مقتل 38 من "داعش" بالأنبار وديالي
بعد عامين على ولادته.. أين وصل "داعش"؟
شن تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) في الآونة الأخيرة هجمات عدة يسميها 'غزوات' في العراق وسورية وأخيراً في بلدة عرسال في شرق البقاع اللبناني.
في تلك الهجمات، سيطر التنظيم على مساحات شاسعة من الأراضي والمدن، ونجح في الحفاظ على بعضها وخسر البعض الآخر. فإلى أين يتجه 'داعش'؟.
يسيطر التنظيم على عدد من المدن في العراق، مثل الموصل، وهي ثاني أكبر المحافظات العراقية، وسهل نينوى، وأجزاء من الأنبار. يحاربه الجيش العراقي والصحوات التابعة للعشائر السنية، والميليشيات الشيعية، وأخيراً دخل طيران التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سورية والعراق والذي نفذ عدداً من الغارات على تجمعات التنظيم، الذي خسر سد الموصل الاستراتيجي القريب من أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
ويضع التنظيم الخطط بشكل مستمر من أجل السيطرة على المزيد من الأراضي في هذه البلدان، كما حصل في بلدة عرسال اللبنانية، التي نفذ هجوماً كبيراً عليها انطلاقاً من جرودها ومناطق القلمون السوري، وذلك بهدف السيطرة عليها والزحف نحو مناطق الهرمل وعكار للوصول إلى مدينة طرابلس شمال لبنان، الواقعة على البحر الأبيض المتوسط بهدف الحصول على منفذ بحري لدولة 'الخلافة الإسلامية'، بعد فشله في تحقيق ذلك في اللاذقية السورية.
لكن هذا الهجوم فشل بعد تصدي الجيش اللبناني له، وعاد عناصر التنظيم إلى الجرود وبرفقتهم أكثر من 30 جندياً لبنانياً أسرى يفاوض الدولة اللبنانية عليهم، لإطلاق سراح قادة له في السجون اللبنانية.
أما في سورية، فيسيطر التنظيم على محافظة الرقة بأكملها، وعلى كامل أرياف دير الزور، وهي المناطق التي تضم حقول النفط والغاز. وتمت تسمية دير الزور بـ'ولاية الخير'. وللرقة ودير الزور حدود مع المناطق التي سيطر عليها التنظيم في العراق، فقام بوصل المناطق بعضها ببعض، وقام أيضاً بإزالة السواتر الترابية بين الأراضي العراقية والسورية، معلناً بذلك تدمير حدود 'سايكس بيكو'.
ووفق المرصد السوري لحقوق الانسان، فتنظيم 'داعش' يسيطر على 35 في المائة من أراضي الدولة السورية.
ومنذ أسابيع يشن التنظيم هجوماً كبيراً على مدينة كوباني الكردية السورية على الحدود التركية السورية، بهدف السيطرة عليها وطرد مقاتلي 'وحدات حماية الشعب' الكردية منها وفتح الباب أمام تسهيل تدفق المسلحين الأجانب عبر الحدود التركية وجعل حدود الدولة الإسلامية للمرة الأولى على تماس مباشر مع تركيا، وفصل المناطق الكردية في سورية، مثل الحسكة والقامشلي مثلاً، الذي يهدف إلى افشال المشروع الكردي للإدارة الذاتية التي أعلن عنها حزب 'الاتحاد الديموقراطي' الكردي.
يذكر أن كوباني تشكل قيمة معنوية لحزب 'العمال الكردستاني'، الذي لجأ زعيمه عبدالله أوجلان إليها بعد هروبه من تركيا في العام 1979، إضافة إلى انتماء عدد من قادة الحزب إليها.
ويسعى 'داعش' أيضاً إلى السيطرة على المزيد من الأراضي العراقية، بهدف توسيع أراضي دول 'الخلافة الإسلامية'.
كما يخطط لإعادة الهجوم على قرى لبنانية شرق البقاع وفي شمال لبنان بهدف السيطرة عليها وفتح ممر آمن له، وفق ما تشير تقارير أمنية لبنانية.
ووفق مركز 'كارنيغي' للشرق الأوسط، فإن جاذبية 'الدولة الإسلامية' في نظر عناصرها ليست فقط مجرّد جاذبية أيديولوجية، بل تقوم على العمل للانتقام من المظالم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلاً عن السعي وراء السلطة والمال، وأيضاً لتعزيز الشعور بالانتماء إلى المشروع الكبير الذي يتمثّل بإقامة الخلافة'، مضيفا:ً 'وبعد إعلان الخلافة، وإن كانت في شكل بدائي، فإن جل ما يمكن أن تحققه الغارات الجوية للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب هو احتواء التنظيم، وذلك من خلال الحد من قدرته على التوسع جغرافياً، ولكن ليس القضاء عليه'.
وترتبط بالتنظيم الحامل أفكار تنظيم 'القاعدة'، جماعات عدّة في المغرب العربي ومصر وأفريقيا، مثل جماعة 'أنصار بيت المقدس'، التي يرتكز نشاطها في سيناء وقامت بعمليات تفجير ضد السلطات المصرية، وجماعة 'أنصار الشريعة'، وهي ميليشيا متطرفة تأسست في نيسان (أبريل) من العام 2012 بعد أشهر من نهاية الثورة الليبية، وتدعو إلى تحكيم الشريعة الإسلامية في ليبيا.
وبايعت 'داعش' أيضاً جماعةُ 'جند الخلافة' في الجزائر 'داعش'، التي قامت بذبح رهينة فرنسي لديها رداً على قرار فرنسا بالمشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب، وبايعت جماعة أبو سياف الجهادية في جنوبي الفيليبين التنظيم، وتهدف الجماعة إلى إنشاء دولة إسلامية غربي جزيرة مينداناو.
ويسعى التنظيم دائماً للتقدم والتطور والاستيلاء على المزيد من المواقع والأراضي بهدف زيادة قوته ونفوذه، ولتوسيع أراضي 'الدولة الإسلامية'، وزيادة عائداته من بيع النفط والغاز.
قائد عمليات دجلة يقول إن قوات الجيش وبالتنسيق مع الطيران الحربي العراقي تمكنت من قصف وتدمير رتل مركبات لعناصر تنظيم داعش قرب ناحية العظيم بمحافظة ديالى.
العراق -قُتل 38 من عناصر تنظيم "داعش" في قصف للطيران الحربي العراقي والتحالف الدولي استهدف مواقعهم في محافظتي الأنبار (غرب) وديالي (شرق)، فيما أعلن قائد ميداني للمقاتلين الإيزيديين في جبل سنجار (شمال) عن مقتل 3 قناصة للتنظيم.
وقال قائد عمليات دجلة (أحد تشكيلات الجيش العراقي) الفريق الركن، عبد الأمير الزيدي، يوم الأربعاء، إن "قوات الجيش وبالتنسيق مع الطيران الحربي العراقي تمكنت من قصف وتدمير رتل مركبات لعناصر تنظيم داعش الإرهابي قرب ناحية العظيم (شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى)".
وأضاف الزيدي، أن "القصف أسفر عن مقتل 28 عنصرًا لتنظيم داعش وتدمير ست عجلات (سيارات) للتنظيم تحمل سلاحًا ثقيلاً وإلحاق أضرار مادية كبيرة".
وأشار الزيدي إلى أن "عناصر تنظيم داعش كانوا ينوون الهجوم على القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة) التي تسيطر على ناحية العظيم"، لافتا إلى أن "الطيران الحربي العراقي كبّد عناصر داعش خسائر كبيرة قبل هجومهم على العظيم".
وبين الزيدي أن "قوة من مكافحة المتفجرات التابعة لقوات الجيش قامت بتفكيك 10 عبوات ناسفة كانت مزروعة على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظة ديالى ومحافظة صلاح الدين (شمالأ)، دون خسائر مادية أو بشرية تذكر".
ومن جانب آخر، تمكن مقاتلون إيزيديون يتحصنون بجبل سنجار (شمال) من قتل 3 قناصين تابعين لتنظيم داعش والاستيلاء على إحدى سياراتهم، بحسب زعيم مفرزة (مجموعة) قتالية إيزيدية.
وقال نواف خديدا سنجاري، آمر مفرزة إيزيدية قتالية تتحصن بجبل سنجار، إن "مفرزة قتالية ايزيدية، وبالتعاون مع قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) تمكنت من قتل 3 قناصين بعد اشتباكات في موقع قرب قرية حيالى (12 كلم جنوب غرب جبل سنجار)".
وأضاف: "اضطر عناصر داعش إلى الفرار وترك موقعهم بعد تشديد الخناق عليهم إثر وصول تعزيزات إيزيدية، وتم الاستيلاء على عجلة مسلحة تركها عناصر التنظيم خلفهم".
ولفت إلى أن "عناصر المفرزة الإيزيدية وقوات البيشمركة عادوا لقاعدتهم بسلام وبدون أية خسائر".
وفي وقت سابق اليوم، قال قائد عمليات الأنبار (تابعة للجيش العراقي) الفريق الركن رشيد فليح، إن "الطيران الحربي للتحالف الدولي قصف اليوم موقعين كان يتمركز فيهما عناصر تنظيم داعش الإرهابي خلف الجسر الحديدي غرب مدينة الفلوجة، ما أسفر عن مقتل 10 عناصر من التنظيم وتدمير مركبه تحمل سلاح ثقيل، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة".
وعادة ما يعلن مسؤولون عراقيون عن مقتل العشرات من تنظيم "داعش" يومياً دون أن يقدموا دلائل ملموسة على ذلك، الأمر الذي لا يتسنى التأكد من صحته من مصادر مستقلة، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من داعش بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام.
ومنذ حوالي ثلاثة أشهر، تخوض قوات من الجيش العراقي معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" في محافظات شمال وغرب العراق ذات الأغلبية السنية، وتمكنت القوات العراقية، مدعومة بميليشيات مسلحة موالية لها، وقوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، وبعد تدخل عسكري أمريكي، من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك ضارية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ويوجه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، ضربات جوية لمواقع "داعش" في سوريا والعراق في إطار الحرب على التنظيم ومحاولة تحجيم تقدمه في مناطق أوسع في الدولتين، وذلك بعد سيطرة الأخير على مدينة الموصل شمالي العراق بالكامل، في 10 يونيو/حزيران الماضي.
قائد فيلق القدس: أحمي بغداد بنفسي
الجنرال قاسم سليماني يتهم الولايات المتحدة الأمريكية ببث شائعات حول سقوط العاصمة العراقية وتقدم مقاتلي الدولة نحوها.
طهران- من أحمد الساعدي
قال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، الجنرال قاسم سليماني، اليوم الأربعاء، إنه يدير بنفسه عمليات حماية العاصمة العراقية، بغداد من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وذلك رداً على الأنباء التي تحدثت عن تقدم التنظيم الإرهابي في اتجاه بغداد.
واتهم الجنرال الإيراني بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية الولايات المتحدة الأمريكية ببث الشائعات والترويج للأنباء التي تحدثت عن سقوط بغداد وتقدم قوات الدولة في اتجاهها.
وبثت المواقع الإخبارية الايرانية صورة للجنرال سليماني مع مقاتلين من عصائب أهل الحق في العراق بقرية ينكجه الواقعة بين قضاء الطوز وتكريت.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها، الأربعاء، أن "دور إيران في العراق بالغ الأهمية"، مشيرة إلى أن حضور قائد فيلق القدس ساهم في حفظ أمن بغداد وعدم سقوط على في أيدي الدولة الإسلامية.
وقالت الصحيفة: "إن شعبية إيران في العراق بدأت ترتفع كثيراً بسبب دورها الحاسم في وقف زحف وتقدم مقاتلي الدولة نحو بغداد ومساعدة القيادات العسكرية الايرانية القوات العراقية والمتطوعين".
وأشارت الصحيفة إلى أن أزمة العراق والمواجهة مع تنظيم الدولة يمكن أن تشكل تحالفاً بين طهران وواشنطن بشأن هذه الأزمة، مؤكدةً على اختلاف وجهات النظر بين البلدين فيما يتعلق بالأزمة السورية.
العبادي: بغداد مؤمنة وداعش دُحِر بعيدا عنها
رئيس الوزراء العراقي يعد بتحرير مدينة تكريت وملاحقة المتورطين بما وصفها بـ"جريمة سبايكر" وإعادة النازحين إلى منازلهم.
بغداد –
قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الأربعاء، إن العاصمة بغداد مؤمنة وتنظيم "داعش" دُحر بعيدا عنها.
وفي كلمة له خلال حفل تخرج دورة ضباط بالكلية العسكرية الرابعة الخاصة بجهاز مكافحة الإرهاب في مدينة الناصرية (300 كلم جنوب بغداد)، قال العبادي الذي يشغل أيضاً منصب القائد العام للقوات المسلحة إن "العاصمة بغداد مؤمنة ومستقرة، والمجاميع الارهابية تندحر بعيدا عنها".
وأضاف أن تنظيم داعش "يتلقى ضربات مؤثرة وموجعة من قبل القوات الأمنية والحشد والشعبي (وهم متطوعون من الشيعة وأبناء عشائر موالية للحكومة)"، ومضى العبادي بالقول، "وسعنا من الحدود الامنة لبغداد ودفعنا بخلايا داعش الى الخلف شرقا وغربا وشمالا وجنوبا"، ورأى العبادي، أن "العدو الإرهابي المتمثل بتنظيم داعش يحاول أن يبث الشائعات المغرضة للنيل من معنويات الشعب العراقي وصموده في حربه ضد الإرهاب، وآخرها الحديث عن تهديدات أمنية تحيط بالعاصمة بغداد".
ولفت إلى أن هذه الشائعات جاءت "بعد انهيار معنويات التنظيم بسبب الضربات الموجعة التي تلقاها من قوات الجيش والحشد الشعبي"، مندداً بـ"بعض وسائل الاعلام التي بدأت تصدق وتروج لتلك الشائعات"، دون أن يسمي أياً منها.
وكانت وسائل إعلام أوردت صباح أمس الثلاثاء، أنباء عن حدوث اشتباكات بين عناصر "داعش" وقوات الحكومة العراقية بالقرب من مطار بغداد، إلا أن قيادة عمليات بغداد التابعة للجيش والمكلفة بتأمين العاصمة العراقية، نفت حدوث اشتباكات في محيط مطار العاصمة، مؤكدة على لسان المتحدث باسمها أن حزام بغداد "مؤمن بالكامل".
كما وعد رئيس الوزراء خلال كلمته، بتحرير مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (شمال) من سيطرة "داعش" قريبا، وكذلك بملاحقة المتورطين بما وصفها "جريمة سبايكر"، وإعادة النازحين إلى منازلهم، دون أن يحدد موعداً زمنياً لأي من تلك الوعود.
ونشر تنظيم "داعش" بعد سيطرته على قاعدة "سبايكر" بمحافظة صلاح الدين في 12 يونيو/حزيران الماضي، مقاطع فيديو يظهر فيها إعدامه لمئات من المقاتلين داخل القاعدة الأكبر شمال العراق، فيما قالت مصادر برلمانية وحكومية إن 1700 طالب ومنتسب أمني في "سبايكر" قتلوا في الواقعة، ويوجه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، ضربات جوية لمواقع "داعش" في سوريا والعراق في إطار الحرب على التنظيم ومحاولة تحجيم تقدمه في مناطق أوسع في الدولتين.
ويعم الاضطراب مناطق شمالي وغربي العراق بعد سيطرة داعش، ومسلحين سنة متحالفين معه، على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (شمال) في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، وتكرر الأمر في المحافظات الشمالية والشمالية الغربية من العراق، وقبلها بأشهر مدن محافظة الأنبار غربي البلاد.
فيما تمكنت القوات العراقية مدعومة بمجموعات مسلحة موالية لها، وكذلك قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة خلال الأسابيع المنصرمة.
معركة العبادي والمالكي تهدد حزب الدعوة العراقي
المالكي ذكر في أكثر من مناسبة حزبية خاصة أن ماحصل من ترشيح العبادي لخلافته في رئاسة الحكومة "مؤامرة داخلية" في حزب الدعوة
إرم - بغداد من أحمد العسكري
قالت مصادر برلمانية عراقية إن مساع حثيثة تجري لإنهاء الخلاف بين كل من رئيس الحكومة حيدر العبادي، وسلفه نوري المالكي، بعد أن وصلت تلك الخلافات إلى حد التراشق بالتصريحات على سائل الإعلام.
وأفادت معلومات حصلت عليها "إرم" أن محاولات وصفت بـ "الأخيرة" هدفها رأب الصدع وإنهاء الخلاف الذي نجم عن تشبث المالكي بكرسي رئاسة الوزراء، قبل أن يتنازل عنه تحت ضغط المرجعية والأحزاب الشيعية، إلى جانب تحذيرات من المجتمع الدولي.
وتقول المصادر: "إن المالكي ذكر في أكثر من مناسبة حزبية خاصة أن ماحصل من ترشيح العبادي لخلافته في رئاسة الحكومة "مؤامرة داخلية" في حزب الدعوة، حيكت ضده بمساعدة أطراف إقليمية ودولية".
وتضيف المصادر أن نوري المالكي الذي يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية العراقية، لايترك مناسبة أو لقاءا خاصا بحزبه "حزب الدعوة" إلّا ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية هما الجهتان اللّتان رشحتا العبادي للمنصب بدعم داخلي من جناح داخل الحزب الذي ينتمي له الزعيمان العراقيان.
وكان القيادي في التحالف الوطني "الشيعي"، جواد البزوني، كشف في وقت سابق عن وجود انشقاقات كبيرة إثر تكليف حيدر العبّادي بتشكيل الحكومة.
وقال البزوني : إن "ترشيح حزب الدعوة لحيدر العبادي بديلا عن المالكي في رئاسة الوزراء كلّف الحزب الكثير من الانشقاقات، خاصة بعد أن أعلن التحالف الوطني"الشيعي عدم رغبته بترشيح نوري المالكي لولاية ثالثة".
وكشف مصدر من داخل حزب الدعوة الإسلامية أن تعهدات قطعت على المالكي لدى تنحيه عن منصب رئاسة الحكومة العراقية تقضي بعدم التدخل في تشكيل الحكومة الجديدة أو عمل الأجهزة الأمنية كون حيدر العبادي أصبح القائد العام للقوات المسلحة ويحظى بدعم دولي وإقليمي وشعبي واسع، إلّا ان المالكي لم يلتزم بتلك التعهدات التي منح على أساسها منصب نائب رئيس الجمهورية بحسب ماتقول مصادر خاصة .
وذكرت مصادر مقرّبة من رئاسة الحكومة العراقية أن نائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي وموالين له داخل التحالف الشيعي يقفون وراء تأخير تسمية وزيري الدفاع والداخلية في سعي واضح لإفشال نهج العبادي "الإصلاحي" كما تفيد المصادر.
وكان رئيس الحكومة العراقية,حيدر العبادي أكّد في لقاءات صحفية ومناسبات مختلفة بأنّه لا يتحمل تبعات ومشاكل حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي،لاسيما مع دول إقليمية مهمّة, منها المملكة العربية السعودية, مبينا أن الخلافات الحالية حول وزارتي الدفاع والداخلية ليست جوهرية.
ويستشهد مراقبون على حالة الانقسام داخل حزب الدعوة، ببيانات وتصريحات صادرة عن الحزب وأعضاء بارزين فيه، منها تصريح للنائب حسين أحمد، نفى فيه تأييد الحزب لمرشح التحالف الوطني حيدر العبادي، مبينا أن "قيادات الحزب وأمينه العام نوري المالكي نفوا صلتهم بالبيان".
ويقول السياسي العراقي محمد عبد الهادي العزاوي : إن خلافات المالكي والعبادي لاتهدد حزب الدعوة فقط، إنما بدأت تضرب بعيدا داخل "التحالف الوطني" وهو أكبر كتلة شيعية في البرلمان والحكومة.
ويضيف العزاوي : إن حزب الدعوة الإسلامية تحوّل بالفعل إلى جناحين الجناح الأول يقوده مؤيدو توجهات العبادي الإصلاحية، أما الجناح الثاني فهو الذي يتزعمه نوري المالكي والذي بدأت جهات عراقية بتسميته بـ "صقور الدعوة".
وعلى الرغم من حظره ومطاردة وإعدام قياداته في عهد صدام حسين، إلّا أن مراقبين يصفون المرحلة الحالية بـالأسوء على الحزب الذي استلم السلطة في العراق، بعد تحالفه مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، عقب الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003.
وتأسس حزب الدعوة "الإسلامية" عام 195، على شكل هيئة مؤلفة من ثمانية أعضاء، أبرزهم الزعيم الشيعي محمد باقر الصدر, وكانت بداية تشكيله على شكل لجنة لخلق حالة من التوازن الفكري مع الفكر الشيوعي والعلماني والقومي وغيرها من الأفكار المادية.
مشروع قانون عراقي لتشكيل "حرس وطني"
القانون يتضمن تشكيل قوات من أبناء المحافظات تتولى حماية الأمن والاستقرار وسيتم عرضه على مجلس الوزاراء لإقراره قبل مناقشته في البرلمان والتصوت عليه.
بغداد- قال النائب العراقي، خالد العبيدي، إن قانون الحرس الوطني الذي طالبت به المحافظات السنية الشهر الماضي، سيتم انجازه خلال أيام تمهيداً لعرضه على البرلمان لمناقشته قبل التصويت عليه.
وأضاف العبيدي، النائب عن اتحاد القوى العراقية، والذي ينحدر من مدينة الموصل (شمال)، إن "الامانة العامة لمجلس الوزراء، توشك على إنجاز مشروع قانون الحرس الوطني (يتضمن تشكيل قوات من أبناء المحافظات العراقية لتتولى مهمة حماية الأمن والاستقرار فيها) ليتم عرضه على البرلمان لمناقشته قبل التصويت عليه".
وأشار إلى أنه "جرى الاتفاق على إنشاء موقع إلكتروني، لتسلم طلبات الراغبين بالتطوع وفق الضوابط المحددة من كل محافظة".
وأوضح أن "مجلس النواب سيستضيّف، اليوم الخميس، وفداً من حكومة نينوي (شمال) المحلية لمناقشة أسباب سقوط المحافظة بيد داعش" ويضم الوفد محافظ نينوي، أثيل النجيفي، وعدداً من أعضاء مجلس المحافظة، وستتم المناقشة خلال جلسة البرلمان بعد إدراج الملف على جدول الأعمال".
ومنتصف الشهر الماضي، قدّم اتحاد القوى العراقي (ائتلاف يشكل القوى السنية) ورقة من 19 نقطة تتضمن مطالب سميت بمطالب "المحافظات الست السنية"، مطالبين بإدراجها ضمن برنامج حكومة العبادي، أهمها العفو عن المعتقلين وإيقاف القصف العشوائي للمناطق السنية، وإحراز التوازن في مؤسسات الدولة وإلغاء قانون المساءلة والعدالة الذي يحظر عودة أعضاء حزب البعث المحظور إلى مؤسسات الدولة وإنشاء الحرس الوطني في المحافظات السنية وحل جميع أنواع الميليشيات.
داعش" يستبدل عطلة السبت بالخميس في نينوي
مصدر يقول إن الدولة الإسلامية تصدر قرارات مخالفة لتعليمات الحكومة المركزية تأكيداً لسيطرتها على المحافظة.
بغداد- عمم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أمس الأربعاء، قراراً على دوائر الدولة في محافظة نينوي (شمال) يقضي بجعل يومي الخميس والجمعة عطلة أسبوعية بدلاً من الجمعة والسبت.
وقال مصدر من مديرية التربية في الموصل إنه "جرى تعميم هذا القرار على دوائر المحافظة جميعها ومنها مديرية التربية".
وأضاف المصدر مفضلاً عدم ذكر اسمه، إنه "منذ دخول التنظيم مدينة الموصل ألغى في بادئ الأمر عطلة السبت ثم عاد ليقول الآن إن العطلة أصبحت يوم الخميس بدلاً من السبت"، لافتاً إلى أن "التنظيم الذي يفرض سيطرته على نينوي منذ شهور أصدر قرارات مخالفة لقرارات الحكومة المركزية لتأكيد سيطرته على المحافظة".
من جهة أخرى، قال مصدر طبي في المستشفى العام بمدينة الموصل، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة إن "الطب العدلي بالموصل تسلم ثلاثة قتلى وخمسة جرحى نقلوا إلى طوارئ المستشفى".
وأفاد المصدر نقلاً عن عناصر التنظيم الذين نقلوا الجرحى والقتلى، بأن "القتلى والجرحى سقطوا بقصف مدفعي من قبل قوات البيشمركة على مواقع التنظيم بالقرب من ناحية ربيعة غرب الموصل".
ولا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من داعش بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام.
وفي 10 يونيو/حزيران الماضي، سيطر تنظيم "داعش" على مناطق شمالي وغربي العراق بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وتكرر الأمر في المحافظات الشمالية والشمالية الغربية من العراق، وقبلها بأشهر مدن محافظة الأنبار غربي البلاد.
وتمكنت القوات العراقية مدعومة بمجموعات مسلحة موالية لها، وكذلك قوات البيشمركة من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة خلال الأسابيع الماضية.
المصدر من هنا