عندما يتحدث المتأمل الحكيم مع نفسه ويختلي بعقله عبر تموجات مغناطيسية يجد زخما من التناقضات المتضارب التي ورثناها من ثقافتنا البالية ابتداء من المدرسة والكتب الصفراء إلى التربية المتخلفة من الوالدين إلى محيطنا الاجتماعي... ثم يسرح الحكيم بخياله في لحظات ممتعة من أجل النقد الذاتي، عندما يتم التركيز،يتذكر أشياء وأشياء وتغيب عنه أشياء لماذا؟ ربما مشكلتنا في ذاكرتنا الانفعالية يلزمها بطاريات من نوع الطاقة الشمسية...بعض الناس بل أكثرهم لا تتحدثون مع نفسهم إلا في اليومي "بس" ليس لهم طموح مستقبلي في رؤية تفاؤلية وهذا نتيجة الإحباط واليأس الميئوس والثقافة الهجينة التي لقحت لهم ((ولنا)) منذ نعومة أظافرهم...الشعوب العربية بعد ثوراتها الخالدة(( اليابسة الصقيع)) تجدها سريعة المنال في كل صغيرة وكبيرة ناسية متناسية أن الواقع شئ وما تشاهده في التليفزيون عند الآخرين ((في الشمال)) شئ آخر ...الآخرون"الغرب" مروا مرورا متعبا وشاقا حيث سالت دماء بغير حق هدرت وساحة لابستي في باريس شاهدة على ملايين الأرواح سفكت من أجل حرية الإنسان...والنخبة المثقفة البرجوازية تعبت تعبا لا مثيل له من أجل ترسيخ ممارسة الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة والعدالة الاجتماعية في عقود شمسية عجيبة تعد بسنين طويلة جدا ...ومع ذلك لازالوا يعانون مع بشريتهم /الجهل التكنولوجي/الجهل العقائدي/ الغباء/ الإدمان على ما يغيب العقل ونسيان الذات/ وأشياء أخرى حار في تصنيفها علم النفس الجميل في الغرب..وأما نحن في الجنوب فيلزمنا أولا((النخبة الوطنية)) النقد الذاتي لكي نتخلص من عقدنا ونبني المستقبل لأجيالنا وذلك من خلال نكران الذات والعمل على كل ما هو علمي حداثي ينير العقل وتستبصر به النفس وتطمئن له القلوب....
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج