هنا

[۰۰۪۫هّذَرًلّوَجِيِأِ أًنُثِى۰۰۪۫]

عندما بحثنا في كتب النفس عن مواضيع تتعلق بنوعية الحياة التي نعيشها وعلاقتها بالصحه النفسيه لم أجد مفرا من أن استعين في مقالي هذا ببعض من مقتطفات بحث اعده د / كامل حسن كتلو الاستاذ بجامعة الخليل و أ.د/تيسير محمد عبدالله - الاستاذ بجامعة القدس لعلاقته الوطيدة بموضوع مقالنا .. فالانسان خلق لكي يحيي ويعيش في سعادة ، ولابد من مقومات لهذه الحياه ، حياة الانسان لاتقتصر علي تلبية الحاجات الاساسيه والضروريه لبقائه ، وانما تتعداها لتشمل كل مايحسن نوعية الحياه للأنسان وامتيازه عن باقي المخلوقات ، كالمقومات العقليه والنفسيه والوجدانيه والاجتماعيه ن مع ماتتضمنه من قدره علي التفكير وعلاقات اجتماعيه ومعتقدات دينيه وقيم ثقافيه وحضاريه واوضاع ماليه وأقتصاديه ، تمكن كل شخص أن يحدد ماالشئ الذي يحقق له السعاده والرضا في الحياه ، لذلك لابد أن يكون في حياة الانسان شئ من النوعيه والجوده لتحقيق ذلك .
يري سلجمان(seligman (2000 أن هناك فجوات في المعرفه في المعرفه والانسان يفتقر الي المميزات التي تجعل الحياه جديره بأن تعاش ، منها الامل والحكمه والابداع والتفكير الايجابي في المستقبل والشجاعه والقيم الروحيه والمسئوليه والمثابره (kelly,2001) .
الغايه الاساسيه لعلم النفس الايجابي تتمثل في قياس وفهم وبناء مكامن القوه في الانسانسيه وفضائلها المدنيه وصولا الي أرشادنا في تطوير الحياه الجيده ، ومن اهدافه بناء التمكين الشخصي وحسن الحال الذاتي في الحياه .. والتمكينة يتمثل في التفكير الايجابي أما حسن الحال فهو يرتبط بتعزيز الصحه النفسيه وصولا الي بناء الحياه الطيبه مثل الرضا والتفاؤل والامل والانطلاق والدافعيه الذاتيه والسعاده والامن النفسي والمهارات الاجتماعيه .
ويعتبر مفهوم نوعية الحياه ( Quality of life)من المفاهيم الحديثه نسبيا ، التي حظيت باهتمام خاص في الاونه الاخيره ، ولاسيما في نقاشات الباحثين والعلماء ودراساتهم التي تتعلق بالعديد من قضايا الحياه المختلفه ، كقضايا الصحه سواء أكانت نفسيه أو فسيولوجيه ، أم قضايا مرحلة الشيخوخه ، أم قضايا اقتصاديه أم اجتماعيه ، أم نفسيه للأفراد ن والتي تشبع حاجة الانسان سواء علي المستوي النفسي أو الجسدي أو الاجتماعي أو الروحي .
وقد استخدم هذا المفهوم في البدايه باعتباره واحد من المؤشرات الداله علي الاهتمام برفاهية الفرد في المجالات كافه وجاء مكملا لمفهوم ( الكم ) الذي تسعي اليه المجتمعات باعتباره وسيله لتحسين ظروف الحياه ، وتحقيق الرفاهيه ....وفي هذه الدراسه يحاول الباحثان أن يظهرا مفهوم نوعية الحياه من الجوانب الاجتماعيه والاقتصاديه والتربويه والصحيه .
ويهتم السيكلوجيون بزيادة الشعور بالرضا عن الحياه وبالانفعالات الايجابيه وهناك حالات ذاتيه ايجابيه تختلف كيفيا بين الافراد ، فالافراد المختلفون قد يحصلون علي درجه من الشعور بالرضا من مصادر مختلفه : من الاصدقاء أو الموسيقي ، أو ممارسة التدريبات البدنيه ، أو الجنس أو كسب النقود أو العمل ..الخ وليس للسيكلوجي أن يقرأ أيها أحسن ، أو من الذي يتمتع بنوعية حياه أفضل .
ومفهوم نوعية الحياه هو مفهوم افتراضي شائه يقصد به احساس عام بالرفاة ، يتضمن جوانب من السعاده والرضا عن الحياه بشكل عام ، وهو مفهوم واسع وذاتي اكثر من كونه مفهوما محددا وموضوعيا حيث يمتلك الافراد تعريفات مختلفه لنوعية الحياه ، فعند بعضهم تتمثل نوعية الحياه بوجود فرص عمل ، وتكوين أسره وأصدقاء ، والبعض الاخر تتمثل في القدره علي السفر ، وشراء السيارات الفاخره والحصول علي بيت فاخر ومريح ودخل مرتفع ، واخرون يعتقدون أن نوعية الحياه الجيده تتمث في وجود صحه جيده وضرورة وجود امتداد اسري ، ووجود احفاد . وكل فرد في المجتمع لديه احلام واحتياجات تساعده تساعده في تحديد جودة حياته.
وعلي هذا فان مفهوم نوعية الحياه نسبي ، ويختلف تعريفه من شخص لأخر حسبما يراه الفرد من معايير لتقييم حياته ، وهو في الاصل كان يطلق علي الجانب المادي والتكنولوجي ، الا أنه امتد حديثا ، ليعبر عن الانسان وعن الحياة نفسها ، حيث أصبح المفهوم نفسه يستخدم للدلاله علي بناء الانسان ووظيفته ووجدانه ، وتتمثل جودة حياة الانسان في توظيف قدراته العقليه والابداعيه ن واثراء وجدانه ليتسامى بعواطفه ومشاعره وقيمة الانسانيه من خلال بيئة الانسان والمدرسه والعمل .
وتوجهت كثير من البحوث العلميه الحديثه نحو تحسين نوعية الحياه في مختلف الميادين الطبيه والنفسيه ن ووجهت الخدمات الارشاديه وأساليبها نحو استراتيجيات تحقيق نوعية الحياه واستكشاف الجهود المبذوله لدعم الخدمات النفسه والارشاديه والبدنيه والتربويه والاقتصاديه والصحيه والثقافيه والاعلاميه والسياسيه من اجل تنشيط فاعلية الفرد في المجتمع وهناك مساع حثيثه من قبل العاملين في مجال الاعاقه وذوي الاحتياجات الخاصه لمساعدة أسرة الطفل المعاق أو متحدي الاعاقع لتحسين نوعية الحياه لديه وتحسين نوعية الحياه لكبار السن وذوي الاضطرابات النفسيه .
وتعتبر دراسة نوعية الحياه من الدراسات الحديثه نسبيا في مجال الطب والصحه العامه والطب النفسي وعلم النفس والتربيه . وان الاهتمام المتزايد بنوعية الحياه ، والرغبه في تقليل الاثار السلبيه للمرض أو الاعاقه أو الرعاية الصحيه عكست أقصي تطلعات العاملين في هذه المجالات . بيد أن علم قياس نوعية الحياه لايزال قيد التطوير ، وهناك العديد من الدراسات العالميه التي تناولت نوعية الحياه لكنها في العالم العربي قليله جدا مقارنة مع الغرب ويكاد يكون هذا المهوم بدلالته الصحيه والنفسيه والاجتماعيه مفهوما حديثا في العالم العربي .
وتعرف منظمة الصحه العالميه نوعية الحياه بأنها ادراك الفرد لموقعه في الحياه في سياق الثقافه والقيم التي يعيش فيها ن وربطها مع اهدافه الخاصه وتوقعاته ومعتقداته واهتماماته . فمفهوم نوعية الحياه مفهوم واسع النطاق يتأثر بحالة الفرد النفسيه والبدنيه وعلاقاته الاجتماعيه .
في حين عرفت منظمة الصحه العالميه الصحه النفسيه بأنها حالة تشير الي اكتمال الجوانب الجسميه والنفسيه والاجتماعيه وليس مجرد غياب المرض النفسي ، ومن هنا نجد أن مفهوم الصحه النفسيه يشكل جزءا من مفهوم العيش بحياه كريمة تضمن له التمتع بمقدار كبير من مقومات السعاده والرضا عن الحياه التي يحياها ، ومن مظاهر الصحه النفسيه توافر الاستقلال الذاتي للفرد وتكوين علاقات اجتماعيه ايجايه حيث تنعكس هذه المظاهر علي تقدير الفرد لذاته وتكوين مفهوم ذات ايجابي .
ويعد ميدان الصحه النفسيه من اكثر ميادين علم النفس اثاره لاهتمام الناس سواء الباحثين أو عامة الناس ، وذلك لأن الجميع يسعي للتعرف علي المظاهر التي ينبغي أن يتمتع بها الفرد كي يكون ذا صحه نفسيه سليمه ..وقد اشار الخالدي 2001 الي هذه المظاهر وهي الاتزان الانفعالي ووجود دافعيه للحياه والانجاز لدي الفرد ، وايضا الشعور بالسعاده والرضا عن النفس والرضا عن الحياه ، كما يتضمن هذه المظاهر شعور الفرد بأنه محقق لذاته .
وأشار زهران الي مجموعه من الخصائص التي تتميز بها الشخصيه المتمتعه بالصحه النفسيه وهي : التوافق ببعديه الشخصي والاجتماعي ، والشعور بالسعاده مع النفس ومع الاخرين ، تحقيق الذات واستغلال القدرات والقدره علي مواجهة مطالب الحياه والتكامل النفسي .. ويري القريطي أن الصحه النفسيه حاله عقليه انفعاليه ايجابيه مستقره نسبيا ، تعبر عن تكامل طاقات الفرد ووظائفه المختلفه وتوازن القوي الداخليه والخارجيه الموجهه لسلوكه في مجتمع ، ووقت ما ، ومرحله نمائيه معينه ، وتمتعه بالعافيه النفسيه والفاعليه الاجتماعيه .
ومن خلال ماسبق وان عرضناه نستنتج أن هناك ترابطا وعلاقه بين الصحة النفسية ونوعية الحياة ، فلكي يتمتع الانسان بصحة نفسية جيدة ، لابد أن تكون حياته ذات جودة ممتازة.

[مجنون الجوكر]

يسلموووو

[sawsanmahmoud]

شكرا حبيبتي ع الموضوع القييم

[محمد ألعبادي]

شكراا لك