المدار - كتابات / تعد السلطات المحليّة في محافظة كربلاء للبدء في إنشاء 'ساتر كربلاء'، على حدود المحافظة الشمالية، التي تربط المحافظة بعامرية الفلوجة، المحاصرة من قبل المسلّحين، في وقت تعزز فيه القوات الأمنيّة وعناصر 'الحشد الشعبي'، قبضتها على الحدود مع الأنبار، بحسب مجلس محافظة كربلاء.
ويقول مصدر في بلدية كربلاء إنّ 'فكرة عزل كربلاء عن الأنبار قديمة، لكنّها تعزّزت بعد محاصرة مسلّحي تنظيم 'داعش' لناحية عامرية الفلوجة الواقعة على حدود كربلاء'.
ويوضح أنّ المحافظة ترصد المبالغ المخصّصة لبناء الساتر وتجهيز الآليات للبدء بإنشاء سدّ ترابي على طول الحدود مع محافظة الأنبار، على أن يرتفع لثلاثة أمتار ويمتد عرضه لثلاثة أمتار أيضاً.
ويحاصر مئات المسلّحين عامرية الفلوجة، تمهيداً لاقتحامها، على الرغم من الإعلان عن وصول 100 خبير عسكري أميركي إلى مطار الحبانية القريب من الناحية، لتدريب قوات العشائر على قتال تنظيم 'داعش'.
ويحذّر نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، في سياق متّصل، من سقوط المنطقة بيد المسلّحين، موضحاً لـ'العربي الجديد'، أنّ 'التنظيم بدأ التركيز على ناحية عامريّة الفلوجة نتيجة مركزها الاستراتيجي، إذ من شأن سقوطها أن يؤدي إلى قطع الإمدادات عن الأنبار، وبالتالي تهديد محافظات بغداد وكربلاء والأنبار'. ويؤكّد أنّ 'عدد القوات العسكريّة المخصّص للمحافظة غير كافٍ لحفظ الأمن فيها.
وفي السياق ذاته، يُجدّد رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، في تصريح صحفي مطالبته بتدخّل بري أجنبي، مؤكداً أنّ 'الأنبار تعاني من نقص في الأسلحة والعتاد، ومن شأن أيّ انهيار أمني فيها، أن يؤثّر على المحافظات الأخرى كبغداد وبابل وكربلاء'.
في موازاة ذلك، باتت القوات الأمنيّة والعناصر المتطوّعة، وفق مجلس محافظة محافظة كربلاء، تحكم سيطرتها على حدود الأنبار،التي تشهد وضعاً أمنياً متأزماً. ولم يتردّد عضو المجلس، محمد الموسوي، في المطالبة بإسناد تلك القوات بمروحيات قتالية وإعادة ثلاثة أفواج عسكرية، نُقلت في وقت سابق إلى شمال بابل'.
ويرى، وفق ما أورده في بيان صادر عنه، أنّ 'تأزّم الوضع الأمني في محافظة الأنبار، يجعل مناطق غربي كربلاء أكثر سخونة'، وهو ما يتطلّب 'زيادة الاستعدادات الأمنيّة فيها، لتكون حدود كربلاء محرقة للإرهابيين، اذا حاولوا الاقتراب منها'، على حدّ تعبيره.
ومن جهته، يؤكّد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كربلاء، عقيل المسعودي، 'وجود تنسيق عالٍ بين القطعات العسكريّة التي تمسك بالصحراء الواقعة بين كربلاء والأنبار'. ويشدّد على أنّ هذه المنطقة باتت 'مؤمنة من قبل القوات الأمنية وسرايا 'الحشد الشعبي'، داعياً إلى 'سحب المتطوعين المكلفين بمهام خارج كربلاء وإعادتهم إلى المحافظة لتعزيز الأمن فيها'.
وتعرّضت مليشيات 'الحشد الشعبي' لانتقاد، هو الأوّل من نوعه، من قبل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، الذي دعا إلى تشكيلها في وقت سابق، بفتوى 'الجهاد الكفائي'. ودعا ممثّل السيستاني، في خطبة الجمعة، عبدالمهدي الكربلائي، إلى اعتماد آلية لتنظيم التطوع لإبعاد العناصر غير المنضبطة عن الجيش والشرطة، في إشارة إلى عناصر مليشيات 'الحشد الشعبي'، التي اتُهمت أخيراً بارتكاب جرائم قتل واختطاف بحقّ العراقيين.
وقال ممثل المرجع في كربلاء: 'سبق، ولمرات عديدة، أن أكّدنا إدامة الزخم الشعبي للمواطنين المتطوعين والحفاظ على ما أبدوه من روح معنوية عالية واندفاع خالص والمشاركة في القتال في دحر أعداء العراق، وإبعاد العناصر غير المنضبطة التي تسيء لسمعة المتطوعين'.
http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3155260