بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم
اللهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
لم تبتعد ذاكرة الطف ولن تبتعد عن فكر الإمام الحجة عليه السلام، فهي تعيش فيه ويعيش فيها ، ولم تغب عن ناظريه لا صباحاً ولا مساء، وهو القائل (( لأندبنك صباحاً ومساء ))، ويعتصره الألم حين يذكر جده الحسين عليه السلام، والدموع لا تفارق عيناه الشريفتان، وليست أي دموع انما دموع من دماء الحزن والشجن على فقد جده الحسين عليه السلام، ويظهر ذلك حين يقول (( ولأبكينك عليك بدل الدموع دماً حزن عليك لما أصابك)) .
إن علاقة الامام الحجة عليه السلام، بجده الحسين علاقة لست عاديه، فيمكننا ان نعتبرها علاقة الحفيد بجده، أو أكبر من ذلك عندما نعتبرها علاقة المعصوم بالمعصوم ، ان واقعة الطف باقية في ذاكرة الإمام الحجة عليه السلام، ولن تفارقه حتى يأخذ الثأر ممن قتل جده ظلماً وعدواناً ، ولو تتبعنا علاقة الإمام الحجة عليه السلام بكربلاء، فسوف نجد أنها مرتبطة بكل أبطالها الرساليون الشهداء عليه السلام، وقد ذكرهم سلام الله عليه عند زيارته لهم حيث ذكرهم وأشار إليهم ، ولكن ما نلحظه هو تلك العلاقة التي تربط بين الإمام الحجة عليه السلام وعمه العباس سلام الله عليه، حيث وجه له كلمة رائعة يشيد فيها ببطولة عمه العباس ومأثره النفسية العالية، حيث قال مسلماً ((السلام على أبي الفضل العباس ابن أمير المؤمنين ، المواسي أخاه بنفسه ، الآخذ لغده من أمسه ، الفادي له ، الواقي ، الساعي إليه بمائه ، المقطوعة يداه ، لعن الله قاتليه يزيد بن الرقاد ، وحكيم بن الطفيل الطائي ...)) (1).
وقد أشاد سلام الله عليه في هذه الكلمة بالصفات السامية والكريمة التي يتمتع بها عمه العباس عليه السلام، من شجاعة ومواساة لأخيه سيد الشهداء عليه السلام، حتى بذل نفسه وأخوته فداء لأبي عبد الله عليه السلام .
فالعباس سلام الله عليه يحمل من الصفات النفسية ما يؤهله أن يصل لمرتبة العصمة الصغرى، فقد تربى في بيت سيد الأوصياء وتغذت نفسه بالأخلاق المحمدية العلوية وهو ابن القائل ((والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها )) (2) ، ولم يكن الإمام الحجة عليه السلام فقط من ذكر عمه العباس عليه السلام في كلاماته الرائعة فهناك الإمام زين العابدين عليه السلام حيث ورد عنه (( إن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة )) (3) .
ومن ذلك يتضح ان للعباس عليه السلام مكانة عالية في قلب الإمام الحجة عليه السلام، وسوف يطلب ثأره ممن قتل عمه العباس عليه السلام طال الزمان أو قصر فهو الطالب بذحول الأنبياء، وأبناء الأنبياء، والطالب بدم المقتول بكربلاء، وهو الآخذ بالثار والمرضي لله الواحد القهار (4)
1) العباس بن علي لباقر شريف القرشي
2) العباس والعصمة الصغرى للسيد الشيرازي قدس سره
3) الخصال ج1
4)بيان الأئمة للحاج الشيخ محمد مهدي
دمتم بود