الليلــــــة
جابر السوداني
ماذا لو أنصفتِ الليلةَ
والعمـرُ بقيـةُ كأسٍ
خلّفـهُ الندماءُ
على طاولةِ الأمسِ
منسياً مثلي
لمَّا أقصيتُ مراراً
عن سورِ حدائـقِـكِ
المورقةِ الـزهـرِ
كم سيكونُ شهـيـَّـاً
لو أقطـفُـكِ الليلة َ
نبتاً بريـَّـاً
أترفُ من راحتِكِ اليمنى
وهي تجيءُ مصافحة ً
عــن قصـدٍ استبقيها
تستدرجُني لغواياتٍ أخرى
وطقوسٍ لا اعرفُ
من أيـنَ ابتدأتْ
ولماذا نتوارى
في الـغـبشِ بعيداً
عن سخفِ مخاوفِـنا
قـفـزاً نمضي
تتدافعُ سيقانُ الآسِ
أراجيحاً حولكِ
وببطءٍ
تنسلُ أصابـعُـكِ المشط ْ.
تتراكضُ في أرجائي
عبـرَ مسالكِ جوعِ صباي
وقــحٌ هــذا الليـلُ
يشاكسُني
ويلـمُّ غسيلَ ضفائرِكِ
معفـرةً بأديـمِ العشبِ
ويـرحــلُ