كم يحزنني ويقلقني ويثير عجبي قراءة بعض كلمات الكراهية التي يكتبها البعض بحق البعض الاخر خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تلعب دوراً كبيراً لا يمكن تجاهله في نشر الافكار والمشاعر بل وخلق الازمات ايضا، ليصل احيانا بالقلة القليلة الى تجاوز كل حدود الانسانية فتتلوث ضمائرهم وايديهم بدماء الابرياء!
ولست اود ولن اردد تلك الكلمات التي يكتبها البعض، يتهجمون بها ويزكون نار الحقد والكراهية على اطيافنا المتعددة وللأسف هم انفسهم من مختلف الانتمائات مذهبية كانت او قومية!
ولربما هي طيبة قلب زائدة او حتى سذاجة من جهتي، لكني لست اقدر ان اقسو بالحكم حتى على هؤلاء من بعضنا، وقد بذلت الجهد الكثير كي اتعلم تقبل الاخر رغم الاختلافات وان كانت جوهرية، بل واجد نفسي اتفكر بأسباب ودوافع هؤلاء؟!
واكاد اقول بأني لا اقدر سوى ان اتقبل وجود امثال هؤلاء في مجتمعاتنا، فنكراني لوجودهم او تجاهلي لهذا الامر، سيجعلني شريكا في خفية، وان كان التجاهل افضل من الجدال ودخول الى متاهات الصراع معهم! الا ان الامران ليسا بحل!
وشر هذه الكلمات ليست بالامر الهين، وان كان النطق بها هين لمن يلقي بها يمنة وشمال على غير وعي بعواقبه الوخيمة، فمثلهم لا يعلم تقدير الامور ولا يتفكر او يراجع النفس الامارة بالسوء!
ولكي اعطيكم مثلاً اوضح فيه عواقب تلك الكراهية ومفاهيما الخطرة، فسأتطرق الى تطرف قلة من المهاجرين المسلمين في بلاد المهجر الى درجة اقدامهم على افعال ارهابية او التحاقهم بمنظمات تمارس القتل والارهاب، و هؤلاء يتأثرون غالبا من الكلمة المسموعة او المكتوبة وهم على بعد مكاني شاسع عن حقائق الاحداث والتفاعل الحضاري بين مختلف شرائح المجتمع واطيافه! كلمات الحقد والكراهية تلك، تسافر وتتجاوز الحدود لتدخل عقول القلة لمن ليس لديهم الحس السليم والفهم الصائب والشعور بالانسانية! وبالطبع فألامر ادهى في اراضينا!
فأن راجعنا انفسنا وعلمنا ان للكملة رقيب فهذا خير، بل انه واجب ايضا فخير علاج لاي علةٍ هو استئصال اسبابها، واراني ملزما ان ادعو بأضعف الايمان (الكلمة) الى ان نتقبل الاخر هذا وان كان كلامه تعبيراً عن كراهية، فنسمع له ونحاول فهم اسبابه، ونتوسل الصواب في مناقشته ومخاطبة ضميره، فيكيفنا ما قد عانيناه من شرور وآلام لحد الان، ولان لا احد سيهدينا العلاج، فعلينا ان نجاهد انفسنا ونروضها لكي نستطيع مساعدة الاخر بتقبله الذي هو نظير لنا، كي لا ينجرف بمشاعره نحو الكراهية وعواقبها الاليمة!
واخيرا، ان معظم هؤلاء هم للاسف من الجيل الشاب الصاعد، الذين لم يختبروا الاختلاط بالاخر، فلم يتعرفوا على انسانية المقابل، والذين ينجرون بلا عقلانية ليبالغوا بأحقادهم، كما ان جيل الحاسوب والتلفاز يعاني احيانا ايضا من ضيق الافق، وعدم الاكتراث بالاخر، لان التقنية الحديثة تتيح وتوفر لكل من رغب وشاء مادة لا نهائية تغني وتغذي توجهاته الاحادية!
وفي الختام:
اتوجه بالسؤال اليكم، هل تشاركونني بعض هذه الاراء؟
كما ارجو واتمنى قراءة بعض ارائكم ايضا ومقتراحتكم، فانا اكيد بوجود كثرة عاقلة ومتفكرة لكن صامتة للاسف!
محبة وسلام