شكرا
شكرا
العباس بن علي بن أبي طالب
هو أحد أصحاب الحسين في واقعة الطف ويعد شخصية مهمة لدى المسلمين الشيعة،
أمه هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة الكلابية المكناة باسم أم البنين.
وهنا نأتي لدور العباس عليه السلام (عليه السلام ) في واقعة الطف
لا شك أن انفراد العباس عليه السلام بمقام خاص دون سائر الشهداء مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء يدلّ على مكانة خاصة ومميّزة لذلك العبد الصالح عند الله عزَّ وجل، ولا شك بأن الكرامات المعروفة عنه أيضاً والمشهورة والذائعة الصيت بين الجماهير الموالية لأهل بيت العصمة عليهم السلام تشير إلى ذلك، وكذلك انفراده بزيارة خاصة إلى جانب زيارة الإمام الحسين عليه السلام وعلي الأكبر والشهداء تدلّ بوضوح لا مزيد عليه على عظمة تلك الشخصية المتفرّعة من الشجرة العلوية المباركة صنو النبوّة وتوأمها في الجهاد الكبير المؤسس لمسيرة الإسلام.
يقول الامام الحسين \خط الموت على ابن ادم مخط القلادة على جيد فتاة \فاستشهاد الامام الحسين يمثل مرتكز الاسلام وكما قال الرسول الكريم الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء .....لذلك حير لغز استشهاد الامام جميع العالم ونجد ان اي مفكر اوعالم قد روى القصة او عبر عن حزنه على ما حصل......... شكرا جزيلا ع الموضوع ولي عودة ان شاء الله
ومما يؤسف له أن سيرة العباس عليه السلام لا نملك منها الشيء الكثير من التفاصيل، إلاَّ أن مواقفه الرسالية الثابتة والقوية في كربلاء وتضحيته واستبساله في الذود عن الإمام الحسين عليه السلام واستشهاده في المعركة تعطينا صورة واضحة لا غبار عليها، خاصة إذا لاحظنا أنه كان حامل اللواء في معسكر الإمام عليه السلام والمعلوم أن حامل اللواء عادةً يكون من أوثق الناس وأشدّهم إيماناً بمبادئه وأقواهم مراساً وعراكاً وخبرة في القتال.
شكرا لك
وجعلها الله في ميزان حسناتك
تقييم
من هنا نرى أن الإمام الحسين عليه السلام لم يفرّط بالعباس من أول المعركة، وإنما تركه إلى جانبه حتى المرحلة الأخيرة من مجرياتها، وكان أغلب من هم مع الإمام عليه السلام سواء من أصحابه أو من أهل بيته قد نالوا درجة الشهادة الرفيعة وارتحلوا إلى الله العلي القدير أما الوقفات التاريخية التي سجَّلتها وقائع السيرة الحسينية للعباس سلام الله عليه فهي ما يلي:
أولاً: رفضه لأمان الأمويين.
ثانياً: موقفه ليلة العاشر من المحرم.
ثالثاً: موقفه عند مشرعة الماء.
و سنأتي بالتفصيل على كل واحده منهن ......
أولاً: رفضه لأمان الأمويين:
وهذا ما تكرّر مرتين، ففي المرة الأولى أرسل ابن زياد أماناً للعباس وأخوته بسبب توسُّط أحد أخوالهم، إلاَّ أن العباس عليه السلام أجاب عن ذلك بقوله:
" أبلغ خالنا السلام وقل له أن لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سمية "، والمرة الثانية كانت في اليوم العاشر عندما نادى الشمر لعنة الله عليه أين بنو أختنا، أين العباس وأخوته؟ إلاَّ أنهم أعرضوا عنه، فقال الإمام الحسين عليه السلام أجيبوه ولو كان فاسقاً، فأجابوه وقالوا: ما شأنك وما تريد؟ قال: يا بني أختي أنتم امنون لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد، فقال العباس عليه السلام:
" لعنك الله أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له وتأمرنا أن ندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء ".
إن ذلك الموقف المشرّف من العباس عليه السلام حري بالمؤمنين الملتزمين المجاهدين أن يكون لهم درساً بليغاً عندما يكونون في ساحات القتال ضد الأعداء وتعرض عليهم أمثال ذلك النوع من الأمان الكاذب من القتل، لأن الاستجابة لمثل تلك النداءات الخبيثة هي الخسارة الكبرى في الدنيا والاخرة، وكيف يمكن للعباس وهو شبل أمير المؤمنين عليه السلام أن يقبل لنفسه بوصمة العار الأبدية في الدنيا والاخرة.
ثانياً: موقفه ليلة العاشر من المحرم:
حيث أنه في تلك الليلة الأخيرة لأصحاب الحسين عليه السلام في هذه الدنيا كان الإمام عليه السلام قد جمعهم وخطب فيهم قائلاً:
" أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني جميعاً... فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام، وهذا
الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي... "، وعند ذلك قام العباس
عليه السلام وقال:
" لِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك، لا أرانا الله ذلك أبد " إن تلك الكلمات لا ريب أنها أثلجت قلب الإمام الحسين عليه السلام الذي أراد أن يكتشف مدى القوة والصلابة عند أولئك الأصحاب وعند أهل بيته عليه السلام، أولئك المقبلون عند إنتهاء ذلك الليل على المعركة التي كانت نتيجتها العسكرية محسومة قبل البدء في القتال، ولا شك أن كلمات العباس عليه السلام قد شجَّعت الكثير من الأصحاب أيضاً على التعبير عن الوفاء وعن الالتزام بالقتال إلى جانب الإمام الحسين عليه السلام.