عمار جبار خضير
حسين يا ذكراً به جبريلُ قد نزلا
يا سورةَ الحمدِّ يا نوناً به نطقت
سرُّ الخلودِ تجلى فيكَ منبثقا
أعدتَ في الطفِّ دين الله اذ عصفت
قريشُ لولاك لاشتدت غوايتُها
خرجت لله في ركب الهدى قدما
يزيدُ في الأرضِّ يلهو في مفاسده
وإنما الكفرُ ذاتٌ فيه مركزُها
ما فارق الخمر شربا في معاقرة
لكنهُ الخوفُ في جبنٍ يُحركها
كابن الزبير عشيق العرش رغبتهُ
لو يحجبوك عن الأنظار ما قويت
لو كان لله يرجو في مناجزة
وأنت حاشاك يابن الطهر فاطمة
اللهُ مولاكَ يا خيرَ الورى وكفى
خرجتَ لله لا بِطراً ولا أشراً
الى العراق وفيها كربلا انبسطت
لَمْ تخشَ في الله جيشاً في مسالحه
جاءوا إليكَ كما الأحزاب غايتُهم
وساوموك إبيَّ الضيمِ إذ جَهلوا
أما القبول بذُلٍ للذي أملوا
وأنت يخشاك كلُّ الموتِ اجمَعهُ
ضربتَ بالسيف حتى فُرقوا بدداً
ويومُ صفين فيهم عادَ ثانية
وحولكَ الغرُّ من فتيانِ بجدتها
وهكذا الدينُ قد روّيته فنما
يا صرخةَ العزِّ في الأجيال هادرة
في الطفِّ غيرت تاريخا بأكمله
أأنت قتلوك في عاشوراء وانتصروا؟؟
يا قبلةَ الله طافت حولُها أممٌ
في القبرِ أرجوكَ ذُخراً يابن فاطمةٍ
من وحيكَ الثرِ صِغتُ اليومَ قافيتي
ما فارق الدمعُ عيني في مصائبكم
وأسألُ الله ربي من شفاعتكم
حسين يا ذكرا به جبريلُ قد نزلا
حراءه الطف وفيض دماءه رسلا
عجبتني كثيرا وان شاء الله تنال اعجابكم
حراءهُ الطفِّ وفيضُ دماءهِ رُسلا
أهلُ الضمير فهزت باسمه دولا
وصار معناه حبل فيك متصلا
عواصف البغي عصفا يقطع السبلا
وعادَ للأمسِّ كفرا عابدو هبلا
لتنقذ الدين من بعد الذي حصلا
يصيّرُ الناس قهرا جلهم خولا
فكيف للحكم يدعى من به اشتملا
والناس تلقاه دوما ساربا ثملا
وبعضها الحقدُ فيها فعلهُ فعلا
ان لا يراك وسراً طالما أملا
بنو أمية حتى ينتشي قبلا
لكان في ركب خير الناس متصلا
مِمَّن أضلَّ تُريدُ النصرَ مبتذلا
بنصرة الله عزمٌ فيك يا بطلا
إلى العراقِ تَحدُ السيرَ مرتَحلا
ذكواتُها البيضُ للركب الذي نزلا
ملئ الفِجاجَ وغطى السهلَ والجبلا
أن يُخضِعوكَ لحكمِ يزيدَهم ذللا
أن الإباءَ سيرمي جمعهم شُعلا
أو الطِعان بِسُمرٍ تردفُ الأسلا
وإنما الحرب شوقا خضتها جَذِلا
طعنت بالرمح حتى جيشهم أُكِلا
أثمَ عباسُ فيهم أرجعَ الجملا
قَدْ صدقوا الوعد ووازى ضربهم زحلا
وقبلُك الدين يابن المصطفى ذَبُلا
تستنهضُ العزمَ والإيثارَ والمُثُلا
فخُط في الدهر سؤالا طالما سؤِلا
كلا فأنت لكلِّ طغاة الجور من قتلا
وأنت للخلقِ بابٌ للهدى جُعِلا
وأنت حاشاك تنسى خادما عملا
وطالما الفكرُ قَدْ ناجاك منشغلا
أبيتُ والجفن بالعبرات مُنسدلا
حبلا من الفوز يوم الحشر متصلا