لندن - مصطفى زارو
حذر باحثون في بريطانيا من فرض أنظمة وقاية صارمة لمنع وصول فيروس "إيبولا" عبر منافذ الدول، وجاء في دراسة أن إجراءات الحجر الصحي الصارمة قد تشجع الأفراد على عدم التعاون مع السلطات الصحية خوفاً من عزلهم لفترة طويلة، كما أن هذه التدابير قد تحفز البعض على الفرار من مناطق ينتشر فيها فيروس "إيبولا" من دون تحققهم من إمكانية إصابتهم بالفيروس.
ونصحت دراسة أجرتها جامعة لندن بالتعاون مع جامعة "تولوز" إلى أن التدابير الصارمة بحق القادمين من المناطق التي تعاني من تفشي "إيبولا" قد لا يجدي للسيطرة على الفيروس، وطالبت الدراسة السلطات الصحية الأخذ بالاعتبار ردود فعل الأشخاص المحتملة.
من جانبها، تقول د.أليس ميسنارد، معدة الدراسة في جامعة لندن: "ينظر إلى المحجر الصحي على أنه عقاب قاس يعزل الناس من كل شيء إلى حد وضعهم في المجاعة، وهذا يمكن أن يحفزهم للهروب من البلدان التي ينتشر فيها هذا الفيروس، فإجبار عزل الناس في محجر صحي لن يكون فعالاً كما أنه يمكن أن يكون خطراً على البقية بانتشار هذا الفيروس عوض احتوائه".
الدراسة نشرت في أعقاب بدء بريطانيا فحوصات على المسافرين في مطار "هيثرو" لكشف المصابين بفيروس "إيبولا" خصوصاً للقادمين من بلدان ذات معدلات مرتفعة في الإصابة مثل عدد من الدول الإفريقية. لكن فترة حضانة هذا الفيروس التي تتراوح من يومين إلى ثلاثة أسابيع يصعب خلالها تشخيص الإصابة.
"إيبولا" حصد حتى الآن حوالي خمسة آلاف ضحية، ولم ينج منه سوى بعض الأشخاص منهم البريطاني ويل بولي الذي أصيب به في سيراليون خلال عمله كممرض متطوع، وتلقى علاجاً في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية الشهر ايلول 2014 الماضي ليكون أول بريطاني أصيب بهذا المرض، ونجا منه حتى الآن.