أما شرحنا لك صدرك، فصار وسيعاً فسيحاً لا ضيق فيه ولا حرج ولا هم ولا غم ولا حزن. بل ملأناه لك نوراً وسروراً وحبوراً.
أما شرحنا لك صدرك ملأناه حكمه ورحمة وإيماناً وبراً وإحساناً.
شرحنا لك صدرك، فوسعت أخلاق الناس، وعفوت عن تقصيرهم وصفحت عن خطئهم، وسترت عيوبهم، وحملت علي سفيههم، وأعرضت عن جاهلهم، ورحمت ضعيفهم.
شرحنا لك صدرك فكنت كالغيث جوداً ، وكالبحر كرماً، وكالنسيم لطفاً، تعطي السائل، وتمنح الراغب ، وتكرم القاصد ، وتجود علي المؤمل.
شرحنا لك صدرك فصار برداً وسلاماً يطفئ الكلمة الجافية ، ويبرد العبارة الجارحة، فإذا ليعفو والحلم والصفح والغفران.
شرحنا لك صدرك فصبرت على جفاء الأعراب، ونيل السفهاء وعجرفة الجبابرة، وتطاول التافهين، وإعراض المتكبرين، ومقت الحسدة، وسهام الشامتين، وتهجم القرابة.
شرحنا لك صدرك فكنت بساماً في الأزمات، ضحاكاً في الملمات، مسروراً وأنت في عين العاصفة، مطمئناً وأنت في جفن الردى، تداهمك وأنت ساكن، وتلتفت بك الحوادث وأنت ثابت؛ لأنك مشروح الصدر ، عامر الفؤاد، حتى النفس.
شرحنا لك صدرك فلم تكن فظاً قاسياً غليظاً جافياً، بل كنت رحمة وسلاماً وبراً وحناناً ولطفاً ، فالحلم يطلب منك، والجود يتعلم من سيرتك، والعفو يؤخذ من ديوانك