الشيخ عبد الحسين العاملي (القرن الرابع عشر)
حجر على عيني يَمُرُّ بها الكرى
من بعد نازلة ٍ بعترة أحمد
أقمار تمّ ٍ غالها خسف الردى
واغتاله بصروفه الزمن الردي
سمّاً، ومنحور، وبين مُصفَّد ِ
سل كربلا: كم من حشاً لمحمد
نُهبت بها؟! وكم استجذَّت من يد؟!
وبها على صدر الحسين ترقرقت
عبراته ُ حزنا ُ لأكرم سيّد ِ
وعلُّ قدر ٍ من ذؤابة هاشم ٍ
عبقت شمائله بطيب المحتد ِ
أفديه من ريحانة ٍ ريانة ٍ
جفَّت بحرِّ ظماً وحرِّ مُهنَّد ِ
بكر الذبول على نضارة غُصنه
إنّ الذبول لآفةُ الغصن الندي
جَمَعَ الصفات الغرَّ، وهي تراثهُ
عن كلِّ غطريف ٍ وشهم أصيد ِ
في بأس حمزة، في شجاعة حيدر
بإبا الحسين، وفي مهابة احمد ِ
وتراه في خلق ٍ وطيب خلائق ٍ
وبليغ نُطق ٍ... كالنبيِّ محمد ِ
يرمي الكتائب، والفلا غصّت بها
في مثلها من بأسه المتوقِّد ِ
فيردُّها قسراً على اعقابها
في بأس عرِّيس العرينة مُلبد ِ
ومُذ انثنى يلقى الكريهة باسماً
والموت منه بمسمع ٍ وبمشهد ِ
لفَّ الوغى، وأجالها جولَ الرَّحى
بمثقَّف ٍ من بأسه ومُهنَّد ِ
حتى إذا ما غاص في اوساطهم
بمُطهم ٍ قبِّ الاياطل أجرد ِ
عثر الزمان به، فغودرَ جسمُهُ
نهب القواضب والقنا المتفصِّد ِ
ومحا الردى ـ يا قاتل الله الردى ـ
منه هلال دجىً وغُرّة فرقَد ِ
يا نجعة الحيَّين: هاشم والندى
وحمى الذمارين: العلا والسؤدد ِ
كيف ارتقت همم الردى لك صعدة
مطرودة الكعبين لم تتأوّد ِ؟!
فلتذهب الدنيا، على الدنيا العَفا!
ما بعد يومك من زمان ٍأرغد ِ