أستاذ في المنفىوهو جالس في المقهى وحيدا ينظر الى كأس القهوة السوداء التي أدمن عليها منذ وطأت رجله هذه الصحراء، وهي تعكس معاناته اليومية، بعيدا عن الأهل بعيدا عن الأصدقاء، بعيدا عن الحبيبة .....
يتذكر المسكين بحرقة تلك الأيام الخوالي أيام التسكع في شوارع مدينته، أيام الجلوس في مقاهيها رفقة أصدقائه.... ويغمره الشوق....
ثم ترتسم في مخيلته صورتها التي لن تنمحيكيف لا وقد ملكت قلبه وسلبته لبه، ومن غيرها حبيبته ذات العينين الساحرتين، يتذكر تلك اللازمة التي كانت ترددها بأنها لن تتزوج أبدا من يصغرها سنا .... يتحسر على قلبه الذي انجرف في لحظة ضعف.....
ثم يساوره الشك ... هل يصارحها بمشاعره، هل ينفجر في وجهها قائلا أنا أحبك .... أريد أن أقضي شيخوختي الى جانبك ...، لكن ماذا ان رفضته ؟ ماذا إن قالت لا ؟ كيف ستكون حياته كيف سيكمل أيام المنفى هاته ....
يقرر أن يتقدم متحمسا بأغنية كاظم الساهر "... الحب مواجهة كبرى، ابحار ضد التيار ..." انطلق الى الفايسبوك، وما أن لمح تلك الأيقونة الخضراء تنير أمام اسمها ... بادرها ودون مقدمات: فاطمة أتتزوجينني ؟ ... ظهرت له وهي تكتب الرد أحس برعشة خفيفة تسري في جسده انها لحظة الحقيقة.. انها لحظة الحسم ... لكن التيار الكهربائي انقطع، وبطارية الحاسوب غير موصولة .....