محرم قادم...
أيام معدودات تفصلنا عن محرم الحرام حيث عاشوراء الشهادة من أجل الإصلاح، وقد عاش الشيعة، في أيام العام الهجري المنصرم، واقعاً دامياً (ما عاد من العدل تحمّله)، فقد وقع قتل فظيع وتهجير لشيعة سوريا على يد الأمويين الجدد، والشهر الماضي كان الأكثر دموية منذ سنتين في العراق، وشهدت باكستان وأفغانستان هذا العام تزايداً في أعمال الإرهاب التكفيري، حيث قضى آلاف الشيعة بين شهيد وجريح. وسينقضي هذا العام وشيعة البحرين يكابدون آلام محاولة الانعتاق من سلطة مستبدة، وما زال هناك شيعة معتقلين في مملكة التهميش والتكفير. وبعد أن حل "ربيع الحرية" على بلاد النيل، شيعة مصر يبحثون عن وطن بديل لهم في أوربا، بعيداً عن "حرية الإخوان"!. ولم يسلم الشيعة في الإمارات وتونس وأندنوسيا من لؤم المتطرفين الذين يلاحقون الشيعة قتلاً في كل مكان، فقد لحقهم القتل حتى في النروج.
ليس الإرهاب وحده من يهدد الشيعة في العالم، بل هناك معاناة كبيرة في معظم مجالات الحياة، وقد أشار إلى ذلك مؤخراً سماحة المرجع الشيرازي(دام ظله) قائلاً: "الشيعة اليوم، وفي كل مكان، يحتاجون إلى كل شيء، ومن أهم مصاديق عمل الخير اليوم، العمل على رفع احتياجات الشيعة وسدها". فهناك حاجات تكشف عنها وقائع مسندة بأرقام: تزايد أعداد الأيتام والأرامل، تفاقم حالات الطلاق، الفقر والبطالة، تعاطي المخدرات، تفشي الرشوة، التحلل الأخلاقي، التفكك الأسري، العنف الزوجي والمجتمعي، كما أن هناك فساداً سياسياً وإدارياً ومالياً على مستوى الدولة والمجتمع، وكل هذه الاحتياجات ينبغي أن تكون حاضرة في مجالس عاشوراء، حيث استحضار أعظم نهضة إصلاح قام بها إنسان، وهذا العمل الصالح يحتاج إلى تعاون مؤسساتي، ينبغي أن يُعمَل به قبل أن يطل هلال محرم الحرام علينا بمسؤولياته وأحزانه.