علامات الظهور الشريف
مقتل الشيخ نمر باقر النمر من علامات الظهور الشريف.
ورد في الرواية:
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة. قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا، ولكن يقتله جيش بني فلان، يخرج حتى يدخل المدينة فلا يدري الناس في أي شيء دخل، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لم يمهلهم الله عز وجل، فعند ذلك فتوقعوا الفرج). (1)
تتحدث الرواية عن مقتل غلام بالمدينة على يد جيش الأسرة الحاكمة، وهي أسرة آل سعود قطعاً، والرواية تتحدث عن خروج ذلك الغلام، والخروج يعني التحرك بعد السكون، بمعنى أنه قد يكون خروجاً مسلحاً، أو انتفاضة شعبية.
ولما كان حكم آل سعود باق الى الظهور الشريف، فذلك يعني أن حركة خلع العرب أعنتها لم تنجح في الحجاز، فنرجّح أن يكون خروج ذلك الغلام بإنتفاضة شعبية ربما تكون غير مسلحة، وربما يكون فيها بعض العنف، مما يؤدي الى القاء القبض عليه وقتله من قبل الجهات الأمنية الحكومية.
ولكي يكون مقتل ذلك الغلام علامة مميزة، ينبغي أن يكون مشهوراً لدى الجمهور الشيعي، كأن يكون قائدا سياسياً أو رجل دين، ولا يعقل أن يكون صبياً صغيراً، كما هو متبادر من المعنى الشائع للفظ "غلام".
معنى لفظ غلام:
((الغُلْمةُ بالضم شهوة الضِّرَاب، غَلِمَ الرجلُ وغيرهُ بالكسر يَغْلَمُ غَلْماً واغْتَلَمَ اغْتِلاماً إذا هاجَ وفي المحكم إذا غُلبَ شهوةَ.
الغْلْمةُ هَيَجان شهوة النكاح من المرأَة والرجل وغيرهما. يقال غَلِمَ غُلْمةً واغْتَلَمَ اغتلاماً وبَعِيرٌ غِلِّيمٌ.
وفي حديث تميم والجَسَّاسة فصادفنا البحر حين اغْتَلَم أي هاج واضطربت أَمواجه.
والاغُتِلام مجاوزة الحد.
والاغْتِلامُ مجاوزة الإنسان حَدَّ ما أُمر به من خير أَو شر وهو من هذا لأن الاغتلام في الشهوة مجاوزة القدر فيها.
وفي حديث عليّ (عليه السلام) قال تَجَهِّزوا لقتال المارِقِين المُغْتَلمين، أي الذين تجاوزوا حَدَّ ما أُمروا به من الدين وطاعة الإمام وبَغَوْا عليه وطَغَوْا.
وقال الكسائي الاغْتلام أن يتجاوز الإنسان حدّ ما أُمر به من الخير والمباح أي الذين جاوزوا الحد.
وكذلك المغتلمون في حديث علي ابن الأعرابي الغُلُمُ المحبوسون قال ويقال فلان غُلامُ الناس وإن كان كَهْلاً كقولك فلان فَتى العَسْكَر وإن كان شيخاً.
والعرب يقولون للكهل غُلامٌ نَجيبٌ. والغَيلَمِيُّ الشاب الكثير الشعر )). (2)
والغُلامُ: الطارُّ الشارِبِ، أو من حينِ يولَدُ إلى أن يَشِبَّ. (3)
من خلال المعاني الموضوع لها لفظ غلام، يتبين أنه يفيد الهيجان والروح الثورية وتجاوز الحدود، وكذلك إفادته معنى الرجل المسجون، والشاب كثير الشعر.
فيتضح أن ذلك الغلام الذي تتحدث عنه الرواية، هو رجل خارج على السلطة، يقوم بعمل يتجاوز به قوانين آل فلان الجائرة، أو الإعتداء على القوات الأمنية التابعة للحكومة، حيث أن خروجه ربما يكون إنتفاضة شعبية سلمية، قد تخللها أعمال عنف من قبل أتباع ذلك الغلام، وتعدي على القوات الأمنية أو ما الى ذلك. بالنتيجة يسجن ذلك الرجل، ثم يتم إعدامه من قبل حكومة آل سعود. وقد يكون له شعر كثيف في رأسه ولحيته. وليس من موجب لإنطباق جميع تلك الصفات عليه.
أما قتله فيكون بالمدينة، والمدينة إما أن تكون مدينة الرسول صلى الله عليه واله، وإما أن تكون العاصمة "الرياض" لأن المدينة تشير الى عاصمة الدولة ومقر الحكومة، حيث كانت مدينة الرسول صلى الله عليه واله آنذاك، هي عاصمة الدولة الإسلامية ومقر النبي محمد صلى الله عليه وآله.
خلاصة:
سماحة اية الله الشيخ نمر باقر النمر، تنطبق عليه غالبية الصفات المذكورة في الرواية، سيما وأنه شخصية مشهورة، وبفضل وسائل الإعلام لم يبقى من الشيعة أحد الا وأطلع على قضيته.
ومع إيماننا بقرب الظهور الشريف، فإذا أقدمَ طغاة آل سعود على إعدامه لا سمح الله؛ فنحن نرجّح أن يكون سماحة الشيخ النمر مصداقاً للعلامة المذكورة في الرواية.
كما أن سماحته خرج للمطالبة بحقوق شعبه، فإن مقتله سيكون بغياً وعدواناً وظلماً، كما أشارت الرواية.
أما قول الرواية: لم يمهلهم الله عز وجل، فعند ذلك فتوقعوا الفرج.
فهي إشارة الى قرب الظهور الشريف، والذي ربما قد يحدث بعد بضع سنين من إستشهاد ذلك الرجل، والله تعالى العالم بحقيقة الأمور.
---------------------
(1) (البحار:52/147)
(2) معجم لسان العرب لإبن منظور
(3) القاموس المحيط