2014/10/15 15:08
أوراق ساقطة: نائب سابق يدعو الى إلغاء عيد "الغدير"
برزت في الفترة الاخيرة في العراق، ظاهرة السياسيين الذين يحرضون على الفتنة الطائفية، والمذهبية، ويصفون الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي بـ"الصفوية".
بغداد/ المسلة: دعا النائب السابق طه اللهيبي، "شيعة" العراق الى "تغيير عقيدتهم"، لأنها "ستسبب الكوارث للعراق"، على حد قوله.
وفي خطاب، اقل ما يوصف بانه خطاب تحريضي و "سوقي"، لا يرتقي الى القيم الاخلاقية والوطنية، دعا اللهيبي الى "الغاء عيد الغدير، لان يعطل دوائر الدولة والعمل في سبع محافظات".
واعتبر ايضا ان "الاحتفال بالعيد مخالف لنص المادة السابعة من الدستور التي تحظر على كل كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له"، بحسب قوله.
، كما دعا الولايات المتحدة الى العمل على دعم اقليم "سني" في العراق لأنه سيكون "المصد بوجه الاطماع الايرانية" على حد تعبيره.
كما اعتبر مشاركة قادة شيعة في جبهات القتال ضد "داعش"، بانها تكرار لتجربة "التوابين" في الحرب العراقية الايرانية في ثمانينات القرن الماضي.
والتوابون هم افراد جيش آثروا عدم المشاركة في الحرب التي شنها صدام على ايران.
وبرزت في الفترة الاخيرة في العراق ظاهرة السياسيين الذين يحرضون على الفتنة الطائفية، والمذهبية، ويصفون الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي بـ"الصفوية"، فيما مدنهم واعراضهم ومجتمعاهم تحت رحمة التنظيمات الإرهابية القادمة من خارج البلاد والتي وجدت حواضن لها في مدن شمال وغربي البلاد.
وقال الكاتب والاعلامي قاسم موزان في حديث لـ"المسلة" ان "عقلية النائب هي نتاج تراكمي من الكراهية للطرف الآخر بمسوغات تراثية عقيمة بحكم بيئة منغلقة لم تتسع للمصالحة مع ذاتها".
وأضاف "التاريخ اذا كان واثقا به، لم يذكر مذابح قام بها الشيعة او السنة بتوصيفاتهم الاّ من ركب موجات العنف والتكفير والغاء الاخر إرضاءً لرغبات مكبوتة".
ورد ناشطون رقميون على اللهيبي بان الاجدر به كان الدفاع عن شعبه في الانبار و نينوى وفضح تنظيم "داعش" الارهابي، بدلا من كيل الاتهامات للمكون الاكبر في البلاد الذي قدّم التضحيات لإيقاف زحف الارهاب.
و على صفحة حسابه في موقع التوصل الاجتماعي "فيسبوك" طالب اللهيبي بإلغاء "عقيدة الشيعة لأنها عقيدة تكفيرية" على حد قوله. واضاف ان "الشيعة سيتسببون بحرق العراق اذا ظلوا متمسكين بعقيدتهم".
واستغربت الناشطة هيام الخزاعي، تصريح يصدر من نائب سابق في البرلمان باعتباره "شخصية عامة وكل كلمة تصدر منه يحاسب عليها".
واعتبر الاعلامي العراقي المقيم في بيروت عباس الحسيني في حديث لـ"المسلة" ان "مناقشة سياسيين لمثل هذه القضايا التاريخية دليل فشل، بعد ان كشفهم شارعهم (السني)، فيحاولون التركيز على الجانب المذهبي، لاجل ان يكون لهم موقع بالمعادلة الطائفية القادمة".
وزاد في القول "لكن كيف لهؤلاء ان يكون لهم دور واغلب السياسيين (السنة) لا يستطيعون الذهاب الى المناطق التي صوتت لهم".
واعتبر الحسيني ان اللهيبي وامثاله "أصوات مدفوعة الثمن لاستمرار التحريض والصراع الطائفي".
وكتب اللهيبي في عبارات طائفية، لا ترقى الى الخطاب الاعلامي الأخلاقي والوطني، ان "عيد الغدير هو أكذوبة طائفية".
واضاف، ان "الغرض منه، هو سب للرسول لأن معناه أن الرسول يقرب أقاربه وعليه دين الإسلام يشتغل عوائل مثل السياسيين".
واعتبر اللهيبي ان عيد الغدير يعني " الاستمرار بالطائفية المقيتة باعتبار أن الصحابة والسنة (كفار) ".
وتابعت "المسلة" تصريحات عديدة للهيبي، ابرزها تدوينة له على حسابة في "فيس بوك" قال فيها عن قادة شيعة في جبهات القتال بانهم " يقودون الحشد الطائفي والتاريخ يعيد نفسه منذ وقت التوابين بالحرب الإيرانية على العراق".
وابرز تصريحاته التي تضعه مدافعا عن تركيا، لا عن بلاده، قوله ان "الحملة الغربية ضد (الدولة الإسلامية)، الهدف منها بالدرجة الأولى إيقاف تقدم الدولة التركية الإسلامية ولذلك تشن حملة من أمريكا وإيران وروسيا ضد تركيا وهم يريدون توريطها بحرب ضد داعش أو اتهامها بالإرهاب".
ويبدو من سياق الكلام، ان اللهيبي بدا حريصا في الدفاع عن "تركيا" وليس "العراق".
وتثير تصريحات اللهيبي الاسئلة عن سياسيين يعانون من حالة انفصام مع الواقع، ففي الوقت الذي يتوجّب عليهم التلاحم مع ابناء وطنهم لطرد الارهاب، فانهم يشغلون انفسهم ومجتمعاتهم في عقد تاريخية، تؤدي الى اشعال الفتنة والكراهية الدينية.
ودعا اللهيبي الولايات المتحدة الى "الاستجابة لمطالب السنة بـ(فدرلة) العراق وتحويله الى إقليم لأنه سيكون التهديد الأبرز لإيران".
واضاف ان "الاقليم السني سيشكل منطقة فاصلة مع سوريا معاد للشيعة".
http://almasalah.com/ar/News/39829/%...84%D8%BA%D8%A7