"الحب" كلمة تتردد على ألسنة المراهقات، وتكاد تكون هاجسهن الأول في هذه المرحلة العمرية التي تتفتح فيها أزهارهن الندية وتبدأ مشاعرهن بالظهور، إلا أنهن قد لا يكنّ بالنضج الكافي لإقامة علاقة عاطفية ناجحة تنتهي بالزواج والاستقرار وإقامة أسرة سعيدة، فالفتيات في هذا العمر لا يعرفن عن الحب سوى وهجه وبريقه المتدفق إليهن من الدراما التلفزيونية والقصص الرومانسية والأغاني العاطفية، لكن كنه الحب من الناحية العلمية والنفسية يبدو بعيداً عنهن.
المستشار الأسري ومدرب التنمية البشرية سامح عمر يعرفنا في السطور التالية بالمعنى الحقيقي للحب:
بداية يخبرنا سامح بأن الحب ليس كلمة تقال ولا أغنية تسمع وهو في الوقت ذاته ليس معجزة تحدث من أول نظرة، فالحب هو انفعال مركب يأتي تدريجياً، إذ يحدث فيه ميل، ثم ارتياح، ثم شعور بالهدوء والاطمئنان والراحة النفسية والثقة، وهو قرار عقلي بالدرجة الأولى، لذلك يجب على الفتيات الانتباه للعبارات السلبية الخاطئة والمتداولة كقول "الأحاسيس حكمت"، و"القلب وما يريد"، فالحب قرار عقلي يأتي بالتوافق مع الطرف الآخر، والعقل هو من يتحكم في الجسد، والمشاعر تتحكم فيها الأفكار الموجودة في العقل، وأنت من يتحكم بعقلك، أي أننا نسيطر على الموضوع ونستطيع التحكم في خط سيره.
ويضيف عمر: "علينا أن نفهم أيضاً أن الحب لا يأتي بالتماثل ويستمر بالاختلاف، فكل من الطرفين يكمل الآخر، أما الانفعال السريع الذي تعتقد الكثير من المراهقات أنه حب فهو ليس حباً، لكنه عشق أو إعجاب شكلي نتيجة نشاط هرمون داخل الجسم، مثل: هرمون "البودامين"، "النوري بونافيرن"، "السيراتون"، "الأوكسيتوسين"، وهذه الهرمونات تؤدي إلى الاختلال والاختلاف في اتخاذ أي قرار عقلي، لذا فالحكم على الحب لن يكتمل إلا بعد ستة أشهر من تواصل العلاقة، وهذا سر فترة الخطوبة، والتي صرح بها النبي عليه الصلاة والسلام وتبادل التواصل والأسئلة المخصصة لفترة الخطوبة للكشف عن إدراك مفهوم الزواج عند كلا الخطيبين، والتأكد من وجود الحب الفعلي القادر على الاستمرار والدوام".
منقول