اللهم صلِ على محمد و ال محمد
و عجل فرج يوسفهم الغائب عن الانظار لحين السماح له بالظهور و الأخذ بثأر أجداده الابرار عليهم السلام
الشهادة
ـــــــــــــــــــ
لا تكون الا بمستوى الهدف الذي يستشهد لأجله الإنسان وبمعنى آخر
يجب أن يكون الهدف أسمى من الشهاده ليستشهد من أجله الإنسان
وتكون القضية حقيقية جامعة وشاملة لا ان تكون الشهاده لأجل مصالح شخصية
محصورة لدى الفرد وحده , وكل قضية يجب أن يكون لها أساس ولها فكر , اما الإنسان
الذي يغضب لأنه شُتم أو أصبحت مصلحته في خطر يأخذ سلاحه وينزل الى المعركة
فيُقتل فهذا ليس بشهيد
فالشهيد يجب ان يكون له قضية عامة وهذا ما حصل في كربلاء , فالإمام الحسين {ع}
لم يخرج للمعركة من أجل مصلحة شخصية او مآرب خاصة وإنما خرج من أجل مصلحة
عامة وشاملة وهي الإصلاح , إصلاح المجتمع من الكفر والفساد والظلالة ومن أجل
الدفاع عن حقوق المحرومين والمستضعفين بل خرج من أجل الإنسان كل الإنسان
ومن أجل الإنسانية كل الإنسانية فكانت قضيته قضية عامة وشاملة وهذه القضية تستحق
هذه التضحية والشهادة , نحن نقتدى بالإمام الحسين {ع} وأصحابه والذين كانوا أكثرهم من
غير الهاشميين اذا القضية ليست فردية بل عامة , كانت قضيتهم مع النظام الجائر والفاسد
فقرروا ان يواجهوا ويستشهدوا في سبيل الأمة وقرروا عدم التراجع وهذا ما نجده عندم طلب
الإمام الحُسين {ع} في ليلة العاشر من محرم ان يغادروا المكان ويعودوا الى ديارهم الا ان
عقيدتهم وعزيمتهم وإيمانهم وتصميمهم على المواجهة جعلهم ان يخوضوا المعركة من أجل
الدفاع عن الأمة وعن الدين الحنيف
فكانت قضيتهم قضية أمة وكرامة الإنسان , قضية كل مظلوم وقضية دموع الأطفال وجوع النساء
وخوف الناس
وهذه القضية يختار الله لها الشهداء وفي كل زمان هذه القضية موجودة ما دام الظلم موجود والإنحراف
والكفر ,
ما دام هناك مظلومون فهم يبحثون عن حسين وعن حسينيين وما دام مظلومون فهناك قضية تبحث
عن شهداء
كما يجري الآن من ظلم وإضطهاد بحق البشر والحجر من قبل الإستكبار العالمي وكما حصل في لبنان
من قتل وتشريد وتدمير وظلم للأبرياء فلم نجد الا طريق واحدة هي طريق المقاومة والشهادة من اجل
المحرومين كل المحرومين فكانت القضية اسمى من الشهادة فاستحقت ان نواحه وندافع ونُقتل لأجلها
ولم يكن هناك خيار آخر فالإستسلام هي هزيمة
اما المقاومة والحرب هي اقل خسائر من السلم مع العدو فالسلم سلم بين النعجة والذئب والحمل والذئب
يجب ان نأخذ الدروس من ثورة الإمام الحُسين {ع} ونأخذ العبر وأن نكون حسينيين اينما كنا وحينما نكون أوفياء
لهذه القضية نكون بالفعل حسينيين محمديين علويين وحينها نستطيع ان نقول للعدو وللظالم لا
لا لكل الظلم والطغيان والإحتلال والإستعمار والإرتهانات
يجب ان نكون اصحاب عقيدة راسخة وهذا ما دربنا عليه الإمام القائد السيد موسى الصدر حين جاء وجدد
فينا الروح القتالية وروح المقاومة والمواجه وحين جدد فينا عقيدة كربلاء وكان الصوت المدوى لثورة الإمام
الحسين ع بعدما صرخ في وجه الظالم والمستبد ووقف الى جانب المحرومين والمعذبين كل المحرومين
فكانت قضيته اشبه بقضية جده الإمام الحسين شاملة جامعة من اجل الإنسان وكرامة الإنسان
ان الإمام الحسين ع هو الأب بشخصه غير موجود ولكن القضية موجودة ويشرفنا الله ان نكون شهداء من اجلها
ان سيرة الإمام الحسين ع وأصحابه هي قضية المستضعفين , والثائرين , في كل زمان ومكان
وشاء الله ان تمتد هذه المسيرة لتصل الينا وأمانة نحملها وهي في اعناقنا ومسؤولون يوم القيامة عنها
في النهاية علينا ان نأخذ العبر والمواعظ والدروس من ثورة ابا الأحرار وعملية التضحية والإيثار