بســـم الله ألرحمن ألرحـــيم
الحمد لله رب ألعالمين
والصلاة وألسلام على محمد وآله
أجمعــــــــــــين
سلسلة لاتغتر بنفسك أبداً
ولاتحتقر من عباد الله أحدا
ألأنسان
=======
هذا الكآئن البشري الذي خلقه الباري سبحانه وتعالى
فأحسن خلقه
وخلقنا الانسان في أحسن تقويم
هذا الكآئن البشري سخر له رب العزة الجلال كل شيء
وسخرنا لكم مافي البر والبحر
هذا الكآئن البشري قد فضله الله تعالى على الكثيرين
وفضلناكم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً
هذا الكآئن البشري قد أعزه الله تعالى بعزه فقال جل وعلا
إنما العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
هذا الكآئن البشري قد كرمه الله تعالى على الآخرين فقال جل وعلا
وكرمنا بني آدم
هذا الكآئن البشري قد أعلى مقامه رب العزة والجلال
فقرنه الى ذاته المقدسة فقال عز من قال
ياعبادي الذين آمنوا
هنا بعد كل هذه الامتيازات والمكارم والفضآئل التي
خص الله تعالى بها بني آدم تُرى ماذا قابل بني آدم
هذه النعم العظيمة التي انعم الله تعالى بها عليه
من دون خلقه حتى وجدنا بعض الأحاديث تفضل
بعضاً من بني آدم على جبرآئيل سيد الملآئكة؟؟
جآء في ألحديث الشريف للرسول الأعظم
محمد صلى الله عليه وآله وسلم
إنّ ألشاب قآريء ألقرءان خيرٌ عند الله تعالى من جبرآئيل
سيد الملآئكة
تُرى ماذا قدم بني آدم مقابل هذه النعم ألعظيمة
أخواني
أعتقد من المخزي ومن المؤلم جداً أن نسمع النتيجة
انها مخزية فعلاً
بني آدم قدموا التالي
غرور , تفاخر على الآخرين , أستعلاء على عباد الله تعالى
هتك لحرمات الآخرين قتلاً غير مبرر لمخلوقات الله تعالى
قتلاً فيما بينهم بغير حق , سلب ونهب لأقوات الآخرين
أمعاناً في أذى الآخرين وفي أذى مخلوقات الله تعالى من غير
ذنب أو سبب أستكباراً في مملكة ألخالق سبحانه وتعالى
من غير حق , تقتيلاً وتشريداً لأوليآء الله وأحبآئه
وآخرها أستعلآءً على الله تعالى خالقنا وبارئنا كما فعل
الآخرين وما فرعون لعنه الله تعالى إلا نموذجاً أرشدنا
الله تعالى عليه ليعضنا عندما قال لقومه
أنا ربكم ألأعلى
سأترك ابن آدم قليلاً لأسرد قصتين مهمتين تصب في
موضوعنا هذا وهو الأغترار والأستصغار
من بني آدم
الأغترار بأنفسهم والاستصغار والاحتقار لخلق الله الآخرين
لقد أحتبس المطر في أحد السنين فخرج نبي الله سليمان
على نبينا وآله وعليه السلام مع الناس يستسقي
فمر بنملة عرجآء ناشرة جناحها ورافعة قوائمها نحو السماء وهي تقول
أللهُمّ إنا خَلقٌ من خلقك لا غنآء بنا عن رزقك
فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم وأسقنا
فقال سليمان على نبينا وآله وعليه ألسلام
لمن كانوا معه : أرجعوا فقد شُفـّع بكم غيركم
تُرى كل ّ هذا الخلق الذي كان مع نبي الله سليمان
على نبينا وآله وعليه السلام لم يُرِد الله تعالى دعآئهم
وما أراد صلاتهم وأستسقآئهم وإنما
نملةٌ ٌ في الخلق ضعيفة كانت محطة ٌ لأستجابة دعآئها
من جبار الجبابرة ورب الارباب وملك الملوك
تُرى ماذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يرسل رسالة
الى بني البشر عندما استجاب للنملة ولم يعطي
الفرصة لمن كرمهم واعزهم وفضلهم على كثير من
خلقه الآخرين لم يعطهم فرصة الطلب منه سبحانه
لرفع هذه الغمة عنهم فصرفهم قافلين راجعين
وهذا ما اصطلح على تسميته بعض العلمآء
الأفاضل بنظرية الصرف الآلهية مستندين بذلك
ماورد في ألقرآن الكريم
سنصرف عن آيآتنا اللذين
...
أخواني
سنسرد القصة الثانية ونعود لبني آدم
عندما جآء نبي الله سليمان على نبينا وآله وعليه السلام
الى واد النمل
وحشر لسليمان جنوده من الجن والأنس والطير فهم يوزعون
حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة ياأيها النمل أدخلوا
مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون , فتبسم
ضاحكاً من قولها , وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي
أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه , وأدخلني
برحمتك في عبادك الصالحين
حملت الريح صوت النملة الى نبي الله سليمان على نبينا
وآله وعليه السلام وهو مار في الهوآء والريح قد حملته
فوقف وقال : عليّ بالنملة
فلما أتي بها , قال لها سليمان
أيتها النملة أما علمت أني نبي ؟
وأني لا أظلم أحداً ؟
قالت النملة : بلى
قال سليمان ( ع)
فلم حذرتهم ظلمي ؟
قالت: خشيت أن ينظروا الى زينتك فيفتنوا بها عن ذكر
الله تعالى ذكره
ثم قالت النملة : أنت أكبر أم ابوك داود ؟
قال سليمان ( ع ) : بل أبي داود
قالت النملة : فلم زيد في حروف أسمك حرف على حروف أسم أبيك داود ؟؟
قال سليمان ( ع)
مــــالي بهذا من علم ؟؟
قالت النملة لأن أباك داود داوى جرحهُ بود , فسمي داود
وأنت ياأبن داود أرجو أن تلحق بأبيك
ثم قالت ألنملة
هل تدري لمَ سخرت لك الريح من بين سآئر المملكة ؟؟
قال سليمان ( ع)
مـــــالي بهذا من علم ؟؟؟
قالت النملة للنبي ( ع ) يعني بذلك لو كل هذا الملك لكان
زواله من يدك كزوال هذه الريح
فحينئذ تبسم من قولها ضاحكاً
أخواني
مَن مِن هؤلآء الذين كرمهم وفضلهم وأعزهم وأحسن خلقهم
رب العزة وألجلال
من منهم ارتقى في أسلوب أستقرآئه للأمور بنفس أسلوب
هذه النملة
اخواني أنظروا الى حنكة ودراية هذه النملة وهي كانت رئيس
النمل حيث أرتأت أن تجنب قومها الفتنة ومن ثم الأبتعاد عن
ذكر الله تعالى وبالتالي يكونون من الهالكين ؟
من منا نحن بني البشر أقمنا وزناً لخالقنا ً وعظمناه وقدسناه
مثلما فعلت هذه النملة ؟؟
من منا نحن من كرمنا ربنا وسخر لنا كل شيء وأعزنا
من منا ارتقينا بتفكيرنا الى ذلك الاسلوب الراقي في
التصرف مع الخالق العظيم مثلما فعلت هذه النملة ؟؟
وعوداً للقصة الاولى ونعطفها على القصة الثانية
لماذا أستجاب رب ألعزة والجلال دعآء النملة
وصرف بني آدم ولم يعطهم فرصة لكي يتقربوا اليه
بصلاة ألاستسقآء والدعآء واستجاب لهذه النملة الضعيفة
من دون كل ذلك الحضور البشري
ان الله سبحانه وتعالى قد رفع من ذكر هذه المخلوقة الضعيفة
حتى سمى سبحانه وتعالى سورة في كتابه العزيز باسم هذه
النملة , وقص علينا قصتها مع نبي الله سليمان ( ع)
لا لأجل الحشو واللهو
تعالى الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً
وإنما قال عز من قال
أقص عليكم القصص لعلكم تعقلون
فهل عقلنا شيء ؟؟
كل هؤلآء بني البشر تشفعت بهم نملة صغيرة ضعيفة
فبدعآئها اعاد الله تعالى لهم الغيث ومنحهم الحياة من جديد ؟
فهل ساوى كل هؤلاء قدراً عند الله تعالى مثل منزلة هذه ألنملة ؟
أما نحن بني البشر ماذا نفعل ؟
كم منا سار يوماً من الأيام في طريق وصارت هذه المخلوقة
الضعيفة في طريقه ؟ كثيراً ما حدث هذا ولكن ماذا حدث ؟
إن كبريآئنا وغرورنا لاتسمح لنا أن ندعها وشأنها دون أن
ندعسها بأقدامنا كي نريها مدى قوتنا ؟؟
بل نحن تمر علينا لحظات نهلك الآلآف من هذه المخلوقات
دون وازع ضمير ومن دون أن نفكر لبرهة أنها آية من
آيات الله العظمى وكما رأينا إنها تسأل نبي من انبيآء
الله تعالى وتحاجج وتفسر ألامور والنبي يقول
لها لا علم لي بذلك ؟؟
لماذا هذا الغرور يابني آدم ؟
لماذا هذا التكبر يابني آدم ؟
لماذا هذه الغطرسة والتعجرف ؟
من أنت ؟
الله تعالى أكرمك وفضلك واعزك
ولكنك تسافلت إلى أسفل سافلين
وأراد الله تعالى بتكريمك أن يرفعك إلى أعلى عليين
يابن آدم كم من درس لك لتتعض ؟
يابن آدم النملة الاولى لولاها لما سقاك الله تعالى الغيث
واعاد لك الحياة ؟
يابن آدم لولا هذه المخلوقات لكنت ربما من الهالكين
وإن كنت لاتصدق فاسمع قول الله تعالى في هذا الحديث القدسي
لولا أطفالٌ رُضّع وشيوخٌ رُكّع وبهآئم رُتّع
لصببتُ عليكم العذاب صباً
يابن آدم خذ العفو وأمر بالمعروف وانهى عن المنكر
واحسن الى عباد الله وخلقه وانتهي عما نهاك الله تعالى
عنه وكن في خلق الله تعالى سواسية فلا ميزة لك عنهم
بالخلقة
إلا ماميز به الله تعالى بالعقل والأيمان
فأن ركنتهم جانباً
فما عسانا أن نقول الا كما قال الله تعالى في كتابه العزيز
إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلُ سبيلاُ
تحياتي للجميع