دنيا الوطن
استغل الفنان الراحل أنور وجدي، ذكائه في زواجه من الراحلة ليلى مراد، وذلك حين قرر أن يكون مشهد الزفاف في الفيلم هو نفسه مشهد الزفاف الحقيقي فقام بتصوير مشاهد زفافه وجعلها داخل الفيلم في نهايته وأعلن ذلك للجمهور ليكون مشهد زفافهما صاحب أعلى نسبة مشاهدة وقتها.
مراد وأنور كونا واحد من أشهر الثنائيات التي عرفتها السينما المصرية في عصرها الذهبي، في أفلام هي «عنبر»، «قلبي دليلي»، و«غزل البنات».
لكن ما تسبّب في انهيار سعادة أنور وجدي وليلى مراد الزوجية هي تدخّل المصالح الشخصية؛ حيث بعد زواجهما أسس أنور شركة إنتاج وأصبح محتكرًا لليلى، لدرجة أنه لم يكن يتقبّل أن تلعب بطولة فيلم لصالح شركات إنتاج أخرى، وهو ما يعني ربح هذه الشركات لآلاف الجنيهات من وجهة نظره، وكما روت ليلى مراد في أحد أحاديثها النادرة أن أنور وجدي كان يتعمّد افتعال خناقة معها قبل موعد التصوير حتى تذهب إلى الأستوديو وهي في حالة نفسية سيئة تنعكس سلبًا على أدائها.
وكان أنور وجدي يرفض إعطاء ليلى مراد أجرًا عن الأفلام التي تقوم ببطولتها من إنتاجه، وكان يكتفي بأن يدفع الضرائب المستحقة عنها، وعندما رفضت التمثيل دون مقابل في إحدى المرات قام بضربها، ووقع الطلاق الأول بينهما في عام 1951، لكن عاد الزوجان إلى بعضهما بعد وساطات للصلح من محمد عبد الوهاب ويوسف وهبي، إلا أن ليلى مثّلت فيلمًا ليس من إنتاج وإخراج أنور، الأمر أثار غيرته وأصرّ على احتكار ليلى فنيًا لكنها رفضت ووقع الطلاق الثاني بينهما، حتى تمّ الصلح بينهما من جديد، لكن في عام 1953 قرر الزوجان إنهاء حياتهما الزوجية دون رجعة، ويعود السبب إلى ما تردّد حول تبّرع ليلى مراد بمبلغ 50 ألف جنيه لإحدى الجمعيات الإسرائيلية، وهو ما جعل العديد من الدول العربية تقاطع أفلامها وأغانيها، ولكن عندما تأكد كذب هذه الشائعة وبراءتها منها عادوا لشراء أعمالها مرة أخرى.
وفي صورة نادرة تظهر ليلى مراد وهي تقوم بالتوقيع على استمارة طلاقها من أنور وجدي، وعلقت على هذا الحدث قائلة: «ربنا يوفقه».