كثر ما يشد الانتباه فى رواية نتائج الأحوال فى الأقوال والأفعال النغم فى سرد الحروف والكلمات والجمل فهكذا يهبط الوحى ويكتب المبدع بمزاج وعشق ليحلق بالقارىء إلى عالم أخر حيث الإبداع فى أرقى صوره وهذا ما فعلته التيمورية فى روايتها.
الرواية نشرت عام 1888م وتعتبر من أهم الكتب الأدبية للمرأة المصرية فى القرن التاسع عشر ، الكاتبة عائشة تيمورهى إحدى نساء الطبقة العثمانية الارستقراطية فى مصر أكتسبت منذ نعومة اظافرها تعليم عثمانى الطابع يعتمد على لغات ثلاث هى التركية والفارسية والعربية
عشقت التيمورية فن القص ونشط خيالها عبر حكايات كبيرات نساء عائلتها كما كان لقرأتها القرأن الكريم اثر كبير ليس فقط الهداية والتفقه ولكنه كان وسيلة لتقديرها حلاوة الكلمات والمعانى ومطالعة القصص القرأنية للانبياء والرسل والازمنة السابقة.
رواية التيمورية نتائج الأحوال فى الأقوال والأفعال تدور حول الخليفة العادل الذى منى بولد وحيد اسماه ممدوح دلاله حتى افسده لولا تدخل الوزير مالك والنديم عقيل لارشاد الخليفة عبر قصة طريفه لضرورة تربية الامير تربية إسلامية حديثة تساعده على تولى الحكم عندما يؤل له الامر فؤكل لهم تعليم الامير وتثقيفه ورغم نجاحهم فى توجيه ممدوح وارشاده ولكن افسد الفتى على يد وزير المالية(دشنام) ووزير الدفاع(غدور) وتغيرالمهذب الخلوق وتحول إلى مغرور قاسى القلب يحتقر العامة حتى مرض الخليفة ومات فجأة فى غياب الوزير مالك والنديم عقيل ومهد الامر امام دشنام وغدور لقتل ممدوح والاستيلاء على العرش ولكن ينجو الامير من المؤامرة على حياته ويبدأ رحلة قاسية لاكتشاف ذاته وبعد معانة يلتقى من جديد والنديم عقيل الذى يستغل الفرصة ويكمل تعاليم الاميرعبرسرد القصص والحكايات وقول الامثال والاشعار حتى يظهر من جديد وينضم لهم الوزير مالك ويعيد بذكائه ومهارته العرش المسلوب للاميرالمكلوب.
الملاحظ فى الرواية هى انها تصنف كحكايات ألف ليلة وليلة كما أنها كتبت بلغة عربية فصحة واستغلت التيمورية قوتها فى كتابة الشعر فاضافت واستفاضت فى كتابة الابيات الشعرية كما يظهر بوضوح تدينها وتفقها حيث لم تترك أية قرأنية تناسب موضع فى روايتها إلا وذكرتها.
ومن الطريف ما يلاحظه القارىء لذكر عائشة تيمور لنفسها اثناء سرد القصة حيث دائما ما ستجد مقولة ((حيث قالت التيمورية)) يتبعها بعض الابيات الشعرية ذات طابع النصح والارشاد والتفلسف فى امورالحياة.
كثير من النقاد وحتى القارىء العادى سيرى أن رواية نتائج الأحوال تصنف ضمن أدب الحكمة وعائشة تيمور نفسها قالت عن روايتها أن الهدف منها هو تعليمى حديث والحث على تربية الاطفال وتهذيبهم وتعليمهم أداب السلوك والمبادىء الاخلاقية فهى تقترح أن يلعب الأدب دورا إصلاحيا فى الواقع المعيشى.
تمنى التيمورية أن تكون الاعمال الادبية اصلاحية تهدى قارؤها للطريق القويم وترشده لنور الصراط المستقيم وأن يكون لها هدف ومعنى وأثر فى نفوس متلقيها هى غاية ما أحوجنا إليها وسط الاسفاف وغياب الاهداف وسيطرة الشهرة وحب المال على بعض الادباء فى قتنا الحالى.