Monday, January,16, 2012
مالكو السفينة الإيطالية يحمّلون ربانها مسؤولية غرقها
بالصور: كارثة السفينة السياحية الايطالية "كوستا كونكورديا"


قالت الشركة المشغّلة لسفينة الرحلات الإيطالية، التي اصطدمت بالصخور وجنحت قبالة السواحل الغربية لإيطاليا يوم الجمعة، إن قائد السفينة ربما يكون ارتكب أخطاءاً أدت للحادث.

وأضافت الشركة في بيان، "يبدو أن ربّان السفينة أبحّر على مسافة قريبة للغاية من اليابسة ولم يلتزم بإجراءات الطوارىء التي تتبعها الشركة".ويشتبه في قيام كابتن فرانشيسكو شيتينو بالقتل العمد لكنه ينفي أن يكون ارتكب ما يؤدي إلى ذلك.وكان ستة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم في الحادث بينما أعتُبر 15 شخصاً في عداد المفقودين فيما يكثّف غواصون من جهدهم للبحث عن ناجين أخرين.ويضيف بيان شركة "كوستا غروسييري"، "يبدو أن ربان السفينة اتخذ قرارا خاطئ، كان له تداعيات خطيرة".


يقول ربان السفينة إن الصخور لم تكن ظاهرة على لوحته الإرشادية البحرية

"كما أن الطريق الذي اتبعته السفينة كان قريباً للغاية من الساحل، ومن المرجّح أن الربّان لم يلتزم بإرشادات الشركة المتبعة في الحالات الطارئة التي تتفق، وفي أحيان كثيرة، مع أفضل المعايير الدولية في هذه الحالات"، حسبما ذكر بيان الشركة.وشوهدت السفينة "كوستا كونكورديا" مائلة على جنبها قبالة ميناء جزيرة "جيجيليو" التي تقع في البحر الابيض المتوسط قبالة مقاطعة "توسكاني" الايطالية.
وأُوُقف الربّان شيتينو على خلفية الاشتباه في قيامه بالقتل العمد، وقال النائب العام إن السفينة "كانت قريبة للغاية من ميناء جيجيليو".
بينما نفى ربان السفينة مسؤوليته عن الحادث وقال إن الصخور لم تكن ظاهرة على لوحة الإرشادات البحرية للسفينة.وتحدث الربان إلى التلفزيون الإيطالي قائلاً "كان من المفترض أن نكون في مياه عميقة في هذه المنطقة لأننا كنا نبعد بنحو ألف قدم عن الصخور، ولم يكن من المفترض أن نصطدم بشىء".
ونفى الربان "إدعاءات المحققين" بأنه غادر السفينة قبل انتهاء عمليات إجلاء ركابها، واصر على انه كان "آخر من غادر السفينة".
وتتحدث وسائل إعلام إيطالية عن أن ربّان السفينة المنكوبة اقترب بها من ميناء جيجيليو بغرض عمل "استعراض لسكان الجزيرة".
وقالت شركة "كوستا غروسييري" إن شيتينيو ، البالغ من العمر 52 سنة، يعمل في الشركة منذ 11 عاماً، وإنه التحق بها العام 2002 مسؤولا للأمن.
وأصبح شيتينيو رباناً في العام 2006 بعدما قضى فترة يعمل كمساعد ربّان."مثل كل ربابنة أسطول السفن العاملة في الشركة، فقد شارك شيتينيو في برنامج تدريبي متواصل مجتازاً كل الاختبارات اللازمة لذلك"، حسبما قالت شركة كوستا غروسييري.
وتم إلقاء القبض أيضاً على الضابط الأول في السفينة "سيرو أمبروسيو".
وتوقّعت شركة "كارنيفال" المالكة لشركة "كوستا غروسييري" خسارة 95 مليون دولار أمريكي هذا العام بسبب توقف السفينة عن العمل.

تصاعد حصيلة الضحايا

وعثرت فرق الإنقاذ على جثة شخص في ممر السفينة يوم الأثنين، ورجّح مسؤولون أن يكون الشخص من النزلاء بسبب نوع "سترة النجاة" التي كان يرتديها.
وانتشلت فرق الأنقاذ يوم الأحد جثتين لشخصين كبيرين في السن كانا عالقين في الجزء الذي اصطدم بالصخور من السفينة وغمرته المياه.
والسفينة كوستا كونكورديا كانت في أول ليالي رحلتها في البحر المتوسط وعلى متنها أكثر من 4200 راكب، عندما اصطدمت بالصخور البحرية في ظروف جوية هادئة.وتعيق الظروف الجوية السيئة حالياً عمليات البحث عن ناجين في مئات من الغرف التي تأثرت بحادث الاصطدام.
وقال فرانشيسكو باولو ترونكا المتحدث باسم وزارة الداخلية الإيطالية: "سنواصل البحث في أرجاء غرف السفينة كافة عن أي مظاهر للحياة أو نداءات استغاثة من الركاب". "إنها عملية صعبة للغاية ، فنحن نتحدث عن مئات ومئات من الغرف في مستويات السفينة كافة".ويحكي أحد الناجين عن لحظات جنوح السفينة قائلاً "كان هناك ارتباك، كأنك في فيلم سينمائي، الأطباق كانت تتهشم على الأرض، وهناك أُناس يحوالون الفرار إلى الخارج، وأخرون يقعون على الأرض".

بالصور: كارثة السفينة السياحية الايطالية "كوستا كونكورديا"



قارن العديد من الركاب بين الحادثة التي تعرضت لها سفينتهم وفيلم تايتانك الشهير الذي صور غرق السفنية التي تحمل الاسم ذاته في أبريل/نيسان 1912 والتي خلفت أكثر من 1500 غريق



كانت السفينة تحمل على متنها أكثر من ثلاثة آلاف سائح إلى جانب نحو ألف من طاقمها.وكان من بين ركاب السفينة سائحون إيطاليون وألمان وفرنسيون وبريطانيون.


يقول مراسل بي بي سي آلان جونسون الذي توجه إلى مكان الحادث إن العديد من الناجين لا يزالون مدثرين في أغطية، مضيفا أن بعضهم لا يزالون تحت الصدمة بسبب ما تعرضوا له.



لا يزال الغطاسون التابعون لفرق الإنقاذ يبحثون في محيط السفينة الجانحة التي انقلبت على أحد جانبيها بالقرب من جزيرة غيغليو في منطقة توسكان.


تم العثور على جثث خمسة من ركاب السفينة بينما لا يزال 15 شخصا في عداد المفقودين بعد مرور اكثر من 24 ساعة على الحادث.


تجري الشرطة تحقيقا لمعرفة سبب وقوع الحادثة رغم الظروف الهادئة التي كانت تسود البحر. ويقول قبطان السفينة إنها اصطدمت بصخرة لم تكن معلمة في أي من الخرائط البحرية التي كانت في السفينة.


بدا البحث في السفينة العملاقة عن ناجين اشبه بتمشيط مدينة لكنها مدينة مقلوبة على جانبها ومعظمها مظلم تماما وجزء منها مغمور بالمياه ويملؤه الحطام الطافي.


قالت الشرطة الايطالية انها احتجزت قبطان السفينة واتهمته بالقتل الخطأ والتسبب بغرق السفينة والتخلي عنها. واصيب نحو 64 شخصا في الحادث.