النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

المحظورات المكنونة بالنفس البشرية بقلم/ محمد أحمد الناغي

الزوار من محركات البحث: 42 المشاهدات : 477 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2014
    الدولة: .¸¸.ღ ألُعٌرْأقِ .¸¸.ღ
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,444 المواضيع: 324
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1918
    مزاجي: سِـــــــيئْ جِــداً،
    المهنة: ,High School student
    أكلتي المفضلة: Shawarma$
    موبايلي: ،~
    آخر نشاط: 29/September/2017
    مقالات المدونة: 19

    المحظورات المكنونة بالنفس البشرية بقلم/ محمد أحمد الناغي



    داخل عقول كُلا مِنَّا، أماكن مجهولة، تحتوي قيم ومعاني محظورة، وخطيرة، يُمنَع الإقتراب منها من قِبل أيا كان.. ومن يجسر أن يفعل - تعمد أو لم يتعمد- يجد نتيجة واحدة.. وهي أن تُطلق النفس البشرية - لا إراديا- كمَّا مُزعجا جارفا من المشاعر السلبية والعدائية؛ قد تدهش وتدهِس وتحير صاحب الشخصية نفسه.

    ما هي هذه المحظورات المكنونة؟..
    هي مشاعر تنتابنا من حين لآخر، تجعلنا نقيم أنفسنا باحدى الصفات التالية:
    * المكنون الأول: المُختار- المُتَفرد- الاستثنائي - مهم لدرجة خطيرة :
    هذه الصفات ليست مترادفة تماما؛ ولكن مجمل معانيها يعبر عن مكنون واحد هو ما يصلك من معنى عن مضمون كل تلك الصِفات. هذا المضمون داخل كلا منا يقبع في منطقة نائية.. مجهولة داخل نفوسنا, ولا يُعلِن عن نفسه ولا نشعر به إلا في مواقف معينة, ولكنه حينها يكون حضوراً طاغيا كاسحا.
    ففي وقت من الأوقات قد يخالجك واحد- أو أكثر- من هذه الصفات (المُختار- المُتَفرد- الخطير الأهمية- الاستثنائي.. الخ ) ورغم ما في هذه الصفات من مبالغة مفرطة إلا أننا- أحيانا بدون أن ندري- نقتنع بشكل يقيني أننا بالفعل نمثِل احداها.
    من مِنا لم يشعر؛ في وقت من الأوقات، أنه سابق زمانه، وأن من يحيطون به لا يقدرونه حق قدره، لأنهم لا يستوعبون منطقه المتقدم، أو أنه وحيد في عالمه لأن لا أحد يستشعر عبقريته التي لا يستحقونها، أو بُعد نظرِه، أو طيبته المفرطة..الخ.
    من الجمل الشائعة التي تعبر عن ذلك: "يوما ما سيعضون أناملهم قهرا وندما لأنهم لم يستفيدوا بي حينما كنت في متناول أيديهم".
    قد يأتيه هذا الإحساس بشكل آخر, كأن يبرر تقصيره في حق نفسه؛ أن بإنتظاره مهمة جللة.. عظيمة الشأن والخطورة، اختارهُ الله لها؛ لأنه الوحيد الذي يعلم مدى رفع مكانتهِ ونُبل معدنه، ولأن أحداً سواه لا يستطيع إنجازها (!) .
    * المكنون الثاني: المغفل- تم الاحتيال عليه- المخدوع- المصفوع على مؤخرة عنقه:
    هذه الصفات هي الأخرى ليست مترادفة تماما؛ ولكن مجمل معانيها يعبر عن مكنون ما يصلك من معني، ورغم ما في هذه الصفات من مبالغة تبدو مفرطة، إلا أننا- أحيانا دون أن ندري- نقتنع بشكل يقيني أننا بالفعل مَن نمثِل تلك الصفات، إذا تم استثارتنا بإحدى المواقف التالية:
    - قد تبتاع شيئا ما، وبعد ذلك بفترة وجيزة تكتشف خطأ (غير ظاهراَ) فيما اشتريته.. ماذا يكون شعورك حينذاك؟
    قد تندفع الدماء إلى رأسك، وتحترق أعصابك، وترتجف فرقا وغضبا، ومن ثم تنطلق بكل ثورة وحقد وعنف إلى من ابتعت منه وتتورط معه في مشكلة كبيرة ضخمة، لا لشيء سوى لأن ما حدث قد استفز داخلك شعور دفين عميق غائر عجيب بأنك أكبر ساذج في الكون وأن لا أمل في ألا يُلاحظ أحد منظرك الأبله الذي يُحفز علي الاستهانة بك وخداعك وعدم مقاومة جاذبية الانصياع لصفعك على مؤخرة عنقك !
    في أحيان كثيرة لا يكون الأمر يستحق أن يتعامل المرء مع هذا الموقف بكل هذه القسوة، حيث قد يكتشف بعد ذلك أن ذاك الخطأ كان بالفعل خطأ غير مقصودا، وأنه قد بالغ بالفعل في رد فعله.
    وبعد أن يختلي المرء بنفسه محتاراً معترفا بخطئه، جازما باستفادته مما حدث، عازما ألا يعاود الانصياع لهذا الشعور ثانية أبداً..
    بعد ذلك، وفي موقف مشابه؛ ما أن تتكرر الملابسات، حتى تنتفض وتهُب تلك المشاعر مرة أخرى كالعنقاء، ويعود كل شيء كما كان، ليجد نفسه يدور في حلقة مفرغة ما لها من نهاية...
    * المكنون الثالث: الخوف من فقدان وزوال النعمة - عدم اقتناع الشخص نفسه باستحقاقه لما يشعر بهِ من نِعم ويقينه أنها سرعان ما ستنقشع عنه:
    قد يشعر المرء أحيانا بعدم تصديق ما به من نعيم، فيخالجه شعور مقبض من بعيد، بأن حتما هناك خطأ ما، وأنها فقط مسألة وقت؛ ليتم اكتشاف الأمر، ويزول كل شيء!
    * المكنون الرابع: الإحساس بنفاد الوقت قبل أن تتم عملك وبالتالي فشلك:
    - هذا الشعور؛ من فرط قوته، قد يأتيك حتى في أحلامك، دعك من أنه عادة ما يغشانا عندما نكون على مدخل حجرة الاختبارات، أو قرب وقت رفع ورقة الامتحان.
    * المكنون الخامس: صعوبة التجرد من الملابس أمام الجميع أو النوم عاريا ولو كنت وحدك:
    - وهو رد فعل فطري، قوي وطاغ بشكل قاهر، مهما حاول المرء أن يقاومه.
    كان ما سبق رصد سريع لبعض المشاعر القاهرة التي تنتاب الجميع، والسؤال: ما مصدر تلك المشاعر؟.. ولماذا يتشارك فيها البشر جميعا؟
    - ثمة نظرية تفسر ذلك، على نسق التفسير الذي يُرجع سبب كوننا نصحو بغتة قبيل أجزاء من الثانية قبل أن نقع من فوق الفراش؛ فننتبه ونعتدل قبل الوقوع: يُرجعون السبب إلى أن أجدادنا القدماء الأول؛ من كثرة وقوعِهم من فوق فروع الأشجار- (إتقاء للحيوانات البرية المفترسة)- أثناء نومهم وما كان يتلو ذلك من نتائج كارثية؛ كون هذا الشعور المُرعب لديهم في اللا وعي حاسة كامنة تنبههم قبل الوقوع، وترسبت تلك الذكرى السلبية لديهم في الجينات الوراثية فانتقلت لكل النسل البشري.
    بعقل مفتوح، لو سايرنا هذا التفسير، وجارينا نفس المنطق بلا تحفظات، فتناولنا ذات النسق من منظور ديني، لوصلنا إلى نتائج جديدة، قد تتفق أو تختلف معها، المهم أن نتفق أولا على كونها مجرد دعوة للتفكير؛ لا أكثر.
    ماذا إذن لو فسرنا تلك المكنونات وفق المنطق السابق..
    * فالنبدأ بالمكنون الأول ؛ الذي يعبر عن شعورنا بالتفرد والتميز. قد يرجع ذلك للحظات آدم الأولى حين أسجد له الله ملائكته تحية لصنعة يد وإبداع الخالق عز وجل, هذا إضافة لما قام به الإنسان في اللا ذاكرة من اختيار حمل الأمانة فيما رفضها الجميع؛ ربما كان عرض الأمانة على سائر المخلوقات كان على مرأى من آدم نفسه، مما أعطاه سببا آخر للإحساس بأنه المختار، هذا مع اختيار الله للإنسان ليكون خليفتهُ في الأرض فشعر آدم حينها بشعور طاغ من التفرد والتميز تأصل في جيناته الوراثية ومنه انتقل إلينا، فصار ينطلق بغتة من عقاله فيغمرنا ذلك الشعور بقوة- نجهل سببها وانطلاقها..
    اضافة بسيطة- والله أعلم- إن الله نفخ فينا من روحهِ, والنفخ في اللغة من مرادفاته الحقن, وبأي شكل من الأشكال فإن لا بد أن من صفات الله ما انتقل إلينا مع نفخهِ من روحه, وبالتالي انتقلت صفات مثل العظمة- التفرد- التكبر إلى الإنسان؛ ولله المثل الأعلى, ولكنه انتقال لا يعني الإستخدام, فليس كل ما بحوذتك؛ مِلكك. وربما تلك هي الأمانة- أو جزء منها- التي حملها الإنسان من الله سبحانه وتعالى على أن يحتفظ بها مُصانة بلا استخدام حتى يعود بها ثانية إلى الله- وقت الموت- مُصانة سليمة؛ بلا إستخدام. فليس معنى ان يأتمنك شخص ما على شيء؛ أن تستعمل أنت ما أؤتمنت عليه, بل الأمانة أن تعيده إلى صاحبه سليما بلا سابق استخدام.
    ثمة تفسير آخر يستخدم نفس المنطق: ما ذلك الشعور بالتفرد الذي ينتابنا سوى وسوسة الشيطان، ابليس نفسه، وهو تكرار لشعوره ذاته قبل خلق الإنسان، حيث كان من الجان، لكنه اجتهد واجتهد في عبادة الله عز وجل حتى تفرد في العبادة لدرجة أن رفعه الله للوقوف في مصاف الملائكة، ثم كانت فتنة سجود التحية إلى آدم، ففشل في الاختبار، ومن حينها تنعكس عقدته الأسطورية علينا نحن البشر، علنا نسقط مثلما سقط هو.

    * على نسق تلك النظرية يمكننا أن نفسر المكنون الثاني، بأننا أخذنا إحساسنا المتأصل بـ (الغفلة والانخداع) ؛ من اللحظة الرهيبة التى اكتشف فيها آدم وحواء خداع إبليس الرجيم لهما واخراجهما من الجنة.. كان احساسهما بأن الشيطان استغلهما وما صاحب ذلك من إحراج رهيب أمام الله لغفلتهما، وما تلى ذلك من غضب وثورة عميقة في نفوسهما بلغت من العمق أن تأصلت حتى استقرت في جيناتهم البشرية، ومنهم انتقلت إلينا، فتشتعل حين نشعر بوقوعنا ضحية للغش أو الخداع، فنفعل ما كانا يتوقان هم إلى فعله- ولم يستطيعا- عقب الخدعة المشئومة.
    * خوف زوال النعمة المعبر عنه بالمكنون الثالث: قد يرجع أيضا لآدم وحواء حين طُرِدا من الجنة ، وما رغدا فيه من نعيم ودعه وهناء، فتأصل جزعهِما وقلقهما بعد ذلك لديهما؛ ومنهما إلينا، مخافة ان نفقد هذه النعم؛ كما فقدا آدم وحواء نعمة الجنة !
    * المكنون الرابع؛ خوف نفاد الوقت والجزع الذي يصاحب انتهاء الزمن قبل أن تتم ما أنت مُطالب به وبالتالي تجرع مرارة الفشل وهوانه:
    قد يرجع ذلك إلى أصداء سعير اللحظة الرهيبة التي عايشتها أرواحنا- دون عقولنا- في اللا وعي، والتي قال الله عز وجل؛ أن من البشر من سيقول: { يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }الأنعام27
    أو: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا }الأحزاب66
    أو: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ }السجدة12
    كل تلك الآيات تدل على ندم الإنسان على ما ضاع منه من وقت، دون ان يُكمل إنجاز ما هو مُطالب به، وتحسره على ما انقضى دون حُسن استغلال وتدبير.. وكان ان ترسب هذا الجزع في أرواحنا ويظهر متى تحرشت به الظروف والأحوال.
    * المكنون الخامس؛ قد يرجع الشعور المتأصل بالخجل من التعري عند الإنسان إلى اللحظة التي استمعا فيها آدم وحواء إلى كلام إبليس وأكلا من الشجرة المحظورة فظهرت لهما سَوْءَاتُهُمَا فكانا يرياها لأول مرة، لحظة الخجل الرهيبة الصادمة تلك سجلها المولى جل جلاله: {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ }الأعراف22
    كما قال: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى }طه121
    وكان شعورهما العارم- حينها- بالخجل والحياء من القوة أن نقشت داخلهما حتى انتقل وقع اللحظة منهما؛ إلينا، متى تعرينا. فتأتي حركتنا اللاإرادية بمحاولة ستر أنفسنا بأي شيء { فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ}.
    نلاحظ أعزائي أن الربط جميعه تم بآدم وحواء، أول البشر، وكان ذلك طبيعيا مادمنا نتحدث عن مشاعر انسانية؛ أن نعود إلى المصدر..
    مصدرنا..
    والآن، بعد هذه الرحلة السريعة داخل أغوار مشاعرك العميقة، هل مازلت بالحماسة نفسها كي نتوغل أكثر..
    هذا راجع إليك.

  2. #2
    صديق ماسي
    ابن ذي قار
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: العراق- ذي قار
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 11,435 المواضيع: 1,521
    التقييم: 2983
    مزاجي: ضارب الدنيه بعرض الحايط
    أكلتي المفضلة: القاسمه الله
    موبايلي: S 3
    آخر نشاط: 13/April/2015
    مقالات المدونة: 1
    شكراا لك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال