بقلم: الشيخ حسن الشمري
لا أجانب الحقيقة عندما أقول إنّ الأخلاق والمثل الإنسانية لا تُعرف معناها الكبير إلا عند الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين)، وإنما الأخلاق تعرف عند من يعرف قيمتها وأهميتها، وقد أجمع العلماء أنّ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام عرفوا تماماً قيمة الأخلاق والمثل الإنسانية بحقيقتها، فلم يصطنعوها فجاءت بإنسيابية لا مثيل لها.
يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) في الإمام الحسين عليه السلام: ((سيد أهل الإباء، الذي علّم الناس الحمية والموت تحت ظلال السيوف اختياراً على الدنية، أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، عُرِضَ عليه الأمان وأصحابه، فأنف من الذل، وخاف من ابن زياد أن يناله بنوع من الهوان، إن لم يقتله، فاختار الموت على ذلك))[1].
وتظل نفس الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام تشرق بالصفات السامية، كلما اشتدت عليها الخطوب، وتناوشتها المحن، وهذه ميّزة اختصّ بها أهل البيت عليهم السلام، فمهما يكن الإنسان عظيماً وكبيراً، فإنّ المحن تأخذ من صبره وتحمله، ولو شيئاً قليلاً.
ولكن تظل نفسية أهل البيت عليهم السلام، ومنها نفس الإمام الحسين عليه السلام تكبر وتعظم، ومن ثمّ تأخذ وتكتنز صفاتٍ خلقية عالية أعظم مما كانت عليه من قبل المحنة، أليس يقول حميد بن مسلم: ((ما رأيت مكسوراً قط قد قُتِلَ ولدهُ وأهل بيته أعظم جناناً، وأربط جأشاً من الحسين بن علي عليه السلام ))[2].
إنّ الصورة المشرقة لشخصية الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام تتمثل أولاً في التعامل مع خصومه، ومع من يقاتله ويصده، فقد تألق الإمام عليه السلام مع خصومه حتى يخال أنه ولي حميم له، وهو مصداق الآية المباركة: ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ))[3].
جاء في كتاب (بحار الأنوار): ((دخل الإمام الحسين عليه السلام على أسامة بن زيد وهو مريض، وهو يقول: وا غمّاه!. فقال: وما غمّك يا أخي؟. فقال: دَيني، وهو ستون ألف درهم. فقال الحسين عليه السلام: لن تموت حتى أقضيها عنك. فقضاها قبل موته))[4].
إن أسامة كان خصماً لآل البيت عليهم السلام، بالذات مع الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام فهو أحد الذين تخلفوا عن بيعة الإمام (صلوات الله عليه) مع سعد ابن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وحسان بن ثابت، ومحمد بن مسلمة، ولا أذكر عمرو بن العاص، ومعاوية، لأنهما ليسا بأهل للبيعة، ومردوا على العصيان والطغيان.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما في (صحيح مسلم): ((من خلع الطاعة وفارق الجماعة ميتته جاهلية))[5].
وظلّ أسامة بن زيد معانداً بالرغم من مبايعة الصحابة، وفي مقدمتهم عمار بن ياسر، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وابن التيهان، وقيس بن سعد بن عبادة، وحجر الخير، والزبير، وطلحة، والكثير ممن صاحبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واتبعوه بإحسان، ولكن أسامة رفض المبايعة.
ومع هذه المواقف المتخاذلة فقد سلك الإمام الحسين عليه السلام مع أسامة مسلكاً عظيماً ينمّ عن خلقه الرفيع، وسجاياه العظيمة، فهو بحق من الشجرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
وثانياً فإنّ المبلغ الذي كان بذمة أسامة ((ليس بالقليل)) إذا ما عرفنا قيمة الدرهم، ((فكان آنذاك يبتاع به خروف))، ولكن لا قيمة لها عند أهل البيتعليهم السلام.
وتظل نفسية العظيم تهفو إلى المكارم، وإلى محاسن الأعمال، ومن ثم تزداد سمواً في عطائها. قول الشاعر:
أرى الموت يحييكم وبعض الذي مشوا*** على الأرض لو عاينت يمشي بهم قبرُ
تشدّ بهم للطين سوء فعالهم *** وتسموا بكم للنور أمثلة غرُّ
كرائم أعمال وزادٌ من التقى *** وقبضٌ من الإصلاح هذا هو العمرُ
رأيتُ الغنى فكراً يعيش وغيره*** وإن ملأ الآفاق من ذهب فقرُ
فما مات عيسى وهو يفترش الثرى*** ولا عاش قارون وأبوابه تبرُ
تهاوى رماداً ألف صرح ممردٍ*** وعاش على البردي من ألق سطرُ
تقول قوانين الأخلاق: ((إنّ القيم الأخلاقية تبقى حية في نفوس الأولياء فتكبر بمرور الأيام عبر التطبيق الفذ لها)).
والقيم الأخلاقية تتفاعل بقوة في عمق المخلصين الذين يرومون منها ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، وأمّا إذا رام الإنسان منها وجه الناس فهي تصغر بمرور الأيام ثم تضمحل، أو تضحى مصطنعة وشكلية حيث لا تملك جذوراً.
والقيم الأخلاقية تبقى فذة برجالها، إذ ليس كل إنسان ينهض بها، فما لم تتوفر في الإنسان القابلية لحملها، واستيعاب معانيها، تتحول إلى أداة ووسيلة لاقتناص البهارج والمباهج الدنيوية، وهذه لا تساوي شيئاً عند الله عز وجل.
قال تعالى: ((فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ))[6].
ومن ثم تبقى القيم الأخلاقية سامية لا تطالها شهوات النفعيين وطلاب الدنيا، ومهما حاول هؤلاء من استغلالها وإخراجها من إطارها الجميل، فهي تنأى وتبقى فوق الإغراءات والشهوات فهي تؤثر ولا تتأثر، كما هو الألماس فهو يؤثر في كل شيء ولا يتأثر بشيء.
وتبقى الأخلاق والقيم الأخلاقية السنن الثابتة التي قامت عليها السماوات والأرض، فهي تشكل جزءاً من المنظومة الكونية، وإذا عرفنا أنها تشرق بأبهى صورها في الجنة، وتبرز بحلتها القشيبة ندرك قيمتها وثبوتها، ولكن تبقى فوق الأخلاق من يحسن إليها، ويعطي حقها الكامل.
قال الإمام الهادي عليه السلام: ((خير من الخير معطيه، وشر من الشر فاعله))[7].
إذن الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام أفضل من الخير لأنه عَرِفَ حق الأخلاق وسمو معانيها.
قال الإمام الحسين عليه السلام كما في (اللهوف في قتلى الطفوف)، وكتاب (نفس المهموم):
فإن تكن الدنيا تعدّ نفيسة *** فدار ثواب الله أعلى وأنبلُ
وإن تكن الأموال للتركِ جمعها*** فما بال متروكٍ به الحر يبخلُ
وإن تكن الأرزاق قسماً مقدّراً*** فقلة حرص المرء في الكسب أجملُ
وإن تكن الأبدان للموت أنشئت*** فقتل امرئ بالسيف في الله أفضلُ[8]
وإن تكن الأبدان للموت أنشئت*** فقتل امرئ بالسيف في الله أفضلُ[9]
إنها عين الحقيقة التي تفصح عن نظرة المؤمن الواقعية لأنّ نظرة المؤمن تختلف فهو ينظر بنور الله، كما جاء في الحديث الشريف: ((اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله))[10].
ومنبع النور من القلب، ويزداد النور كلما تشبع القلب إيماناً حتى إذا اكتمل الإيمان كما عند الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة (عليهم صلوات الله أجمعين) تتجلى حقائق هامة، ومنها الآخرة، قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ((لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً))[11].
وقد تجلّت هذه الحقيقة عند الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام فكان ينظر بنور الله فيعطي كل ذي حق حقه، ويسمي الأشياء بمسمياتها، وهذه خصلة مهمة تخفف عن الإنسان كثيراً، وتزيل عن طريقه عقبات كأداء، ومن ثم لا يخطئ الظن.
جاء أعرابي فقال: يا ابن رسول الله قد ضمنتُ دِيّةً كاملة، وعجزتُ عن أدائها، فقلتُ في نفسي: اسأل أكرم الناس وما رأيتُ أكرم من أهل رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فقال الحسين عليه السلام: يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل، فإن أجبتَ عن واحدة أعطيتك ثلث المال، وإن أجبتَ عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال، وإن أجبتَ عن الكل أعطيتك الكل.
فقال الأعرابي: يا ابن رسول الله، أمثلك يسأل مثلي، وأنت من أهل العلم والشرف؟!.
فقال الحسين عليه السلام: بلى سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((المعروف بقدر المعرفة)). فقال: الإعرابي: سل عمّا بدا لك، فإن أجبت وإلا تعلّمت منك، ولا قوة إلا بالله. فقال الحسين عليه السلام: أيّ الأعمال أفضل؟. فقال الأعرابي: الإيمان بالله. فقال الحسين عليه السلام: فما النجاة من الهلكة؟. فقال الإعرابي: الثقة بالله. فقال الحسين عليه السلام: فما يزين الرجل؟. فقال الإعرابي: علمٌ معه حلمٌ. فقال: فإن أخطأه ذلك؟. فقال: مالٌ معه مروءة. فقال: فإن أخطاه ذلك؟. فقال: فقر معه صبر. فقال الحسين عليه السلام: فإن أخطأه ذلك؟. فقال الإعرابي: فصاعقة تنزل من السماء وتحرقه فإنه أهلٌ لذلك. فضحك الحسين عليه السلام ورمى له بصرة فيها ألف دينار، وأعطاه خاتمه وفيه فصٌّ قيمته مائتا درهم، وقال: يا أعرابي، أعط الذهب إلى غرمائك واصرف الخاتم في نفقتكعليها السلام. فأخذ الأعرابي ذلك، وقال: ((اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ))[12][13].
فتأمل هذا الخلق الرفيع وهذا الأسلوب البديع والفراسة التي استطاع الإمام من خلالها اكتشاف شخصية الإعرابي، التي كانت تنطوي على مخزون ((معرفي)) استطاع من خلاله الإجابة على أسئلة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام[14].
وكانت مهمة، فهي أسئلة ترسم الإطار الجميل للإنسان، ومن ثم تحدد مساره، والأهداف المتوخاة من خلقه، وقد أجاب الإعرابي وأجاد في أجوبته مما يدل على فهمه ونضوجه، وسمو معرفته.
وهذا ما استشفه الإمام (صلوات الله عليه) واطلع عليه، مما يدل على نفاذ بصيرته وقوة فراسته، ومن جانب فإن الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام أكرمه وأحسن في إكرامه.
وعطاء الإمام يغني ويحي كرامة الإنسان، حتى يخال المرء أن السائل ((هو المدل)) وهذا قمة الإحسان.
كم هو جميل عندما يتفيأ الإنسان ظلال الأئمة عليهم السلام ليشعر بكرامته وعزته وينسى ((أنه السائل والمحتاج))، وواقع تحت طائلة العطاء، إن هذا الإحساس عندما ينمو ويتأصل في الإنسان يجعله سامياً في سلوكه، ورفيعاً في سجاياه الطيبة الأمر الذي ينعكس إيجاباً في سلوكه مع الآخرين، فيرتفع في عينيه الإنسان مثلما ارتفع هو في عين الكبار، وهذه نقطة جوهرية في سلوك الإنسان.
إنّ إحدى القواعد السلوكية في علم النفس تؤكد على قوة النفس، فكلما قويت النفس واشتدَّ ساعدها يتمكن الإنسان من إعطاء أفضل السلوك ومجابهة ما يعاكسها بقوة، وتكتسب النفس قوتها كلما أعطت سلوكاً سليماً، إنّ إحدى روافد النفس القوية السلوك السوي، فهو ينعكس إيجاباً عليها.
لذلك نحن نلاحظ ((أقوياء النفوس)) يستمدون القوة من السلوك السوي مع الآخرين، فإذا كانت النفس مطبوعة على حب الخير، فإنّ قوة الخير تنمو وتتضاعف حتى إذا اكتنزت القوة الكافية يتحول السلوك عند الإنسان ((إلى طبع أصيل))، وبالتالي ينتقل إلى مرحلة متقدمة.
وهذا ما نلاحظه عند الأئمة عليهم السلام، فإنّ نفوسهم الكبيرة كانت تستمد قوتها من السلوك اليومي، فكان يشكل أحد العوامل في قوتها.
ولكن تبقى العبادة هي الرافد الأساسي لقوتها، وكما هو ثابت فإنّ العبادة المتصلة تبعث العزيمة، وتفجر القوة الكامنة في الإنسان.
قال تعالى: ((وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ))[15].
وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))[16].
وكان الإمام الحسين عليه السلام القدوة في العبادة.
جاء في كتاب (الرسالة في الثورة الحسينية): ((كان عليه السلام يُقبل على صلاته إقبال العاشق على ما يعشق، خاشع الدعاء، نقي الابتهال، يستحضر فيها نعمة ربه وجلاله وعظمته حتى يغيب في نجواه واستغفاره))[17].
وكان معروفاً عنه بالعبادة والانقطاع إلى الله عز وجل حتى قيل للإمام زين العابدين عليه السلام: ما أقل ولد أبيك!.
قال الإمام عليه السلام: العجب كيف ولدنا لكثرة عبادته وانقطاعه إلى الله عز وجل.
فالعبادة تشكّل الرّافد الأساسي ((لقوة النفس)) التي من ملامحها الشجاعة والكرم والإيثار.
ــــــــــــــــ
[1] شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد، ج3/ص249.
[2] تاريخ الطبري: الطبري، ج4/ص345. مقتل الحسين عليه السلام: أبو مخنف الأزدي، ص193. اللهوف في قتلى الطفوف: السيد ابن طاووس، ص70. معالم الفتن: سعيد أيوب، ج2/ص295.
[3] فصلت: 34 ــ 35.
[4] بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج10/ص143.
[5] المبسوط: الشيخ الطوسي، ج7/ص263. المجموع: محي الدين النووي، ج19/ص190. روضة الطالبين: محي الدين النووي، ج7/ص271. مغني المحتاج: محمد بن أحمد الشربيني، ج4/ص124. المغني: عبد الله بن قدامة، ج10/ص49. الشرح الكبير: عبد الرحمن بن قدامة، ج10/ص49. سبل السلام: محمد بن إسماعيل الكحلاني، ج3/ص258. نيل الأوطار: الشوكاني، ج7/ص358.
[6] الرعد: 17.
[7] تحف العقول: ابن شعبة الحراني، ص57. بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج74/ص161.
[8] مناقب آل أبي طالب: ابن شهر آشوب، ج3/ص246. بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج44/ص374. لواعج الأشجان: السيد محسن الأمين، ص87. اللهوف في قتلى الطفوف. نفس المهموم.
[9] مناقب آل أبي طالب: ابن شهر آشوب، ج3/ص246. بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج44/ص374. لواعج الأشجان: السيد محسن الأمين، ص87. اللهوف في قتلى الطفوف. نفس المهموم.
[10] بصائر الدرجات: محمد بن الحسن الصفار، ص375. الكافي: الشيخ الكليني، ج1/ص218. علل الشرائع: الشيخ الصدوق، ج1/ص174. شرح أصول الكافي: مولى محمد صالح المازندراني، ج5/ ص289.
[11] مواقف الشيعة: الأحمدي الميانجي، ج1/ص89. أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين، ج5/ص400. جواهر المطالب في مناقب الإمام علي عليه السلام: ابن الدمشقي، ج2/ص49.
[12] الأنعام: 124.
[13] بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج44/ص196. العوالم، الإمام الحسين عليه السلام: الشيخ عبد الله البحراني، ص49. درر الأخبار: حجازي، خسرو شاهي، ص310. نهج السعادة: الشيخ المحمودي، ج8/ ص284. تفسير الرازي: الرازي، ج2/ص198.
[14] بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج44/ص196.
[15] البقرة: 45.
[16] البقرة: 153.
[17] الرسالة في الثورة الحسينية: الدكتور حسين الحاج حسن، ص34.
.....................................