قد يستعجب البعض من وجود علاقة بين طرقة تنشئة الأطفال وانتمائهم إلى أبراج ميلادهم، ولكن ما أثبتته التجربة هو أن لطبيعة برج الميلاد دخل في كيفية التعامل مع الطفل وتوجيه سلوكه. يتميز طفل الجدي عن مواليد غيره من الأبراج بذكاء شديد وقدرة عالية على التعبير عن نفسه بلغة واضحة وبأسلوب قد يصيب الأبوين بالدهشة بعض الأحيان، هذا إلى جانب سرعة بديهتهم وقدرتهم على الإدراك بصورة تفوق قدرة أقرانهم. ليس البكاء وتكرار الشكوى من سمات أطفال الجدي، فهم يعبرون عن مشاعرهم السلبية واحتياجاتهم بلغة صريحة، خاصة عند توافر الفهم والاستجابة عند الوالدين. لا يخجل أطفال الجدي من التعبير عن مشاكلهم ويرحبون بتدخل الوالدين في حلها.
يتعود أطفال الجدي على العادات اليومية الروتينية بسهولة، فهم قليلو التمرد في بداية التحاقهم بالدراسة ولا يظهرون سلوكيات رافضة لإجبارهم على الالتزام بالذهاب اليومي إلى المدرسة وأداء المهام الدراسية، إلا أن لهذه الطواعية أثرها السلبي عليهم في المستقبل، فهم يتعودون على تنظيم حياتهم بصورة روتينية جامدة لا تقبل التغيير بسهولة. يعشق أطفال الجدي الهدوء والتنظيم، فلن تشتكي أبدا من بعثرة لعبه أو إفراطه في اللهو على حساب الدراسة، خاصة مع تقمصهم شخصيات البالغين من المحيطين الذي يضاعف جديتهم.
يهوى أولاد الجدي الرسم والعزف والاستماع إلى الموسيقى، بينما يعزفون عن ممارسة ألعاب الفيديو المحرضة على اتباع سلوكيات عدوانية، وكذلك ألعاب العنف والحركة، أما البنات فهن يقبلن على تعلم الحياكة والتزيين والطبخ وتنظيف المنزل، ويهوين تقمص شخصيات المعلمات والطبيبات أثناء اللعب.
لا تنزعجي إذا ما تأخر ابنك في دراسته مقارنة بزملائه، ففهمه واستيعابه قد يكون أقل من أقرانه، لكن هذا لا يعني الغباء أو الإهمال. ومع بطيء الفهم، فهم يمتازون بقدرة فائقة على التركيز واستغلال مواهبهم في تحصيل قدر كبير من المعلومات. لم ينخرط طفلك في اللعب قبل أن ينهي واجباته، وقلما قد يعتمد عليك أثناء مذاكرته، لكن هذا لا يعني ألا تتابعي تقدمه في الدراسة فهو لا يزال طفلا لا يقدر أولويات الدراسة رغم ما قد يبديه من جدية وتحمل للمسؤولية.
يحرص طفل الجدي على اكتساب احترام المحيطين، وهو لذلك يجتهد في الحفاظ على صورته بالابتعاد عن السلوكيات التي قد تبدو طائشة وغير مبررة، كما يخشى التعليقات السلبية من الكبار لدرجة أنه يخاف من الضحك في المواقف التي تستدعي ذلك خوفا من الانتقاد، وهنا يأتي دورك في تشجيعه على التحرر من مخاوفه والتعامل مع الحياة بقدر أكبر من البساطة. سيحتاجك طفلك في توجيهه كي يفرق بين السلوكيات السليمة والمضرة، فلا تعتمدي على إحساسه الفطري. يدرك أطفال الجدي جيدا امتلاكهم مواهب تميزهم عن غيرهم من المحيطين، لكن هذا لا يعني أن تتخلي عن دورك في تقديم النصح والمساعدة عند اللزوم.
لا تندفعي لإجبار ابنك على القيام بما لا يحب ولا يطيق، فحينها سيدب التمرد في نفسه وسينمو بداخله شيء من القسوة والجمود في التعامل، ولا تتعجبي من خضوعه لسلطة من هم أكبر منه سنا، فهو لا يطيع إلا من يحسن معاملته ويحترم رغباته. شجعي ابنك على اللعب في الهواء الطلق وعلى التواصل مع المحيطين وراقبي سلوكه من بعيد دون تدخل إلا عند الضرورة.
لن يمتنع ابنك عن التفكير في الجنس الآخر والدخول في قصص حب مع زملاء الدراسة بسبب حداثة عمره، فالنزعة الرومانسية هي أبرز سمات شخصيته. وستلاحظين ارتباط ابنك العاطفي بالأسرة وباستعداده للتضحية بقضاء أوقاته الخاصة مع الأصدقاء في سبيل التواجد معكم؛ لذا احرصي على أن تشعريه بوجوده وبأهميته وحب المحيطين له.