بقلم:نسرين موسى
بين قاب قوسين وبالعامية(اسرعى الساعة صارت وحدة الصبح إعملى أوف لاين الإميل والفيس بوك ليشوفك احد ويقول عنك منحرفة))
هذه الكلمات بصراحة ليست عبثية وليست مزاجية خطرت على بالى وقمت بتسطيرها ولكنها واقعية وللأسف هذا ما يؤلم والمؤلم أكثر أنها تصدر من بعض فئة من نقول عنهم من حملة الشهادات والذين هم من المفروض أن يعملون على تغيير سلبيات علقت بأذهان أفراد المجتمع وأصبحت تمثل جزءا من عاداته وتقاليده بل وأصبحت كأنها نزلت بالقران الكريم.....هنا المصيبة والكارثة
لماذا حتما وجزما حينما تستخدم الفتاة الانترنت في ساعة متأخرة من الليل فإنها تعمل الفحشاء والمنكر؟؟
هكذا شهقات وكلمات الويل تقابل أي فتاة تستخدم الانترنت في ساعات متأخرة من الليل ومن لم تسمع هذه الشهقات تشعر بتأنيب داخلي من نظرات الناس المبطنة حتى لو لم توجه السؤال إليها عن السبب بوجودها بهكذا ساعة وتضطر للتخفي رغم عدم اقتناعها
لماذا مسموح للشاب ؟؟ولماذا الشاب بساعة متأخرة حتما وجزما انه يقوم بتوحيد الله ويتعبد لكن الفتاة تعمل الفحشاء وكما يقولون السبعة وذمتها..
هل الانحراف مرتبط بالساعة؟؟ فالفتاة المسموح لها أن تستخدم الانترنت بساعات الظهيرة هي نفس الفتاة التي ستستخدمه بفترات ليلية وليست الفتاة عاجزة أن ترتكب الفحشاء والمنكر بفترات الظهيرة ..فما الفارق إذن بين وجود الفتاة على الاميل اوشبكات التواصل الاجتماعى ظهرا أو ليلا؟؟؟
اعتقد أن الذي يحكم هذه المسألة هو التربية السليمة والتوعية فالفتاة التي تربت على أساس ديني وتربوي سليم لن تسلك طرق الفحشاء التي يشيرون إليها والعكس صحيح
ومن تعانى الكبت والحرمان هي التي ستلجأ للإنترنت لكي تتسلل من خلف قناع وتتخذه وسيلة لتفريغ مكبوتاتها وولى أمرها بسبات عميق..
ومن هنا لا داعي للتشنج والعصبية وإطلاق الأحكام فالانحراف لا يرتبط بساعة فقد تكون الفتاة لديها هواية الكتابة وتنتظر فرصة سانحة لجو هادئ لتجلس وتكتب ما يدور بخجلات أنفسها بعيدا عن جو النهار الصاخب..
وقد تكون الفتاة متمرسة بالقراءة فتخلد إلى نفسها لتستمتع بهذه الساعات بصحبة كتاب إلكتروني يروق لها..
وقد تكون الفتاة تهوى الرسم فلا يلوح بأفقها ذاك الوحي الذي يدعمها بالفكرة إلا آناء الليل بعيدا أهازيج وصرعات النهار
إذن لا داعي للأحكام الغيبية ولا داعي لنظرات الانتقاد التي تخفى آلاف مؤلفة من الكلمات الجارحة لأن كل السلاسل والقيود لا تنمنع الفتاة من ممارسة المنكر لو أرادت هي ذلك
لذلك لا يوجد فرق بين استخدام الانترنت ظهرا وبين استخدامه ليلا فمن نتعامل معهم بالنهار هم أنفسهم من نحادثهم ليلا!! فلما تبقى النظرة السلبية تجاه تلك الفتاة التي نراها في الليل وبكل ثقة تظهر على الانترنت دون أساليب التخفي لأنها بكل ثقة تظهر وتيقن أنها ظهرت لهدف بعيد عن السلبية
لذلك يا ليتنا ننشل أنفسنا من براثن الجهل بالأحكام ونكف عن جعل أنفسنا العتيد والرقيب لبشر هم أصحاب الرقابة على أنفسهم