في أوج فرحتي بك
تنصّلت منّي دون سابق انذار
و قصفت حصون الأمان
فوجدت نفسي فجأة
أتخبط في فراغ و عتمة
كنت تناسيتهما بالقرب منك
واشتد بالقلب هجير الشوق
و صرتُ طفلة خائفة أحتاج
لأغنيات المساء الـ كنت تغني لي
لقد أحلتني لآمرأة ناسكة
نذرت لك صوتي وصمتي
و في عزلتي أرتل تعاويذ شوقي إليك
وأرقيني من مس غيابك
وأفكر بك
عندما آكل وعندما أشرب وعندما أغفو
وعندما أتحدث إلى أحدهم لا أستمع إليه
و يختلط إسمك كثيرا
مع ما أود أن أقوله حتى
أبدو لهم بلهاء بلا تركيز ،...ليس مهما!!
أتعلم
صرتُ أتعمد المشي ببطء في الشوارع
لأن ذلك يمنحني وقتا أكثر للتفكير بك
ولتسولك في أوجه المارة
أكنت تعلم أن للفقد خمس مراحل
لا بد من المرور بها
وإلا فلن يكتمل نصابه داخلنا
ولن نشفى منه
في باديء الأمر
نرفض فكرة رحيل من نحب
لأننا لم نتوقعها
و لم ندرجها ضمن مخططاتنا
بعدها نغضب
و نثور على كل من حولنا
وعلى أنفسنا أكثر شيء
نجلدنا بسياط الـ
لماذا و ماذا و كيف
دون هوادة
حتى تتمزق أوصالنا و تتقطع شغافنا
بعدها تبدأ مرحلة المفاوضات ،
والتحايل على القدر
نحاول بشتى الطرق
و نرشي الأيام
باطنان من الابتسامات البالية
لتمنحنا لحظة واحدة
منها معهم لحظة واحدة لا أكثر
لحظة واحدة نقول لهم فيها
كل ما علق داخل حناجرنا
يوم أن ولووا لنا ظهورهم
دون أدنى اكتراث بتكسرنا بعدهم ،
لحظة واحدة
نزرع فيها آخر بذور الأمل
علها تنبت إن سقيناها
بماء الروح الأنقى والأصفى .!
لحظة واحدة
حتى أننا نقايض أرواحنا
مقابل بقائهم إلى جانبنا
و عندما تفشل كل المفاوضات
نسقط في غياهب الحسرة
و ما إن نرتطم بقاع الواقع
حتى نستسلم له ورغم برودته
و قساوته إلا أنه
لا يفلتنا كما أفلتنا الأولون..!
ثم يأتي يوم تفقد فيه الروح قدرتها
على در المزيد من الدموع
ليتكدس الألم داخلنا بشكل أبشع
و لتلتف حبال الصمت على أعناق البوح
فنموت دون موت و نصرح بلا صوت
و تتشقق الافئدة من شدة الحسرة
وتتحول حياتنا لسلسلة ليالي أرق
نمشط فيها أرصفة الذكرى الباردة
بحثا عما قد يبعث فينا بعض دفء و أنس
نتوسل فيها و نتسول وضمة فرح خافته
تحيي يبس أوردتنا و تعيد النبض لسابق مجراه
نحن تعلمنا أن نكرم الحزن
كما أجزلنا هو العطاء
أن نحتضنه برقة
و أن نبتسم في وجهه حتى لا
يشعر بالإهانة فيثور أكثر
و يطلق العنان لمخالبه
تقد ما تبقى من شغاف أرواحنا
و عندما يشتد بنا الألم
نأخذ نفسا من عمق اختناقنا
و نؤمل أنفسنا
أننا غدا لن نشعر به كما الآن
وأنه ضيف وجب اكرامه
وان إضطرنا ذلك لذبح أوردتنا
وشيّ أفئدتنا على صفائح الذهول
و مازال الحزن ينمو داخلنا
على وتيرة واحدة
يقتات من مشيمة الصبر
و يتنفس هواء الصمت
و يكبر
و يكبر
و يكبر !
...
سطور راقت لذائقتي..