انا من اكون
أنا كما قالوا طليق الأيام عازف الألحان
عشيق الزمان أو ربما ذكرى إنسان
أنا من خضتّ ُ أغواراً ومتاهات وعذاباً لأجد
نفسي في ذاتي سلسبيلاُ من عتاب
أنـا مـن كــان عـزفـي عــلى ألـحــان ألمـي مراً
كالشــراب
ولكــن من أنا
حقاً من أنا
إنصدم السؤال بجدران الذات فتبعثر الجواب بكل
الجهات
آه من أنا ومــن أكـون
ويبقى حلمي وعالمي طريقان متوازيان ودربي
تائه وسطهما
أنا من عجزت كل لغات العالم عن نسج جملةً
واحدة من خيطان لغتي
أنا من ذهلت الدنيا من إرادتي فقد يراني البعض
صامتاً ولم يعلموا بأنني هدوء العواصف
وسكون الليل يسكن مقلتي
أو ربما بركاناً هائجاًَ سيثور في أي لحظة أو في
أي دقيقة
فأردت أن أجد طريقا يتدفق تحت قدماي من نهر
الخلود ليشعرني بالوجود
فلم أجد لنفسي رفيق الزمان
فأتسامر مع الورق والقلم تحت ضوء القمر
الخافت فيواسيني ويخفف همومي ويمسح الدمع
من عيوني
أعلم أنني وجدت البداية ولكنني لا أعلم أين أسلك
طــريقـي وإلي أين أذهب
لا أجد النهاية فأري طيف الزمان يلاحقني ليقنعني
بجماله الفاني
فلا أقول له سوى
آسف فقد فات القطار ولا يمكن الرجوع
فبكيت حتى جفت الدموع وذابت الشموع من
حولي
ولكن بقيت أنا الموضوع
لكن مع كل ذلك فقلبي بسيط وطبعي أبسط
ولكن هل كلما مللت من الحياة أرمي نفسي إلي
الجحيم
لا وألف لا
فأسمح لي يا أيها الزمان فهناك من في قاعة
الانتظار وهناك الكثير ممن فاتهم القطار
فأنا إنسان ضعت بين حروفي وكان طموحي هو
العنوان
كانت الحياة وكأنها تعيش في داخلي لست أنا من
يعيش فيها
اعتبرتها زهرة في أحداقي وترعرعت في
شراييني وأسقيتها من دمي
فكتبت لها قصائداً وأشعاراً
أملاً وردياً يناجيني صوتاً كلاسيكياً يناديني
كنت أحدثها من علي شرفتي وعندما تهيج أفكاري
كانت تشعر بأنفاسي ولكنها خانتني
تركتني وحيداً بين نفسي وقالت لي لا تتوقع أن
أكون معك حتى النهاية
لأني من الدمار بدأت وإلي الدمار أرحل
فختمت رحيق النهاية بدمعة خطت اسمي علي
أسارير الغيوم وجدران السماء
فهل عرفتم من أنا
مما راق لي