بعد استشهاد الإمام الحسين في كربلاء قام عبيد الله بن زياد
بقتل الكثير من أصحاب الإمام علي ( عليه السَّلام ) و في طليعتهم ميثم التمار .
أمر عبيد الله بن زياد بإحضاره من السجن و قال له باستعلاء :
ـ لقد سمعت بأنك من أصحاب علي .
ـ نعم .
ـ تبرأ منه .
ـ فإذا لم أفعل .
ـ سأقتلك إذن .
ـ و الله لقد أخبرني أمير المؤمنين بأنك ستقتلني و تصلبني و تقطع يدي
و رجلي و لساني .
صاح ابن زياد بعصبية :
ـ سأكذب أمامك .
ابتسم ميثم ساخراً من هذا الأحمق .
أمر ابن زياد الجلاوزة بصلبه على جذع النخلة قرب دار عمرو بن حريث
و أن يقطعوا يديه و رجليه فقط .
الجار
عندما شاهد عمرو بن حريث ميثم مصلوباً على جذع النخلة ،
عرف قصد ميثم عندما كان يقول له : سوف أصبح جارك فأحسن جواري .
لهذا كان عمرو بن حريث يأمر إحدى فتياته بأن تكنس مكان الصلب و ترشّه بالماء .
قال رجل لميثم و هو يتألم لمصيره :
ـ لقد كنت عن هذا غنياً .
أي كان بإمكانك أن تعيش لو انّك تبرأت من علي .
فقال ميثم و الإبتسامة تشرق في وجهه :
ـ و الله ما نبتت هذه النخلة إلاّ لي و لا عشت إلاّ لها .
و عندها أدرك الناس سرّ زيارة ميثم للنخلة طوال تلك السنين .
أيها الناس
و راح ميثم التمار يحدّث الناس قائلاً :
ـ أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث عن علي بن أبي طالب فليأتي إلّي .
و انطلق يحدّثهم ألواناً من العلوم ، فاجتمع الناس حوله .
و ينقل الجواسيس أخبار ميثم الذي فضح حكمهم القائم على الظلم و الجهل .
أمر ابن زياد بقطع لسانه ، و عندما تقدّم الجلاّد نحوه أخرج ميثم لسانه قائلاً :
ـ لقد أخبرني بذلك أمير المؤمنين .
ثم تقدّم جلاّد آخر فطعنه بحربته قائلاً :
ـ و الله لقد كنت ما علمتك قوّاماً ( تقضي الليل في العبادة ) صوّاماً ( كثير الصيام ) .
و هكذا انطفأت حياة هذا المجاهد ، كما تنطفئ الشموع .
رضوان الله عليك أيها الصحابي الجليل المتمسك بوصية رسول الله لولاية علي بن أبي طالب عليهماالسلام.