تجربة مثيرة جداً :
هل نرضي بالكآبة والملل ونقضي العمر كله في البحث عن تسلية أنفسنا
بشتي وسائل التسلية والترفيه .. ؟؟!!
أم نسمع كلام القرد ؟؟!!
من أسوأ الأشياء أن نتعود أن نأخذ الأمور في الحياة بسطحية ولا نتعمق في الفهم كي لا نجهد أنفسنا .. ولذلك إرتضينا بكثير من الأمور وأخذناها على أنها من المسلمات ولا تحتاج للتفكير .. ولكن تجنب البحث والتفكير سيجعل حياتنا محدودة وروتينية ومملة لأبعد الحدود .. والأسوأ من ذلك أننا لم نعد نسمع أغاني من سبقونا لعمق الحياة , بل نعد نداءهم لنا كأصوات مزعجة تقلق راحتنا ونومنا الهانئ .. وعلى أحسن الفروض نعد كلامهم كأضغاث أحلام وترهات خيال شاعر ..
نظرتنا للكون نظرة جماعية , أي أننا مبرمجون أن نري ونسمع حسب ما هو موجود من أفكار ومعتقدات ترسخت في دواخلنا منذ عصور .. وعندما يخرج الفرد من نطاق التفكير الجماعي أو الوعي الجماعي يري الكون بمنظور آخر مختلف تماماً .. على سبيل المثال , يقول الكاتب ريتشار باخ في مقدمة روايته جسر الأبدية :
"نحن نعتقد في كثير من الأحيان ، أن زمن التنين الغادر ولي وراح ..
وأن الفرسان الشجعان لم يعد لهم وجود .. وأنه لم تبقي أميرة واحدة تنساب من خلال الغابات المسحورة ..
والغزلان الساحرة والفراشات مع ابتسامتها ..
نعتقد أن زمن الأسطورة والخرافة قد ولي ..
يا لها من متعة أن نكون مخطئين .. الأميرات، الفرسان، السحر، التنين، والغموض والمغامرة ...
ليس فقط أنهم هنا الآن ..
بل أنهم كل ما عاش على سطح هذه الأرض حتى الآن .."..
أعتقد أن 99% من الناس سينظرون لهذا الكلام على أنه خيال جميل ولكن لا صلة له بالواقع .. ولكن ما هو الواقع ؟؟ وهل يعني أن يتفق غالبية البشر على شئ واحد سيجعله واقعاً أو صحيحاً ؟؟ ..
قبل أن تجاوب على هذا السؤال .. أرجو أن أعرض عليك هذه التجربة التى قام بها مجموعة من الباحثين .. لأنها في النهاية قد تبرهن على أن الأفكار والمعتقدات سوي كانت صحيحة أو خاطئة يمكن زرعها يطريقة أو بأخري على مستوي عقل الجماعة وبالتالي على مستوي وعي تلك الجماعة ..
من يزرع ومن يحصد , لا شأن لنا بذلك الآن , فدعوني أسرد عليكم تفاصيل التجربة :
جرت التجربة كالآتي :
أحضر الباحثين عدد خمسة قرود ووضعوهم داخل غرفة كبيرة .. في منتصف الغرفة وضعوا سلم طويل يقف في شكل مثلث وفي نهايته , مجاوراً للسقف , وضعوا سلة بها موز طازج .. وفي سقف الغرفة عمدوا على وضع رشاشات ماء بارد جداً تفتح بمجرد محاولة أحد القرود تسلق السلم المؤدي إلى الموز .. وفي أول محاولة لأحد القرود لتسلق السلم , إنسكب الماء البارد بشدة على القرود حتي كادوا أن يتجمدوا من الفزع والبرد ..
وبعد أن هدأت الأحوال ونسوا البرد تزكروا الموز مرة أخري , وهذه المرة أيضاً حدث نفس الشئ , تساقط عليهم الماء البارد .. وبعد تكرار التجربة عدة مرات أدركوا أن هناك صلة بين محاولة تسلق السلم وتعذيبهم بالماء البارد المتساقط من السقف .. فرضخوا لمصيرهم , ولكن بعد فترة لم يترك الإغراء لهم المجال , فيحاول أحدهم تسلق السلم مجدداً , وطبعاً ينسكب الماء البارد .. في الآخر صاروا يمنعون أي منهم من الإقتراب من السلم اللعين .. ومن كان عنيداً تعرض للشد والجذب والضرب حتي يبتعد أخيراً من السلم ..
طبعاً كان الباحثين براقبون الموقف عن كثب , فأرادوا تعميق التجربة فإستبدلوا أحد القرود بواحد جديد , وطبعاً كشاب جديد إستغرب من كآبة الوجوه التى حوله بينما الموز الشهي يتدلى من السقف !! .. وبدون أن يضيع الوقت إتجه بحماس الشباب ناحية السلم ليجد بقية القرود هبوا واقفين حواليه كأحسن ما تكون العصابة , المسكين لم يجد مبرراً للشرر الذي يتطاير من أعينهم وحاول بكل براءة تسلق السلم , في الآخر أخمدوا رغبته بالقوة حتي أضحي طريح الفراش لفترة من الزمن ..
ومرة أخرى إستبدل الباحثون قرد آخر أيضاً , كجيل جديد كان متحمساً أيضاً ومتسلحاً بشعارات جديدة , ولكن عندما هوب ناحية السلم تعرض المسكين أيضاً لشتى أنواع العذاب بدون أن يدرى لماذا !! .. و الغريب أن القرد الجديد الذي أحضروه قبله شارك في جذبه وضربه كبقية القرود ..
في نهاية التجربة كان الباحثين إستبدلوا جميع القرود ولم يبقي حتي واحد منهم تعرض لدش الماء البارد ولكن رغم ذلك لم يهوبوا ناحية السلم بل تعرضوا بالضرب لكل من سولت له نفسه ذلك ..
إنتهت التجربة ..
والآن لنتخيل معاً أن أحد القرود كان يشاهد في صمت ما يجري وأدرك أن هذه مجرد تجربة يقوم بها باحثون .. وتخيل أنه شارك القرود أفكاره قائلاً :
" يا قوم , هذه مجرد لعبة و لو أننا صبرنا قليلاً وإستحملنا دش الماء البارد سنصل للموز ولا داعي أن نحرم أنفسنا ..
وأضاف قائلاً بحماس : بذلك ستنتهي هذه التجربة اللعينة وسنخرج من هذا السجن اللعين " ..
لأنهم قرود , أظن أنهم كانوا سينظرون إليه بعدم إكتراث وسيتثابون مبتعدين ..
أما لوكانوا بشراً بالتأكيد كانوا سيستخدمون وسائل أكثر إنسانية كالقتل والتعذيب والحرق ..
في كل المجتمعات سنجد أن المجتمع يخشي على الأفراد من المعاناة والعذاب "الدش البارد" ويعاقبهم حتي لا يخرجوا من الإطار المرسوم من أجل مصلحتهم ومصلحة الجميع .. وهذا سبب منطقي ووجيه طبعاً ولكن النتيجة الحتمية هي البقاء داخل سجن الخوف والكآبة والملل ..
لذلك ستجد البشر نوعين :
من إرتضوا بالخوف والكأبة والملل , ويمثلون 99% من البشر ..
أما من يمثلون 1% هم من سمعوا كلام القرد ..
((منقول للفائدة))