هادي جلومرعي
في الاسلام لانقول: رجل او رجال دين .إنما: عالم او علماء دين. وحجتنا:ان الدين ليس حكرا على الرجال انما هو فيض يمكن للمراة وللرجل ان يشتركا في نشره وبثه في الناس كل بحسب اجتهاده وقدرته واخلاصه. ولانقول في مقابل قولنا:لرجل دين:إمرأة دين! فهو ليس بالمستساغ زولكننا نستطيع ان نقول عالمة فاضلة وعالم فاضل لأن العلم متاح لمن إجتهد في تحصيله من الرجال والنساء.فإذا ألححنا في القول برجل الدين فهو يصح للمرأة على أية حال.
ولعل إمراة عالمة خير من رجل يتصدى لامور الشرع غير عارف بها كما يحصل في احيان حين تجد من يتصدر الصفوف لكنه يفشل في الاجابة عن سؤال لايعيا به الصغار.
وكيف اذا كان المتصد ممن يتوجه الى الغرب الرافض للتعايش والشاك في الصغير والكبير من افعال وعقائد المسلمين؟
وحصل لي اني كنت في سفر لبلد من بلدان الغرب حين كان المترجم بصحبتي وحكى لي عن طرائف من يواجهون الغرب بالجهل ويصرون عليه وهي حكاية تنفع للتاويل والانتفاع منها في التحضير والاستعداد للمواجهات العلمية مهما ظنناها يسيرة.
يقول صاحبي: انه كان من مدة برفقة وفد من رجال الدين (مشايخ) ينتسبون الى الاسلام ويحملون جنسية بلد عربي وكانوا يشاكسون بعضهم ويتجاوزون على بعضهم.والادهى ان كبيرهم وهو شيخ وإمام لمسجد في بلده كان يوما يتحدث عن فضائل الاسلام ومايدعو اليه من تسامح وأخلاق فاضلة وضرب مثلا حين استشهد بمايظن أنه حديث لنبي الاسلام العظيم والمسؤول الغربي يصغي اليه بانتباه..وقال:قال رسول الله(ص): إنما الامم الاخلاق مابقيت.. فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا..ويضيف المترجم :أنه صدم اول الامر وتوقف عن الترجمة الفورية وألتفت الى الشيخ وسأله :ياشيخ هذا بيت من الشعر قالته العرب في تمجيد الاخلاق المحمودة وليس حديثا نبويا!
والمفاجأة ان الشيخ أصر أنه حديث نبوي شريف وليس بيتا للشعر وطلب إلي ان أترجم للمسؤول الغربي..والحق انه لم يخبر الاجنبي بالمقالة مع انه لايهتم للامر فهو لايميز بين الاحاديث والشعر وربما كان همه المعنى فقط.
لكن العبرة كانت في الشيخ وجهله فالذي لايميز بين احاديث النبي الكريم واشعار العرب لايستحق ان يهدي أمة.
وفرق كبير بين حديث النبي وبيت شعر لاديب عربي كصفي الدين الحلي مثلا.
ولذا فاول من تسعر به النار ثلاثة كما في الاثر الشريف..وعالم يأمر به الى النار.فيقول ربي لم أمرت بي الى النار؟فيقول رب العزة:انما تعلمت العلم ليس بسبيلي بل ليقال عنك:عالم.