ملك الموت واحواله واعوانه وكيفية نزعه للروح
الايات ، الانعام « 6 » وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم خفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون 61.
الاعراف « 7 » حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين 37.
يونس « 10 » ولكن اعبدوا الله الذي يتوفيكم 104.
النحل « 16 » الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم 28 «وقال تعالى» : الذين تتوفيهم الملائكة طيبين 32.
__________________
(1) الواقعان تحت رقمى 19 و 10.
139
التنزيل « 32 » قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون 11.
الزمر « 39 » الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك الذي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى إلى أجل مسمى 42.
تفسير : « وهو القاهر » أي المقتدر المستولي على عباده « ويرسل عليكم حفظة » أي ملائكة يحفظون أعمالكم ويحصونها عليكم « توفته » أي تقبض روحه « رسلنا » يعني أعوان ملك الموت « وهم لا يفرطون » لا يضيعون ولا يقصرون فيما امروا به من ذلك « حتى إذا جاءتهم رسلنا » أي ملك الموت وأعوانه « يتوفونهم » أي يقبضون أرواحهم ، وقيل : معناه : حتى إذا جاءتهم الملائكة لحشرهم يتوفونهم إلى النار يوم القيامة « قالوا ضلوا عنا » أي ذهبوا عنا وافتقدناهم فلا يقدرون على الدفع عنا وبطلت عبادتنا إياهم.
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : « قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم : « أي وكل بقبض أرواحكم ، عن ابن عباس قال : جعلت الدنيا بين يدي ملكالموت مثل جام يأخذ منها ما شاء إذا قضى عليه الموت من غير عناء ، وخطوته ما بين المشرق والمغرب. وقيل : إن له أعوانا كثيرة من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فعلى هذا المراد بملك الموت الجنس ويدل عليه قوله : « توفته رسلنا » وقوله : « تتوفيهم الملائكة » وأما إضافة التوفي إلى نفسه في قوله : « يتوفى الانفس حين موتها » فلانه سبحانه خلق الموت ولا يقدر عليه أحد سواه.
1 ـ ج : في خبر الذنديق المدعي للتناقض في القرآن قال أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله تعالى : « الله يتوفى الانفس حين موتها » وقوله : « يتوفيكم ملك الموت ، وتوفته رسلنا ، وتتوفيهم الملائكة طيبين ، والذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم » : فهو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك بنفسه ، وفعل رسله وملائكته فعله ، لانهم بأمره يعملون ، فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه وهم الذين قال الله فيهم : « الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس » فمن كان من أهل الطاعة
140
تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ، ومن كان من أهل المعصية تولى (1) قبض روحه ملائكة النقمة ، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره ، وفعلهم فعله ، وكل ما يأتونه منسوب إليه ، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء ، ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء ، وإن فعل امنائه فعله ، كما قال : «وما تشاؤن إلا أن يشاء الله». « ص 129 ـ 130 »
2 ـ فس : (2) أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما اسري بي إلى السماء رأيت ملكا من الملائكة بيده لوح من نور لا يلتفت يمينا ولا شمالا مقبلا عليه ، ثبه كهيئة الحزين ، فقلت : من هذا ياجبرئيل؟! فقال : هذا ملك الموت ، مشغول في قبض الارواح ، فقلت : ادنني منه ياجبرئيل لاكلمه ، فأدناني منه فقلت له : يا ملك الموت أكل من مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه؟ قال : نعم ، قلت : وتحضرهم بنفسك؟ قال : نعم ، ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي ومكنني منها إلا كدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء ، وما من دار في الدنيا إلا وأدخلها في كل يوم خمس مرات ، (3) وأقول إذا بكى أهل البيت على ميتهم : لا تبكوا عليه فإن لي إليكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد ، قال رسول الله : كفى بالموت طامة (4) يا جبرئيل! فقال جبرئيل : ما بعد الموت أطم (5) وأعظم من الموت! « ص 370 »
3 ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله
__________________
(1) في المصدر : تولت. م.
(2) في المطبوع « ن » وهو وهم من النساخ والصحيح « فس »أى تفسير على بن إبراهيم.
(3) أى في أوقات الصلوات ، على ما في حديث آخر يأتى تحت رقم 44 من الباب الاتى.
(4) الطامة : الداهية تفوق ما سواها.
(5) أى أعظم وأفقم.
141
صلىاللهعليهوآله : لما اسري بي إلى السماء رأيت في السماء الثالثة رجلا قاعدا : رجل له في المشرق ، ورجل (1 ) في المغرب ، وبيده لوح ينظر فيه ، ويحرك رأسه ، فقلت : يا جبرئيل من هذا؟ فقال : ملك الموت عليهالسلام. (2) « ص 200 »
4 ـ ن : بهذا الاسناد قال رسول الله (ص) : إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لملك الموت : يا ملك الموت وعزتي وجلالي وارتفاعي في علوي لاذيقنك طعمالموت كما أذقت عبادي. « ص 200 »
5 ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد ، عن داود ، عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله. (3) « ص 214 »
6 ـ يد : القطان ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن أحمد بن يعقوب بن مطر ، عن محمد بن الحسن بن عبدالعزيز ، عن أبيه ، عن طلحة بن زيد ، عن عبدالله بن عبيد ، عن أبي معمر السعدانى ـ في خبر من أتى أمير المؤمنين عليهالسلام مدعيا للتناقض في القرآن ـ قال عليهالسلام : أما قوله : « قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم (4) » وقوله : « الله يتوفى الانفس حين موتها » وقوله : « توفته رسلنا وهم لا يفرطون » وقوله : « الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم » وقوله : « الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم » فإن الله تبارك وتعالى يدبر الامور كيف يشاء ، ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء ، أما ملكالموت فإن الله عزوجل يوكله بخاصته من يشاء من خلقه ، ويوكل رسله من الملائكة خاصة بمن يشاء من خلقه تبارك وتعالى والملائكة الذين سماهم الله عزوجل وكلهم بخاصة من يشاء من خلقه ، إنه تبارك وتعالى (5) يدبر الامور كيف يشاء ، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس ، لان منهم القوي
__________________
(1) في المصدر : ورجل له. م.
(2) في المصدر : قال : هذا ملك الموت. م.
(3) الا ان فيه : وارتفاعى في علو مكانى. م.
(4) في الصمدر بعد هذه الجملة : ثم إلى ربكم ترجعون. م.
(5) ليس في المصدر قوله : إنه تبارك وتعالى. م
142
والضعيف ، ولان منه ما يطاق حمله ، ومنه ما لا يطاق حمله إلا من يسهل الله له (1) حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه ، وإنما يكفيك أن تعلم أن الله المحيي المميت ، وأنه يتوفى الانفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم. « ص 275 ـ 276 » أقول : تمامه في كتاب القرآن.
7 ـ شي : عن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله : « إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون » قال : هو الذي سمي لملك الموتعليهالسلام في ليلة القدر.
8 ـ جع : قال إبراهيم الخليل عليهالسلام لملك الموت : هل تستطيع أن تريني صورتك التي تقبض فيها روح الفاجر؟ قال : لا تطيق ذلك ، قال : بلى ، قال : فأعرض عني ، فأعرض عنه ثم التفت فإذا هو برجل أسود ، قائم الشعر ، منتن الريح ، أسود الثياب ، يخرج من فيه ومناخره لهيب النار والدخان ، فغشي على إبراهيم ثم أفاق ، فقال : لو لم يلق الفاجر عند موته إلا صورة وجهك لكان حسبه.
9 ـ نهج : من خطبة له عليهالسلام ذكر فيها ملك الموت : هل تحس به إذا دخل منزلا؟ أم هل تراه إذا توفى أحدا؟ بل كيف يتوفى الجنين في بطن امه : أيلج عليه من بعض جوارحها؟ أم الروح أجابته بإذن ربها؟ أم هو ساكن معه في أحشائها؟ كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله؟.
10 ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : ما من أهل بيت شعر ولا وبر إلا وملك الموت يتصفحهم في كل يوم خمس مرات. « ف ج 1 ص 70 »
بيان : لعل الاظهر « مدر » مكان « وبر ».
11 ـ كا : محمد بن يحيى : عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن لحظة ملك
__________________
(1) في المصدر : الا ان يسهل الله له.
143
الموت ، قال : أما رأيت الناس يكونون جلوسا فتعتريهم السكتة (1) فما يتكلم أحد منهم؟ فتلك لحظة ملك الموت حيث يلحظهم. « ف ج 1 ص 71 »
ين : ابن علوان مثله.
12 ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضل بن صالح ، عن زيد الشحام قال : سئل أبوعبدالله عليهالسلام عن ملك الموت يقال : (2) الارض بين يديه كالقصعة يمد يده حيث يشاء ، فقال : نعم. « ف ج 1 ص 70 »
13 ـ يه : قال الصادق عليهالسلام : قيل لملك الموت (ع) : كيف تقبض الارواح وبعضها في المغرب وبعضها في المشرق في ساعة واحدة؟ فقال : أدعوها فتجيبني. قال : وقال ملك الموت عليهالسلام : إن الدنيا بين يدي كالقصعة بين يدي أحدكم ، يتناول منها ما يشاء ، والدنيا عندي كالدرهم في كف أحدكم يقلبه كيف شاء. « ص 32 ـ 33 »
14 ـ ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الاول عليهالسلام قال : قال رسول الله (ص) : إن الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة ، اختار من الملائكة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهمالسلام. « ج 1 ص 107 »
15 ـ يه : سئل الصادق عليهالسلام عن قول الله عزوجل : « الله يتوفى الانفس حين موتها » وعن قول الله عزوجل : « قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم » وعن قول الله عزوجل : « الذين تتوفيهم الملائكة طيبين ، والذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم » وعن قول الله عزوجل : « توفته رسلنا » وعن قول الله عزوجل : « ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة » وقد يموت في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه إلا الله عزوجل فكيف هذا؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الارواح بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الانس يبعثهم في حوائجهم فتتوفاهم الملائكة ويتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو ، ويتوفاه الله عزوجل من ملك الموت. « ص 33 »
__________________
(1) في المصدر : السكينة « السكتة خ ل ». م
(2) في المصدر : فقال الارض. والظاهر ان النسخة مغلوطة لتكرر الجواب بناءا عليه. م
144
16 ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال ، عن علي ابن عقبة ، عن أسباط بن سالم مولى أبان قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : جعلت فداك يعلم ملك الموت بقبض من يقبض؟ قال : لا إنما هي صكاك (1) تنزل من السماء : اقبض نفس فلان بن فلان. « ف ج 1 ص 70 »
ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكريا ، عن الحسن بن فضال ، عن علي بن عقبة مثله. « ص 74 »
17 ـ كا : محمد بن يحيى ، عن الحسين بن إسحاق ، عن علي بن مهزيار ، عن علي ابن إسماعيل الميثمي ، عن عبدالاعلى مولى آل سام قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : قول الله عزوجل : « إنما نعد لهم عدا » قال : فما هو (2) عندك؟ قلت : عدد الايام ، قال : إن الآباء والامهات يحصون ذلك ، لا ولكنه عدد الانفاس. « ف ج 1 ص 72 »
18 ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن بكر بن محمد الازدي ، عن أبي عبدالله (ع) قال : « إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم » إلى قوله : « تعملون » قال : تعد (3) السنين ، ثم تعد الشهور ، ثم تعد الايام ، ثم تعد الساعات ، ثم يعد النفس ، فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. « ف ج 1 ص 72 »
ب : ابن سعد ، عن الازدي مثله. « ص 20 »