0
أمام وسائل الاتصال الحديثة والبرامج التلفزيونية المنوعة والحياة التي تعرّض كثيراً من الإغراءات تكثر الأمور التي تلهي الرجل وتصرف نظره عن زوجته،
خاصة إذا كان يعاني من الروتين ويملّ من الحياة الزوجية ويريد تغييراً ما، كذلك لم يعد صعباً إغراء أي رجل ولم تعد المرأة كما السابق تنتظر مبادرة الرجل للتعرّف إليه بل باتت للمرأة جرأتها في التعدّي على ما ليس لها وعرض نفسها على أي رجل في حال أعجبها،
كما إن الرجل المرتبط بات عرضة للخيانة أكثر من غيره، لذا وأمام هذه الضغوط الهائلة على المرأة التنبّه جيداً لزوجها وابتداع طرق كثيرة لحمايته من أي إغراء قد يقع في طريقه. استمعنا إلى بعض النساء والرجال لمعرفة طرق حماية الأزواج وكانت هذه النتيجة.
موظفة: على الزوجة أن تكون واعية لكي تحيط زوجها بالتفاصيل
ربّة منزل: زوجي يحب الظهور ونظرة النساء إليه
مصوّر: أحب أن تقدّم لي زوجتي كل ما باستطاعتها كي تسعدني
الزوجة الواعية
بداية تقول غزالة أبو علي «45 عاماً ـ موظفة»: «ليس سهلاً اليوم حماية الرجل من الإغراءات التي يتعرّض لها وعلى الزوجة أن تكون واعية جداً لكي تحيط زوجها بكامل التفاصيل حتى لا يكون عرضة لخيانتها ولا يقع في شباك امرأة أخرى. ومن أبسط الأمور التي أعتمدها هي حمايته ورعايته،
ولا أحاول خنقه بل أعطيه حريته في ملاقاة أصدقائه وأحاول أن أزيل عبء الأولاد والمنزل عنه كيلا يشعر بالضغط.
كما إني أبتعد عن المشكلات قدر الإمكان وأتعامل معه كصديقة وفيّة وأحاول التخفيف عنه وسماعه وأتقبل نقده لي وأعمل على تغيير ما يزعجه فيّ وكل ذلك كي يشعر بأني الملاذ الآمن له. وأن منزلنا هو للراحة لا للأعباء.
وأسعى دائماً لاختراع أمور جديدة في حياتنا لإضفاء نوع من الرومانسية على العلاقة».
مِلك للجميع
أما نهى فرحات «39 عاماً ـ موظفة» فتقول: «يعاني الزوج خاصة إذا كانت زوجته موظفة فيعاني نوعاً ما من انشغالها بالأولاد ومسؤوليات البيت خاصة بعد انتهائها من العمل فيشعر بأن وقتها ملك للجميع ليس له وهذه أكثر المشكلات التي تشعره بأنه في حاجة إلى امرأة أخرى ويستسلم للإغراءات جميعها،
لذا أعمد ومن خلال حياتي اليومية بأن أنسّق بين وقتي وعملي والأولاد وأسعى لأكون منتهية من كل شيء قبل وصوله للبيت ولا أشعره بأني متعبة ولا أتذمّر بل على العكس أهتم بمظهري وأعطيه مساحة أكبر له وأؤكد له أني أثق به جداً وأني أخاف عليه وأحبه،
كما إني أسعى لتغيير مظهري دائماً بالطريقة التي تعجبه كي يشعر بأنني أنا الوحيدة التي يراها جميلة وبأني لم أتغير رغم الزمن والأولاد والعمل، كما إني أختلق دائماً الأجواء التي تشعره بالسعادة وأخصص له يوماً لوحده بعيداً عن الأولاد.
وأسمح له بيوم مع زملائه كي يشعر بأنه رجل حر. وفي الوقت نفسه لا أسعى لتضييق الخناق عليه لأنه بحاجة لوقت مع نفسه كي يشعر بأنه غير محاصر. ومن أكثر الأمور التي يكرهها الرجل هي المشكلات فأنا أبتعد عنها كيلا أثير نفوره».
كلام الواتس أب
من جهة أخرى، تقول رانيا سامي «30 عاماً ـ ربة منزل»: «أقوم بكل ما يمكن أن تقوم به الزوجة كي تحمي زوجها، لكن زوجي يحب أن يبهر من حوله ويحب الظهور ويحب أن يرى نظرة النساء إليه،
لذا أسعى وبكل جهدي لأعرف ذوقه وأتبع الموضة التي تعجبه كي أكون دائماً كما يريد، لكني وفي فترة من الفترات شعرت بأنه يخاطب إحداهن على الواتس أب فما كان منيّ إلا مراقبته من دون أن يشعر لأعرف طبيعة الحوار الذي يدور بينهما واكتشفت أن زوجي بحاجة لصديقة في حياته،
فلم أواجهه بالأمر بل تركته وبدأت أتصرّف بالطريقة نفسها كأن أرسل له الأغاني والأشعار على الواتس أب، وأرسل له صوراً جميلة وبدأت أتصرّف بطريقة استغربها هو وكنت أخاطبه ليس بطريقة الزوجة بل بطريقة الصديقة وشيئاً فشيئاً بدأ يشعر بأن حديثي أجمل وبدأ يخبرني صراحة ماذا يحب وماذا يكره وبدأت التصرّف على هذا النحو وبهذه الطريقة بدأت أستعيد زوجي وانتهت المسألة».
إغراءات كثيرة
بينما يوضح طارق صبري «40 عاماً ـ مصوّر» أنه في عمله يصادف كثيراً من النساء ويتعرّض لكثير من الإغراءات الأمر الذي جعله يدخل في كثير من العلاقات،
مضيفاً: «لكن بعد فترة أردت الاستقرار وبحثت عن زوجة مختلفة عن عالمي في البدء كنت سعيداً لكن بعد فترة شعرت بالملل،
وبدأت زوجتي تلاحظ الأمر، وأنا أحب أن تقدّم لي زوجتي كل ما باستطاعتها كي تسعدني وبالفعل ضحّت بكثير من الأمور واختلقت كثيراً من القصص».
الابتعاد عن المشكلات
وبالنسبة إلى سامي بكري «35 عاماً ـ موظف» فيقول: «مهما ابتكرت المرأة من وسائل فإن كان الرجل غير مكتفٍ بزوجته فبالتأكيد سوف يبحث عن امرأة أخرى لإشباع رغباته، لكن من أهم الأمور التي على المرأة مراعاتها لحماية زوجها هي الاستماع له وعدم التأفف،
وإذا شعرت بأن زوجها عرضة للإغراءات عليها البحث عن السبب فيها لأنه بالتأكيد سيكون هناك نقص ما.
فلا توجد طريقة حديثة ولا طريقة قديمة بل يوجد امرأة واعية تعرف مراقبة زوجتها وحمايتها ولا يجب أن تكون المراقبة علنية لأن الرجل سيشعر بالضيق بل على المرأة أن تراقب زوجها بطريقة ذكية وواعية وأهمها اختيار ما يسعده والابتعاد عن المشكلات».
الانحلال الاجتماعي
يقول اختصاصي علم الاجتماع «طلال عتريسي»: «الإغراءات اليوم باتت كثيرة منها وسائل التواصل الاجتماعي التي تسهّل تعرّف الرجل على أي امرأة يريد والكثير من الأمور الأخرى، كما إن التغيّر في المجتمع وغياب التأثر بالعادات والتقاليد بات يضع الرجل فريسة أمام أي أمر،
فضلاً عن الوضع الاقتصادي الخانق الذي يدفع أي رجل للبحث عن أي وسيلة للبعد قليلاً عن المشكلات في الأسرة والتي غالباً ما تسببها مشكلات الضيق الاقتصادية. والتعرّف على امرأة لم يعد مكلفاً كما السابق،
ثم إن الخيانة لا تنحصر في العلاقات الحميمة بل بالمخاطبة والشات الذي بات أمراً عادياً اليوم. كل هذه الأمور وغيرها باتت تقف عقبة في طريق المرأة التي تحاول المحافظة على بيتها،
لذا لم يعد سهلاً على أي امرأة الحفاظ على زوجها أو مراقبته وعليها أن تكون ذكية وتحاول اكتشاف ما يسعده وما يزعجه ويبعده عن بيته.
لكن المشكلة باتت في الانحلال الاجتماعي فلم تعد هناك قيم ومبادئ فالمرأة باتت وللأسف سلعة سهلة تبحث عن الحب بأي طريقة بسبب فقدانه وندرته، والرجل بات يبحث عن أي وسيلة تسعده وتبعده عن أي شيء قد يسبب له المتاعب خاصة الضيق والحنق التي نتعرّض لها جميعنا يومياً.
والإنسان بطبعه كائن اجتماعي يبحث عن وسائل حديثة للتواصل والاجتماع بآخرين خاصة إذا كان يشعر بغياب الحوار والعزلة في بيته ومجتمعه».
الــحـــوار والــتــفـــاهــــم
وتقول اختصاصية العلاقات الزوجية «جيسي طعمة»: «ليس سهلاً المحافظة على الزوج في أيامنا هذه بعد كثرة الإغراءات وغياب الحماية فضلاً عن المشكلات الاقتصادية المحيطة بنا والتي تدفع أي رجل للبحث عن أي وسيلة للراحة.
كما إن كثرة مراكز السحر والتلهي وكثرة وسائل التواصل التي تسهّل العلاقات غير الشرعية وغيرها باتت مشروعة ولم تعد طيّ الكتمان كما في الماضي، لذا للحفاظ على أي علاقة زوجية ننصح أولاً بالحوار والتفاهم،
فإذا شعرت المرأة ببعد زوجها عنها أو بأنه عرضة للإغراءات فما عليها سوى مواجهته بطريقة واعية لا بإثارة المشكلات، والبحث عن السبب الرئيسي وراء ذلك.
ثانياً على المرأة أن تكون عشيقة وزوجة فلا تعطي الأهمية للأولاد على حساب الزوج، وأن ترافقه أينما يكون وفي أي سهرة.
ثم لحماية العلاقة عليها أن تعطي له مساحة فلا تكثر من اتصالاتها ولا تكثر من أسئلتها بل تشعره بأنها واثقة لكنها في حالة ترقّب دائمة. كيلا يشعر بثقتها المبالغة.
كما إن إظهار الغيرة غير خاطئ لكن على الغيرة أن تكون واعية لا مزعجة ولا مرضية فلا تثير نفوره ولا تشعره باللا مبالاة. كما إنها لا يجب أن تظهر له أنها تراقب هاتفه باستمرار أو تراقب تحركاته لأنه بهذه الحالة يشعر بأنه مسجون،
وإذا خاطبها عن أنثى معينة فعليها أن تعرف الأمور التي تعجبه فيها لا أن تثير مشكلة وتبيّن له أنها متألمة أو مجروحة لأنها وبمعرفتها عن الأمور التي تعجبه بامرأة أخرى ستعرف تلقائياً ماذا يريد منها. وعلى الرجل أيضاً أن يكون واعياً وصريحاً وأن يخبر زوجته بكل شيء لأن الزواج عبارة عن تفاهم واستقرار ومشاركة».
تقرير روتانا