عاشوراء
ان الامام الحسين (ع) واضح في حركته واهدافه ولم يخفي شيئا عن صحبه لحظة انطلاقته من المدينة المنورة الى مكة المكرمة الى الكوفة والى كربلاء لانه يمتلك قوة الحجة والمنطق والدليل اما الضعيف فيلجأ الى التضليل والتجهيل والى لغة القوة والعنف كلما واجه سؤالا او اجوبه باستنكار او محاسبة لقد التزم أهل البيت عليهم السلام بالمنهج القرآني النبوي في كل حياتهم فوظفوا الوعي والحوار حتى في احلك الظروف وأصعب المراحل التي مروا بها ومرت بها الرسالة ومع اعدائهم وبقراءة متأنية سنجد انهم لم يهملوا أية رسالة تردهم حتى من ألد اعدائهم فأمير المؤمنين (ع) لم يهمل رسالة وردته من معاوية على الرغم من انها كانت تحمل الكثير من التهم والافتراءات والتضليل فكان يرد على رسائله فاضحاً ومذكراً ومنبهاً وكذلك الامام الحسين لم يدع رسالة وصلته الا وقد رد عليها لانها فرصة لتوضيح الحقائق وتصحيح المعلومات التي يسعى الطغاة لبثها ونشرها في المجتمع في إطار سياسة التجهيل والتضليل المتعمدة التي التزموا بها كمنهج ثابت ان أهل البيت عليهم السلام لم يقدموا على فعل قبل الحوار الذي يوظفون فيه المنطق والدليل والحجة البالغة لتوضيح الحقائق حتى لايقول احد انني كنت جاهلاً او لم اعلم او لم اسمع عن ذلك ولقد ترك هذا النهج اعظم الأثر في عملية البناء والتوعية وقد ترك اثره في الكثير من الناس الذين تحولوا من جبهة الباطل الى جبهة الحق فقد ظل يحاور أمير المؤمنين (ع) ويحاجج الخوارج بالمنطق السليم حتى عاد الآلاف منهم الى رشدهم كما تركت حوارات الامام الحسين في ليلة عاشوراء ويومها اثرا في العديد ممن كانوا ضده كما هو الحال بالنسبة الى الحر الرياحي الذي لم يكن في الكوفة وقت المراسلات التي حصلت بين الامام وأهل الكوفة ولذلك فعندما قاد جيشاً من الفِ فارس لمحاصرته في الطريق والحيلولة دون وصوله الى الكوفة كان جاهلاً بالكثير من الحقائق وقد ساهم كلام الامام وتوضيحه للامور في تنوير الحقائق الامر الذي ساعد على ترك جبهة الباطل والانتقال الى جبهة الحق وفي ذلك انتصار للانسانية ولقيم السماء السمحاء ان الهدف الاسمى من الثورات والحركات الرسالية والإصلاحية ليس القتل والذبح والتدمير ونشر الكراهية وروح الانتقام فالهدف هو الحياة وليس الموت والحب وليس الكراهية والوعي وليس التضليل