيئات الدَّقيقة داخل منازل المُدخِّنين أعلى بحوالي 10 مرَّات من تراكيز تلك الجُزيئات في منازل غير المُدخِّنين؛ وأنَّه في حال امتنع هؤلاء الأشخاصُ عن التدخين، فستنخفِض مستوياتُ الجُزيئات الدقيقة في منازلهم إلى أكثر من 70 في المائة.
قال الباحِثون إنَّ ما يستنشقه الإنسانُ من جُزيئاتٍ دقيقة، على مدى الحياة، بسبب وُجود شخص مُدخِّن داخل المنزل، يُمكن أن يُعادِلَ العيشَ في مدينة تُعاني من التلوُّث الشديد؛ وقد يتعرَّض إلى المشاكل الصحيَّة التي تترافق مع مثل تلك البيئة. وعلى سبيل المثال، شهدت الصينُ ارتفاعاً كبيراً في حالات الرَّبُو في المناطق القريبة من المُدن.
يبقى الامتناعُ عن التدخين هو الحلّ الأمثل للحفاظ على الصحَّة، سواءٌ للمُدخِّن نفسه أم للآخرين. وفي حال وجد المُدخِّن صُعوبةً في الامتناع عن التدخين، فمن الأفضل له أن يُدخِّنَ خارج المنزل، خصوصاً مع وُجود أطفال يُشاركونه المكان؛ حيث بيَّنت الدراساتُ أنَّ التدخينَ داخل المنزل مع فتح النوافذ لن يحول دون الزيادة في مستويات الجُزيئات الدقيقة الضارَّة بالصحَّة.
More information
SOURCE: National Health Services, UK – Oct. 21, 2014