لعلها معادلة بسيطة كل منا يعرفها وسمع بها على الأق، إنها معادلة التغذية السليمة التي ستساعد الطالب على التركيز وسهولة تذكر المعلومة وبالتالي الحصول على نتائج جيدة وعلى مستوى علمي متميز.


إلا أن مطبّقي هذه المعادلة بشكلها الصحيح قلة، فالغالبية لا تعرف أن الكثير من عاداتنا الغذائية التي ننقلها للأطفال في هذه المرحلة العمرية هي عادات وأساليب تغذية تضرّ بالصحة والجسم ونمو العقل، وبالتالي في التحصيل الدراسي الجيد.






عادات تبدأ منذ الصغر

من أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند اختيارنا للغذاء الذي سنعطية لأطفالنا الطلبة، هو أن نوفر لهم غذاء متوازناً يحتوي على جميع المجموعات الغذائية: مجموعة الحبوب والبقوليات, مجموعة الخضار والفواكه, مجموعة الحليب ومشتقاته, مجموعة اللحوم المتنوعة, مجموعة الدهون المفيدة للجسم.




فالعادات التي يتبعها الشخص طيلة حياته (تبدأ منذ الطفولة) ومن الصعب تغييرها عند الكبر، لذلك علينا تنشئة الأطفال على «عادات غذائية سليمة».

فالغذاء السليم مهمّ للنمو وبناء أنسجة الجسم المختلفة وتعويض التالف منها, وإعطاء الجسم الطاقة اللازمة للحركة وللقيام بالنشاطات اليومية, لتدفئة الجسم وتنظيم العمليات الحيوية داخله, وضخ دم وغير ذلك من العمليات الحيوية.





الإفطار مفتاحك ليوم صحي

تعد هذه الوجبة من أهم محطاتنا اليومية على الإطلاق, فهي أساسية لتعزيز الصحة البدنية والعقلية للطالب, لتجعله أكثر فعالية ونشاط وسعادة. فدورها محوري في مدّنا بالطاقة الأساسية للقيام بالنشاطات الحيوية. فالدراسات والإحصاءات التي أجريت على فئة من الطلاب الذين يتناولون وجبة الفطور تؤكد أن:



1 - وجبة الإفطار تساعد الطلاب على تحصيل دراسي أعلى خصوصاً في المواد العلمية التي تحتاج لربط المعلومات والتركيز والتذكر (تحسن التركيز والأداء الدراسي).



2 - لها دور في تعزيز حضور ذهنه ونشاطه العملي في الصف، إلى جانب رفع نسبة المشاركة.



3 - تساهم في الحفاظ على وزن الطالب ضمن المعدل الطبيعي وتلعب دوراً رئيسياً في تقليل فرص تعرضه للمشاكل الصحية وعلى رأسها السمنة.



4 - تقلل من فرص حدوث فقر الدم فالحديد من العناصر المهمة والمفيدة للتركيز، وهو يزوّد كريات الدم الحمراء بالأكسجين الذي يتسبب نقصه بحدوث سوء التغذية وبالتالي التأثير السلبي على الأداء والتحصيل الدراسي والاستيعاب.



5 - هذه الوجبة لها دور في رفع مستوى ذكاء الطلاب (IQ) مما يزيد من القدرات الإدراكية للمخ.








أما بالنسبة للملاحظات التي يتم تدوينها بخصوص الطلاب الذين أهملوا في تناول وجبة الفطور فتأتي بشكل التالي:



لا يتعدل مستوى السكر في الدم صباحاً، مما يؤثر على الدماغ في تلقي المعلومة فيصاب الطالب بالخمول والتعب والتوقف عن المذاكرة، حيث إن الجلوكوز هو الوقود الرئيسي لخلايا المخ.



شعوره بالجوع لاحقاً سيدفعه لتناول غذاء غير صحي وغير مفيد مثل الكرواسون, الدونات, الكيك.



هذا الإهمال لهذه الوجبة الرئيسية سيزيد من إقباله على تناول الوجبات الجاهزة.






ثقافة التغذية في كل مكان



دور الأم هنا مهم جداً من خلال حرصها على تحضير وجبة إفطار صحية تحتوي على مصدر بروتين يشبعه لمدة أطول مثل ساندويش اللبنة أو الجبنة أو البيض الغني بمادة الكولين المفيدة لخلايا الدماغ أو كوب من الحليب مع موزة أو حبات من التمر.

وتزويده لاحقاً بوجبة صحية ليتناولها خلال الفسحة المدرسية مع حصة من الفواكه أو عصير الفاكهه الطازجة.



والإقبال الزائد على العصائر المصنعة والمشروبات الغازية يزيد من تشتت الطالب الذهني ويتسبب في زيادة الوزن كونها تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والأصباغ والألوان.



ولابد من الإشارة لدور المدرسة في نشر ثقافة التغذية السليمة عن طريق النصح والإرشاد وتعليم الطلاب القواعد الأساسية للتغذية السليمة وتشجيعهم على إحضار وجبة إفطار صحية من المنزل،

إضافة لأهمية تشديد الرقابة على المقاصف وتحديد ما يباع فيها من أطعمة مفيدة للطلاب، كأن يتم الاستعاضة عن «الفشار» عوضاً عن الشيبس, وتوفير الفواكه وتغليفها بأكياس بدلاً من السكاكر والحلويات.







وجبة الإفطار والوزن الزائد
أظهرت الإحصاءات أن الطلاب الذين يتخطون تناول وجبة الفطور يكسبون المزيد من الوزن ويكون لديهم عادات غير صحية كاستهلاك المزيد من المشروبات السكرية أو الوجبات الخفيفة عالية السعرات الحرارية، مقارنة بالذين يتناولون وجبة الفطور فيكون تناولهم للحلويات أكثر بنسبة 40% وللمشروبات السكرية أكثر بنسبة 55% وللخضار والفواكه أقل بنسبة 30%.


في حين أن جزءاً كبيراً من المغذيات الموصى باستهلاكها يومياً يتم الحصول عليه من وجبة الفطورمثل (Vit D 58%) (Vit A 41%) (Vit B12 42%) إلا أن حوالي 18% ممن لا يتناولون وجبة الإفطار بشكل منتظم يفقدون عدداً من المغذيات الرئيسية.










فقر الدم والأغذية الغنية بالحديد



وفي دراسة أخرى تهدف لقياس معدل انتشار فقر الدم (الأنيميا) وعوز الحديد أجريت على طلاب المدارس في مدينة إربد- الأردن.

اشتملت عينة الدراسة على 623 طالباً من الفئة العمرية 6 - 12 سنة وجد معدل انتشار فقر الدم (الأنيميا) هو 15.3% كما أنه يمكن تشخيص فقر الدم الناتج عن عوز الحديد بنسبة 55.8% عند هؤلاء الطلاب المصابين بفقر الدم.

ومع أخذ التاريخ الغذائي لهم وجد أن استهلاك الطاقة والبروتينات والحديد يلعبان دوراً مهماً في تكوين فقر الدم (الأنيميا) فلا بد من ضرورة إعطاء برنامج للتثقيف الغذائي للطلاب ولأولياء أمورهم وفهم أنواع الأغذية الغنية بالحديد والأغذية التي تعزز من امتصاصه.









25 % من الطلبة مصابون بالسمنة المفرضة



وتشير دراسات لوزارة الصحة والمركز الوطني للسكري والغدد الصماء في الأردن إلى إرتفاع نسبة الإصابة بالسمنة المفرطة للأطفال،

وأن نسبة 25% من طلبة المدارس مصابون بالسمنة المفرطة التي من شأنها زيادة نسبة الإصابة بمرض السكري وأمراض الغدد المزمنة بين صغار السن التي تتراوح أعمارهم بين 7 - 18 سنة بسبب المأكولات التي يتم بيعها في المقاصف.





البروتين المعتدل والإحساس بالشبع


تشير دراسة ركّزت على دور البروتين في وجبة الفطور أجريت على مجموعة من المراهقين تم تقسيمهم إلى مجموعة لا تتناول الفطور وأخرى تتناول فطور يحتوي على كمية بروتين معتدل ومجموعة تتناول فطوراً غنياً بالبروتين.

وبقياس مستويات الجوع لديهم تبين أن تناول فطور صحي أدى إلى شعور بالشبع أكبر وقل تناولهم لأطعمة الوجبات الخفيفة بمعدل 200 سعر حراري خلال المساء.





أخصائية التغذية هبة عاكف رصاص